عنوانى مستوحى من كتاب الأستاذ الراحل مصطفى أمين، إذ عنون أحد كتبه بـ"عمالقة وأقزام" جمع فيه شخصيات مصرية عاصرها، مقسمًا إياهًا إلى جزأين، الأول عملاق والثانى قزم، الأول وطنى والثانى لا يرتقى بوصفه وطنيًا، ورأيت أن كلمة "قزم" تناسب المدعى بـ"التوك توك" الذى يسير فى شوارعنا كـ"الجرذان" فى الحقول ويعامل عملاءه بقلة ذوق وأدب أيضًا، فضلاً عن أسعار تفوق أوبر وكريم والتاكسى الأبيض والأسود كمان.
"التوك توك" فاق كل الحدود الآمنة وأضحت عيوبه تفوق مزاياه، يرهقنا خلال سيرنا فى الطرق، يثير الخوف فينا عندما نكون بصحبة أبنائنا فى الشارع، يزعجنا بـ"dj" اللى جواه لما نكون فى بيوتنا، وللأسف سائقى التوك توك يستمعون لأغانى وموسيقى بصوت مرتفع ليس لهما مثيل.
كم الخوف والقلق الذى ينتاب المواطنين عندما يسيرون فى الشوارع بصحبة أبنائهم بسبب "التوك توك" يتطلب تدخلاً فوريًا من جميع المسئولين، السير فى الشارع بدون خوف وقلق أو إهانة حق إنسانى بدائى لكل مصرى وغير مصرى يسير على أى شبر داخل أرض المحروسة.
"التوك توك" يسير بسرعة جنونية فى أماكن الزحام، لا يلتزم بأى قوانين مرورية -يلف وقت ما يحب ويقف ويسير مكان ما يحب- كما أنه لا يترك مسافة كافية لردة الفعل مع من يسير أمامه، بل بالعكس يستغل أى مسافة فى الشارع "ليزنق" فيها نفسه ليعطل الطريق ومن فى الطريق.
والمزعج أكثر من "التوك توك" سماعى وقراءتى لأخبار بين الحين والآخر عن حملات مكبرة لمواجهة كل المظاهر السلبية بالعاصمة، فهل محطة مترو الأنفاق حدائق المعادى ليست فى حدود "العاصمة"، فالمحطة المذكورة عملاقة تستحق الاهتمام وليس المحاصرة من أقزم "كالتوك توك".
هل السادة المسئولون لا يشاهدون بأعينهم محاصرة "التوك وتوك" لمحطات مترو الأنفاق، أم أنهم يشاهدونها ويقفون موقف المتفرج لهذه المظاهر المزعجة؟.. أتحدى أى مسئول يستطيع الدخول لمحطة مترو حدائق المعادى - التى أقطن بمحيطها – مرور الكرام، فدخولك لهذه المحطة وخروجك منها بمثابة مغامرة تستحق التكريم على تحقيقها وإنجازها.
أين أجهزة الأحياء من هذه المحطة وأخواتها من باقى محطات مترو الأنفاق؟ أين السادة فى شرطة المرافق والإدارة العامة لقوات الأمن وأقسام الشرطة؟، هل ما نعانيه لا يستحق انتفاضة من هذه الجهات، أم أنهم أصبحوا يرون هذه المشاهد على أنها طبيعية وحلوة؟.
أضع هذه الكلمات أمام جميع المسئولين، كأنها شكوى أو استغاثة، لإنقاذنا من براثن التوك توك وشراسته، أدعوهم لإعادة الانضباط للشوارع والطرقات، ندعوهم بتهيئة الساحات الكائنة أمام محطات مترو الأنفاق، ليستطيع المواطنون الدخول للمترو بسلام وأمان، وأن يقضوا على إشغالات الباعة الجائلين وأصحاب المقاهى والمحلات، أن يوجهوا بحزم التشوهات على أرصفة المشاة وغيرها من المخالفات، نطالبهم بتنفيذ القانون والتصدى لعدم إعادة المخالفة مرة أخرى بعد إزالتها إذ زيلت.