أحمد إبراهيم الشريف

42 عاماً فى السجن.. ما الذى تبقى؟

الثلاثاء، 02 أبريل 2019 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأصل فى الدنيا الغرابة، فى كل لحظة حكاية تجعلنا نندهش من أحداثها وأفعالها، فنحن فى الحقيقة لا نعرف ما الذى سيفاجئنا فى الصباح التالى، قد نصبح أفضل حالا  أو أسوأ ظروفا، نحقق نجاحا أو نسقط فى كارثة، لا شىء متوقع أبدا.. دعونا نتأمل ما حدث فى أمريكا.
 
فى ذات صباح قديم منذ عام 1976 استيقظ رجلان فى أمريكا هما كليفورد ويليامز، وابن أخيه هوبرت ناثان مايرز، ليجدا نفسيهما محكوم عليهما بالسجن مدى الحياة بعد إدانتهما بقتل جانيت ويليامز وإصابة صديقتها نينا مارشال، وبعد 42 عاما برأتهما المحكمة، مؤكدة أن الاتهام «خطأ»، وأن رجلا آخر اعترف قبل موته بأنه هو من أطلق النار.
 
لن نستطيع أن تطرح الكثير من الأسئلة منها: كيف مرت هذه السنوات الطويلة على كليفورد ويليامز الذى بلغ الآن من العمر عتيًا، إنه فى السادسة والسبعين من عمره الآن! وما الذى كان يُحدّث به هوبرت ناثان مايرز نفسه فقد دخل السجن فى الثامنة عشرة من عمرة وخرج وهو فى الواحدة والستين! ما الذى قاله لنفسه فى الليلة الأولى فى ظلام السجن وما الذى قاله لنفسه فى الليلة الأخيرة التى قضاها هناك؟!
 
مهما يتخيل الواحد منا أن يحدث له لكنه أبدا لا يتصور أن يقضى كل هذا الوقت داخل سجن يحدث نفسه بأنه لم يرتكب هذا الفعل، وأنه لم يقم به وأنه تعرض للظلم.
 
لا أعرف ما الذى حدث بالضبط، فربما كان الاثنان متورطين بصورة أو بأخرى فى الموضوع، لكن من الواضح أنهما لم يقوما بالأمر الأصعب، وهو القتل، لأن دليل البراءة الذى أخرج الرجلين من السجن كان هو اعتراف القاتل الحقيقى الذى كان على فراش الموت عندما قال بأنه من أطلق النار، فى نوع من الاعتراف الغريب الذى تأخر كثيرا جدا.
 
حتما سوف تتفقد التجاعيد التى انتشرت فى الوجهين، سنوات طويلة كانت كافية لرسم أخاديد على الوجه كما ابيض الشعر تماما، فما بالنا بالقلب المثقل بالخوف، لقد صار العم متأثرا أكثر، إنه يبكى، وهذا أقل شىء متوقع، بينما قام «مايرز» بتقبيل أرض الحرية. 
 
لكن الله لا يتركك يائسا ومحبطا، فوسط كل هذه التعاسة تقرأ جملة مفعمة بالأمل، لقد قال «مايرز» فى مؤتمر صحفى بعد جلسة البراءة: «إن أول شىء يريد القيام به هو إعادة إقامة علاقات مع أسرته، ونتمنى أن ينجح فى ذلك هو وعمه».
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة