مسرح الطفل من أهم الاختراعات الثقافية الإنسانية، باعتبارها تخاطب صفحة بيضاء لا تزال تتلقى معارفها وعلومها من البيئة المحيطة، والاهتمام بمسرح الطفل أصبح أولوية كبرى فى خطط الدول التنموية، هذا ما أكده عدد من المسرحيين، خلال مشاركتهم فى مهرجان الشارقة القرائى للطفل، بدورته الـحالية حيث شارك فيها من الكويت الكاتبة والمسرحية الدكتورة نرمين الحوطي، ومن البحرين المسرحى أحمد جاسم، ومن ليبيا الكاتبة والإعلامية أمينة الرويمي، فيما أدار الندوة الكاتب مجدى محفوظ.
قال المسرحى أحمد جاسم إن مسرح الطفل لكى يضمن نجاحه وسط التحديات المتنوعة لابد أن يستند إلى دعم يتناول كل مجالات المجتمع بدءاً من الأسرة كتكوين ثقافة مسرحية أولية للطفل، مرورا بالمدرسة لإنضاج هذه الثقافة، وانتهاءً بالمؤسسات القادرة على تحويل مسرح الطفل إلى منهج حياة متكامل.
ومن جانبها قالت أمينة الرويمى، إن الطفل لا يحتاج فقط إلى المسرح من حيث هو عمل نهائى، وإنما يحتاج إلى معرفة آلية قيام المسرح، مروراً بالفكرة، والنص، والإخراج، والأداء، وكل ما يتعلق بخشبة المسرح من أرض وجمهور مؤثرات صوتية وضوئية وقدرات أدائية، تسهم فى بناء طفل ناقد لا يتوقف على مجرد التلقي، وإنما يسهم فى البناء العام للمسرح، وبالتالى فى الحراك اللازم للبناء الثقافى للدول.
وأوضحت الدكتورة نرمين الحوطى، إن العزوف عن الاهتمام بمسرح الطفل تفاقم مع ظهور العولمة وطغيان التقنية الحديثة مما يستدعى لمواجهة هذه التحديات تضمين مسرح الطفل فى المناهج الدراسية، والولوج إلى مفضلات الطفل المرئية بشراء مساحات إعلانية تروج لمسرح الطفل، مؤكدة أهمية تضافر الجهود العربية للخروج بجوائز ومهرجانات ومبادرات تعيد الاهتمام بالمسرح عامة ومسرح الطفل خاصة، وتتمثل النقطة الأهم بعودة الحوار بين أفراد الأسرة حول الاهتمامات المشتركة التى تشتت نتيجة الإيقاع المتسارع للحياة وما فرضه من تغييرات فيها بالشكل والمضمون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة