- أشكر سميحة أيوب ومحمد صبحى على تكريمى بمهرجان شرم الشيخ المسرحى
- نصر أكتوبر يحتاج لعمل سينمائى ضخم من إنتاج الدولة.. حمدى غيث أعطانى درسا لا أنساه حتى اليوم
- الفنانة شادية ساعدتنى فى بداية حياتى ولها معى موقف لن أنساه
تتميز الفنانة الكبيرة والقديرة ليلى طاهر عن كل جيلها من الفنانات بأداء سهل ممتنع فى السينما وقوة حضور فى المسرح والتليفزيون ويضاف لذلك أيضا تنوعها فى الأدوار التى تقدمها وكرمت مؤخرا فى مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح عن مجمل أعمالها المسرحية، ومسيرتها الزاخرة بالأعمال المميزة و«اليوم السابع» حاورتها عقب تكريمها لتكشف عن أسرار كثيرة ومواقف وآراء فنية كثيرة.. وإلى نص الحوار.
هناك الكثير من المعلومات المغلوطة عن الفنانة ليلى طاهر منتشرة على الإنترنت.. فما السبب؟
لا أعلم ولكن الكثير من معلومات الإنترنت عنى بالفعل ملفقة وكذب، فمثلا اسمى الحقيقى مكتوب خطأ، لأن اسمى شيرويت مصطفى فهمى برغم أنه مكتوب على الإنترنت شيرويت مصطفى إبراهيم، فلا أعلم من أين جاءوا بإبراهيم ومكتوب أننى بدأت كمذيعة ثم التحقت بالتمثيل، وهذا خطا أيضا، حيث كانت بدايتى فى مسرح المدرسة، وبعدها دخلت إلى عالم السينما، وظهر بعدها التليفزيون، وكان فى ذلك الوقت يتردد أن من يعمل فى التليفزيون لن يعمل فى السينما بسبب أن التليفزيون يدخل فى كل بيت أما عن اسم ليلى طاهر فقد اختاره لى المنتج الكبير رمسيس نجيب وهو اسم لإحدى بطلات رواية ليوسف السباعى.
كرمت مؤخرا من مهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى فما الذى دفعك لقبول هذا التكريم وما رأيك فى المهرجان بعد حضور فعالياته؟
مهرجان متفرد ومهم لأنه صناعة شبابية خالصة مع الاستعانة بالكبار والعظماء فى المسرح لنقل خبراتهم للجيل الجديد، وأنا قبلت التكريم لأنه مهرجان يخدم المسرح العربى والعالمى، وأرى أن المهرجان خلال سنواته الماضية استطاع أن يستقطب عدداً كبيراً من رموز المسرح العربى والعالمى، وشارك فيه العشرات من الدول والآلاف من رجال وشباب المسرح، وهنا لا بد أن نوجه الشكر لرئيسه مازن الغرباوى وللفنان محمد صبحى رئيس اللجنة العليا للمهرجان وأيضاً الفنانة القديرة سميحة أيوب الرئيس الشرفى له.
لماذا نجد فى مسيرتك المسرحية فترات ابتعاد ثم عودة؟
أنا لا أنقطع عن المسرح لأنى أعشقه، وأول ما وجدت فرصة للالتحاق بمسرح التليفزيون شاركت لأنى أشعر بسعادة وأنا أقف على المسرح خاصة عندما يكون العمل جيدا لا يرفض، وقدمت العديد من الشخصيات المهمة على المسرح منها «أوفيليا» فى مسرحية «هاملت» و«ديدمونة» فى مسرحية «عطيل» كما قدمت شخصية «أم هاملت» حينما قدم شخصيته أمامى الفنان فتحى عبد الوهاب وهذه التجربة كانت تجربة مهمة جدا وأعتز بها.
قمت بعدة تجارب إنتاجية وصلت لـ6 أعمال ولكن لماذا لم تستمر تجربتك الإنتاجية؟
لأننى خسرت فقد كنت لا أبخل على العمل وأستحضر ممثلين كبارا لكن مشكلتى كانت فى التسويق فأنا فنانة ولست تاجرة أقدم فن، ولكن الفن صناعة تحتاج للتسويق، وقد أنتجت مسلسلات وأنتجت مسرحيات وأحيانا كان يحالفنى الحظ وتسوق جيدا وأحيانا أخرى كان يتم النصب علىّ وتسرق أعمالى، ولذلك أنصح الفنانين الذين يقبلون على تجربة الإنتاج ما داموا لا يجيدون الموضوع لا يغامرون لأن الإنتاج مغامرة.
بمناسبة تكريمك على أرض سيناء الغالية لماذا لا يوجد عمل ضخم يجسد حرب أكتوبر وانتصارنا على إسرائيل؟
انتصار أكتوبر أتمنى أن يقدم عنه عمل قوى يعبر عن الحدث ويعرفه الأجيال الذين لم يحضروا الحدث، لكنه لن يقدم إلا من خلال الدولة والفنانون ممكن يستغنون عن جزء من أجورهم من أجل خروج عمل عظيم مثل هذا.
الكثير يتساءل عن سر احتفاظك بجمالك.. فماذا تفعلين ؟
لا أفعل شئ مطلقا ولكنه «شغل ربنا» فأنا أحافظ على ما وهبنى الله من نعمة وأنا فى طبيعتى وحياتى لا أحب السهر ولا أدخن مطلقا ولا اعرف طعم «السيجارة» مثلا وأحافظ على صحتى دائما، بالإضافة لممارسة الرياضة والرضا والتصالح مع النفس وأرضى بما قسمه الله لى فالسعادة والرضا يظهران على وجه أى إنسان.
ما الموقف الذى لا ينسى أثناء عملك فى المسرح؟
الفنان حمدى غيث فى المسرح أعتبره عملاقا وكان مديرا للمسرح العالمى فى بداياتى وكنت أخاف منه جدا وفى مسرحية من المسرحيات كنت أعمل معه ولكنى مرضت مرضا شديدا وارتفعت درجة حرارتى وصوتى «راح» وطلبت من صديقة لى الاتصال به لإبلاغه باعتذارى عن التواجد فى المسرح فى ذلك اليوم وبالفعل اتصلت به صديقتى لكنه صرخ فى التليفون عندما علم بالخبر وطلب أن أحدثه بنفسى وقال لى: «يعنى إيه متجيش؟ لا يوجد شىء يمنعك على المسرح إلا الموت وطلب حضورى واستدعى لى طبيب يقف فى الكواليس وبهذا أعطانى درسا لا أنساه حتى اليوم وهو أن المسرح له قدسية تختلف عن كل وسائل الفن، فالمسرح قدسيته شديدة جدا، وبالفعل ذهبت للمسرح وأخذت حقنة وساعدنى زملائى، ووضعوا لى ميكروفونا وأخبر الجمهور قبل بداية العمل المسرحى بأننى مريضة، وجئت من أجل احترام الجمهور، وطلب من الجمهور أن يتقبلنى بهذه الظروف المرضية وقال لهم لو ترغبون فى ترك المسرح واسترجاع قيمة التذاكر سنفعل ذلك ولكن بعد كلامه صفق الجمهور بشدة وكان اكثر يوم حصلت فيه على تصفيق .
لماذا كان لديك خوف من تجربة فيلم «الأيدى الناعمة»؟
فيلم «الأيدى الناعمة» كان ثانى تجربة لى فى السينما وحينما عرض على فرحت جدا لأنه فيلم ضخم ولكنى تخوفت جدا من التجربة التى يشارك فيها عمالقة كبار فقد تملكنى إحساس بالرعب وذهبت للمخرج محمود ذو الفقار وقلت له أنا خايفة جدا وما زلت فى أول الطريق وبالبلدى كده «هضيع» وسط هؤلاء العظام فقال لى أنت ممثلة جيدة جدا ونحن اخترناكِ لثقتنا فيك وقال لى جملة لا أنساها حتى الآن: «اشتغلى مع الكبير تكبرى لكن مع الصغير ياخدك وتنزلى».
من التجارب المهمة فى مشوارك الفنى مسلسل «عائلة شلش» لماذا لم تكررى تلك التجربة بنفس النجاح؟
أول مرة كنت أقدم شخصية جدية وعنيفة جدا ومن شجعنى وخدمنى فى تقديم تلك الشخصية الفنان صلاح ذو الفقار فقد كان فنانا إنسانا لا يملك أى شىء من الأنانية فى العمل، ويحب أن يكون من أمامه كويس فى العمل ويمنح أى ممثل معه طاقة وأيضا المخرج محمد نبيه كان مشجعا وكنا نجرى بروفات على العمل التليفزيونى كأنه مسرح ونحفظ الحوار كاملا ولم يكن هناك مونتاج فقد كنا من يخطأ نعيد من أول المشهد ونساعد بعض جيدا وهذا المسلسل كان من أنجح التجارب التى قدمتها فى التليفزيون وكنا نعمل بروح العائلة ولذلك كان مسلسلا سلسا وبسيطا، فنجح نجاحا كبيرا.
ما الشخصية التى تحلم ليلى طاهر بتجسيدها؟
شخصية شجرة الدر من زمان أحلم بتقديمها سواء فى المسرح أو فى السينما أو من خلال مسلسل فأنا أحب تلك الشخصية القوية فهى تحمل قوة المرأة فقد تولت حكم مصر وكانت فارسة تخطط للحرب ومثقفة جدا وموضوع «القبقاب» ده موضوع هامشى.
لماذا لا يتم كتابة أعمال للمرحلة العمرية الحالية للفنانة ليلى طاهر؟
بالفعل هناك ظلم لهذه المرحلة العمرية فى الكتابة ويسأل فى ذلك الكتاب الكبار، ولكن هذه المرحلة العمرية لا يوجد اهتمام بها مطلقا وحتى من يقدم تلك المرحلة كبطولة يكون الممثل أو الممثلة هما من يتحملا العملية الإنتاجية مثلما قدم فريد شوقى أعمال من إنتاجه وقدمت سميرة أحمد أيضا، ولكننا نعانى من تلك المشكلة فى الفن المصرى والعربى وحلها أيضا فى يد الدولة لا بد أن تعود للإنتاج.
عاصرتِ أجيالا مختلفة فما الفرق بين الأجيال التى ظهرت فيها؟
زمان منذ بداية ظهورى كان هناك عمالقة يعملون حبا فى العمل ولم أر ممثلا يبحث عن أجره كام أو يكون هو «نمر 1» فجيلى كان جميعهم « نمر 1» ولم نجد أحدهم قال عن نفسه أنا «نمر 1 » وكان الفنان الكبير يحتوى الصغير والأغلبية كانت تحتوى النجوم الجدد، ومثلا أنا فى بداية حياتى وكنت ما زلت طالبة فى كلية الخدمة الاجتماعية وكنت أمثل مع العظيمة شادية فقابلنى المنتج وقال لى: «إزى تتأخرى كده ده مدام شادية جت من ساعتين» وأنا بكيت لإحساسى بالذنب وذهبت لغرفة الماكياج لأجهز سريعا ولكن لم أستطع التوقف عن البكاء وهذا الأمر أزعج الرجل الذى كان يضع لى الماكياج وفجأة وجدت الفنانة شادية أمامى وقالت للماكيير: «إنت بتعمل إيه لسه بدرى سيبها سيبها وأخذتنى لغرفتها وجلست معى ودردشت معى وهنا بدأت دموعى تتوقف وأعدت لى فنجان قهوة معها من أجل أن أهدأ وقالت لى إنت متأخرتيش أنا جئت بدرى وبعدها صورت معها أفضل أيام حياتى فى التصوير».
لكن اليوم مقارنة بهذا الموقف تجد الممثلين جميعا يأتون فى موعدهم وينتظرون النجم وأول ما يحضر تجد البلاتوه بالكامل يتكهرب ويقولون «الأستاذ جه يله بينا نصور»وكأن المنتظرين ليسوا أساتذة كبار وفنانين عظاما فالاحترام والتقدير أصبح نادرا.
لماذا لم يتم قولبتك فى نوعية أدوار معينة وكنت متنوعة فى تقديم أدوارك؟
أنا دائما كنت أبحث عن الدور الصعب وأرفض الأدوار التى تشبهنى فقد كنت أبحث دائما عن الدور المختلف وفى التليفزيون كنت أقدم الأدوار التى أرغب فيها وأنتقى أحيانا الدور من السيناريو عكس ما يتم ترشيحى له ففى أحد المسلسلات كنت مرشحة لدور سيدة أرستقراطية، لكنى بعد قراءة السيناريو أعجبنى دور بنت شعبية فى حارة تسكن فوق السطوح فطلبت تقديم هذا الدور برغم أنه ليس البطولة ولن تتزوج تلك الشخصية البطل، وبرغم رفض المنتج فإن المخرج حمادة عبد الوهاب أصر على فى هذا الدور كما قدمت شخصية «خواجاية» فى فيلم «زوج فى إجازة» وكان مختلفا عما قدمته من قبل.
لو لم تكونى ممثلة فماذا كنت ترغبين؟
كنت أريد أن اكون طبيبة تعالج المرضى وكنت فى المدرسة دائما يكتب لى المدرسين «الدكتورة شيرويت» من كثرة ما كنت أرغب فى أن أكون طبيبة، ولكنى فى مرحلة الثانوية العامة اخترت الدخول للمرحلة الأدبى لأكون مع زميلاتى.
وما أسباب ابتعادك مؤخرا عن الساحة الفنية؟
الفنان الذى يحافظ على فنه ويحترم تاريخه الذى صنعه مفترض أنه يبتعد حاليا، فالمناخ أصبح مختلفا ولكن إذا جاء دور وفريق عمل يحترمنى ليس لدى مانع من التعاون معهم فالتواجد من أجل التواجد ليس هدفى، ولكن الأهم هو التواجد بتأثير وما يعرض على ليس سيئا ولكنه لا يتناسب معى ولن يضيف لى جديدا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة