دينا يحيي

نوتردام دى باريس والإنسانية

الأربعاء، 17 أبريل 2019 11:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى ليلة مؤسفة عاشتها فرنسا بل الإنسانية كلها..

احترق أحد أشهر الصروح الدينية والحضارية فى العاصمة الفرنسية باريس..

إنها كاتدرائية نوتردام العريقة.. 

الصدمة اجتاحت العالم..

الحزن خيم على الجميع.. 

الصمت والأسى على وجوه الفرنسيين فى محيط الكاتدرائية وهى تحترق وتنهار أمام العالم.. 

العالم بزعمائه ينتفضون على وسائل التواصل الاجتماعى تضامنا مع الحادث المأساوى.. 

الرئيس الفرنسى يهرع إلى موقع الحريق معلقا فى حزن: "أنا حزين لرؤية جزء منا يحترق".

تلك الكاتدرائية التى أبكت العالم يعود إنشاؤها إلى القرن الثانى عشر واستغرق بنائها حوالى مئتى عام وتضم عددا كبيرا من الأعمال الفنية، وهى أحد أهم المعالم السياحية الثقافية والدينية بالعاصمة الفرنسية، وقد شهدت تتويج نابليون بونابرت كإمبراطور لفرنسا.. ويزور الكاتدرائية أكثر من 12 مليون شخص سنويا.

850 عاما من الحضارة والثقافة تنهار أمام العالم.. إنها كارثة مفجعة بمعنى الكلمة.. نعم إنها كارثة ولكنها جمعت العالم أجمع بدون أى خلافات.. 

جمعته فقط على رأى واحد (التضامن مع فرنسا).

وبعيدا عن الشعارات الدينية وفى عالم تنهار فيه الحضارات والإنسانية تضامن العالم كله وبدون أى اختلافات مع عاصمة النور باريس.. 

انتفضت الإنسانية الحزينة بعيدا عن الصراعات السياسية والاختلافات المذهبية.. تجمعت القوى العظمى فى العالم على الأسى والحزن لانهيار واحد من أهم وأكبر المعالم الدينية والحضارية فى العالم.. كما قال ماكرون (أمة بكاملها تتألم).

وأخيرا انتفض العالم وتجمع بدون خلافات من أجل شىء واحد.. كما انطلقت حملات ودعوات واسعة فى العالم لجمع تبرعات من أجل إعادة بناء الكاتدرائية.

فهل انتفضت الإنسانية أمام حريق كاتدرائية نوتردام دى باريس، أم تألمت نوتردام لما تفعله الإنسانية فهوت وتحطمت خلال ساعات من الألم والحسرة والصدمة.. 

لقد تجمعت إنسانيتنا فى واحدة من أقسى لحظات الأسى والحزن.

فلماذا نعيش فى عالم من الصراعات والكراهية والعنصرية والمذهبية والطائفية وتجمعنا لحظة دمار وانهيار حضارات.

نبكى.. نتألم.. وتفجعنا الصدمة.. نبحث عن إنسانيتنا فلا نجدها.

نرى الإنسان يدمر الإنسانية بأفعاله.. نرى العالم يقف عاجزا أمام كل صور الدمار والخراب فى البشرية.. نرى التخريب هو الأقرب من إنسانيتنا.

نستمر فى هذا العالم الغريب والملىء بالتناقضات.. نبحث عن معنى لكلمة الإنسانية.. أو تطبيق لربما لأجزاء من معانى الكلمة.

ولكن للأسف نرى كل معانى الوحشية والدمار والسلبية والعجز فى المواجهة..

ولكننى أخيرا رأيت كل من هو لا إنسان قد فتش عن إنسانيته أمام مشهد حريق نوتردام دى باريس.

استطاعت الإنسانية ولو بالقليل استرجاع القليل منها فى قلوب العالم أمام هذا المشهد الصعب الأليم.

قلوبنا مع الشعب الفرنسى فى تلك القيمة الحضارية والتاريخية الكبيرة نوتردام دى باريس.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة