أسباب عديدة أدت إلى تراجع شعبية حزب الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، "العدالة والتنمية"، فى الانتخابات المحلية التى أجريت فى تركيا، خاصة أن أنقرة شهدت أزمات اقتصادية عديدة، بجانب حملات قمعية من قبل السلطات التركية ضد المعارضين لأردوغان، مما جعل حزب العدالة والتنمية يخسر معاقله الرئيسية فى انتخابات المحليات.
من جانبه قال السفير عبد الرحمن صلاح، سفير مصر لدى تركيا الأسبق، إن حزب العدالة والتنمية التابع للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، خسر المعاقل الرئيسية فى انتخابات المحليات، وتابع: "أردوغان خسر محليات انقرة وينازع فى اسطنبول وانطاكيا بعدما ركز كل السلطات فى يده واعترف بأوجه القصور والفشل فى هذه انتخابات.
وأضاف "صلاح"، خلال اتصال هاتفى ببرنامج "90 دقيقة"، الذى يقدمه الإعلامى محمد الباز، عبر قناة"المحور"، أن أردوغان، اعترف بوجود فشل كبير له ولحزبه فى انتخابات المحليات متوعداً أنه سيعمل على حلها، وتابع: "تصويت الأتراك فى انتخابات المحليات كان عقاب لأردوغان".
ولفت سفير مصر لدى تركيا الأسبق، إلى أن أردوغان، تخلى عن السياسات العقلانية التى تعالج مشاكل المواطنين وتوجه إلى الحيل الدينية، وبدأ فى ترديد الشعارات الدينية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع، مضيفا: "أردوغان ترك وهجر الأدوات التى كانت تمنحه القوة وبدأ فى تعيين المقربين منه".
وأشار "صلاح"، إلى أنه عندما كنت يتواصل مع أعضاء حزب الشعب الجمهورى أخبروه أن "أردوغان"، رجل غير صادق فى كل ما يقول، وتابع: "قالوا لى أن هذا الرجل ليس صادقاً.. فى الحقيقة أننى لم أصدقهم وقتها ولكن تبين لى أنهم كانوا على حق".
وشدد السفير ، على أن الرئيس التركى يعمل ضد مبادئ الاقتصاد الليبرالى المفتوح الذى أسست عليه النهضة التركية، وتابع: "ويطور الأمرالآن باعتبار أن الأزمة الاقتصادية عبارة عن مؤامرة عالمية ضده وضد تركيا على خلاف الحقيقة.. بالإضافة إلى أنه خلق عداوة مع كافة جيران التركية ولم يعتمد على مد جسور التعاون والتواصل رغم عدم وجود مصالح متضاربة معهم".
من جانبه قال مقدم البرنامج، محمد الباز، إن انتخابات المحليات فى تركيا صفعة على وجه أردوغان، خاصة بعدما خسر المدن الكبرى التى يستمد منها قوته ومنها جاء الرئيس التركى إلى سدة الحكم فى البلاد، وتابع: "أردوغان رجل انتهازى بمعنى الكلمة وكان يستجدى أصوات العاهرات فى انتخابات تركيا فى سنة أولى سياسة له ولكن الآن يعمل على استغلال الأمر الذى يؤكد أنه لا مبدأ له".
ولفت محمد الباز، إلى أن هناك أنباء تقول بتعرض موكب رجب طيب أردوغان، للإعتداء ما اسفر عن إصابة 3 من حارسه الشخصيين، لافتاً إلى أن البعض يؤكد عدم صحة هذه الأخبار ولكن حزب العدالة والتنمية يعمل على تروجيها من أجل تمهيد الأرض لكى يمارس أردوغان، سياساته القمعية ضد معارضيه.
وفضح "الباز"، الرئيس التركى الذى يقول الشىء ونقضيه من أجل تحقيق مصالحه السياسية، وعرض فيديوهات تبين تصريحات أردوغان، وهو يناشد العاهرات بالتصويت له عندما دخل انتخابات الرئاسة فى عام 2002، وغيرها من الفيديوهات التى تظهر استغلال أردوغان مقدرات الشعب التركى فى الترويج لمرشحى حزب فى انتخابات الرئاسة.
الكاتب الكويتى، أحمد الجار الله علق على انتخابات المحليات قائلا فى تغريدة له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، إن النصر الانتخابى يتم فى حال المصوت لهم من رجال السلطة قد حققوا لأوطانهم أوضاع اقتصادية ناجحة.
وأضاف الجار الله، أن أحزاب أردوغان تقدموا للانتخابات والبلاد التركية فى أوضاع اقتصادية متدنية الوضع الاقتصادى السيئ لتركيا هو الذى حدد من ينجح ومن يخسر فاليوم الليرة التركية ازداد انخفاضها.
من جانبه أكد خالد الزعتر، المحلل السياسى السعودى، أن تفوق المعارضة التركية فى البلدان الكبرى فى تركيا خلال انتخابات المحليات سيكون له انعكاس كبير على النظام التركى، وخاصة رجب طيب أردوغان.
وقال المحلل السياسى السعودى، فى تغريدات له عبر حسابه الشخصى على "تويتر"، إنه بعد فوز المعارضة في العاصمة انقره ومدينة إزمير وانطاليا فى الانتخابات المحلية ، فى مدينة اسطنبول مسقط رأس أردوغان يتقدم مرشح المعارضة .
وأضاف خالد الزعتر، أن فوز المعارضة فى مدينة إسطنبول ، سيكون ضربة قوية لأردوغان ، بخاصة فى ظل ما تحظى به مدينة اسطنبول من أهمية كبيرة لدى أردوغان وحزبه العدالة والتنمية وكذلك ينظر لاسطنبول بأنها القلب النابض للاقتصاد التركى، حيث قال أردوغان إذا خسرنا إسطنبول ، خسرنا تركيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة