فجأة، تردد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، لن يشارك فى مؤتمر القمة العربية بتونس، رغم عدم وجود بيان أو تصريح رسمى خرج من القاهرة، وللأسف بثته وكالات أنباء كبرى، وأذاعته قنوات فضائية، ونشرته صحف ومواقع إخبارية، وروجت له مواقع التواصل الاجتماعى، فيسبوك وتويتر.. دون أن تتحقق من صدق المعلومة!!
وتبين أن مصدر هذه الشائعات، هو جماعة الإخوان الإرهابية، صاحبة القدرة الخارقة فقط فى تدشين الكذب والترويج للشائعات، ثم استثمارها لخدمة أهدافها فى إثارة البلبلة، ولم تكتف الجماعة الإرهابية بشائعة عدم مشاركة الرئيس، وإنما فبركت قصص وروايات، حول السبب الذى يمنعه من المشاركة فى القمة، من عينة الخوف من اعتراض نشطاء حقوقيين تونسيين، دون إدراك، وفى ظل تغييب تام لفضيلة العقل، أن السيسى، ومن خلال واقع عملى على الأرض، قوى الشكيمة، ولم يخش يوما من المواجهة، وكيف لقائد دعم إرادة الشعب المصرى فى 30 يونيو، ويتخذ قرار فض معسكر رابعة الإرهابى ويحارب الإرهاب بمفرده، ونيابة عن الإنسانية، ويتخذ قرارات ثورية، أن يخشى، صوتا نشازا هنا، أو تهديدات عبثية لجماعات إرهابية هناك..؟!
الرئيس السيسى ذهب إلى أدغال أفريقيا، دون خوف، وتحدى الأصوات الصاخبة والمحتجة فى قلب أوروبا النابض، عندما أصر على زيارة ألمانيا فى أحلك الظروف التى تمر بها مصر عام 2014 وواجه بكل قوة وثبات، أكبر جالية تركية إخوانية فى أوروبا قاطبة، بجانب مواجهة كل الأسئلة «السمجة والوقحة» من عينة أن 30 يونيو انقلاب على الشرعية والديمقراطية، وارتكاب مجزرة فى رابعة، واستطاع أن يصحح هذه الصورة الذهنية الكاذبة التى روج لها الإخوان، مما كان له الأثر الجيد فى إعادة زخم العلاقات الألمانية المصرية إلى سابق عهدها..!!
وكيف لقائد مثله أن يخشى أصواتا نشازا هنا أو هناك، وهو الذى اتخذ قرار الثأر لمقتل 29 مصريا بليبيا فى رد سريع وحاسم وقوى، وكيف لقائد يخشى هؤلاء، وهو الذى ذهب لكاتدرائية العباسية لتقديم التهنئة للإخوة الأقباط، كأول زعيم مصرى يتخذ مثل هذه الخطوة الجوهرية، كما بنى لهم كنيسة هى الأكبر فى مصر والمنطقة، دون أن «يرمش» له جفن من انتقاد هنا، أو غضب هناك..!!
وعلى طريقة المخرجين المبدعين الكبار، الذين لديهم القدرة على وضع النهايات الصادمة وغير المتوقعة للخصوم من الأشرار الخونة والمتآمرين، فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع، وتوجه للمشاركة فى القمة بتونس، وألقى كلمة رائعة، معبرة عن مكانة مصر الكبيرة، ودورها المحورى فى المنطقة، وهو ما أصاب طفل قطر المعجزة، تميم بن حمد، بصدمة أفقدته التركيز، فقفز من مقعده واقفا ومغادرا القاعة عائدا إلى مقره بشرق قناة سلوى..!!
«تميم» أدرك أن أمواج القمة عالية وعاتية، وزادت زخما وصعوبة بعد وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى، وربما تتحول إلى فيضان شبيه بـ«تسونامى» ضد محور الشر «تركيا وإيران» بجانب قطر.. ومجابهة هذا الخطر الداهم، ومنع عبثهم فى مقدرات الوطن العربى.. ويعلم الجميع أن «تميم» لا يستطيع حضور مؤتمر، أو يشارك فى جلسة، محورها مجابهة هذا المحور، فكيف يشارك فى الهجوم على الدولتين وهو يستمد أمنه وأمانه منهما..؟!
ويمكن لنا أن نلخص أسباب هروب «تميم» من القاعة التى شهدت فعاليات القمة، فرار الفئران المذعورة، عائدا إلى بلاده، فى ثلاث مشاهد، مهمة تضمنتها الجلسة الافتتاحية:
المشهد الأول، وصول الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الأراضى التونسية، والمشاركة فى فعاليات القمة العربية، داحضا كذب وشائعات وانحطاط جماعة الإخوان الإرهابية، التى روجت عدم مشاركته.
المشهد الثانى، ما تضمنته كلمة أحمد أبوالغيط، الأمين العام للجامعة العربية، والذى أشار فيها بوضوح لمحور الشر، ومساندة العرب للمملكة العربية السعودية ضد الشر الإيرانى والتركى، ومن المعلوم بالضرورة أن قطر مشاركة بفاعلية فى هذا المحور.
المشهد الثالث، استقبال الرئيس التونسى، الباجى قائد السبسى، للرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلا: «أتوجه بتحية إلى الشعب المصرى الأبى وأذكر البيت الخالد الذى قاله الشاعر العظيم حافظ إبراهيم فى شعره «كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي.. فى حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ».
المشاهد الثلاثة العبقرية، من إخراج، مخرج محنك ورائع، وواضع نهايات صادمة لزفة دول محور الشر «قطر، تركيا، إيران»، بجانب جماعة الإخوان الإرهابية، والمدهش أن «التصوير والإخراج» جرت وقائعه فوق الأراضى التونسية، صاحبة الشرارة الأولى لثورات الخريف العربى، وصعود جماعة الإخوان الإرهابية هناك.. ما يؤكد بما لا يدع مجالا لأى شك، أن مصر صوت الحق، والحق دائما ينتصر ويزهق الباطل.
ولك الله يا مصر..!!