استعرض مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في جلسة حوارية جاءت بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، تجارب إبداعية لثلاث كتاب إماراتيين أثروا مكتبة الطفل بالكثير من الروائع والإبداعات، ووضعوا بصمتهم الخاصة فى مسيرة أدب الطفل العربى.
شارك فى الجلسة الحوارية التى حملت عنوان "تجارب فى أدب الطفل"، كل من الكاتبة أسماء الزرعونى، والكاتبة صالحة غابش، مدير المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، والكاتب والناشر عبدالله الكعبي، مؤسس معهد الرمسة لتعليم اللهجة الإماراتية، وأدارت الجلسة الكاتبة والإعلامية همسة يونس.
وحول بداية مسيرتها الأدبية ودخولها مجال الكتابة للأطفال واليافعين قالت صالحة غابش: "في أواخر التسعينيات كانت هناك مجلة تصدر فى دولة الإمارات العربية المتحدة تستهدف الفتيات والطالبات، ووجدت أن هذه المجلة لا تتناسب في طرحها ومحتواها مع طبيعة مجتمعنا الإماراتي، وهو ما جعلنا في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة نخاطب وبصورة رسمية الجهات المعنية بضرورة إيقاف إصدار وتوزيع هذه المجلة داخل الدولة وقد كان ذلك".
وأضافت غابش: "بعد إيقاف صدور المجلة دارت في ذهني الكثير من التساؤلات، وقلت لماذا لا نقوم بإصدار دوريات ومجلات تلبي شغف فتياتنا وحبهن للقراءة والاطلاع على كل ما هو جديد في كل المجالات، ومن هنا قررت دخول مجال الكتابة للأطفال واليافعين وقمت بإصدار مجلة خاصة بالفتيات ووجدت إقبال كبير من الفتيات والطالبات في المدارس، ورغم توقفها بعد سنتين من صدورها إلا أنني استمريت في الكتابة إلى حين تأسيسي لدار صديقات التي أصدرت حتى الآن عشرات الكتب للأطفال، إلى جانب روايات لليافعين، و 8 مسرحيات حصدت العديد من الجوائز المحلية والأدبية".
ومن جانبها قالت أسماء الزرعوني: "ليس هناك شك في أن أدب الطفل يسهم بشكل كبير في غرس القيم التربوية لدى أجيال الجديدة، وعلى صعيد تجربتي فمعظم كتاباتي استهدف بها الأطفال حتى عمر ستة أعوام، والكتابة لهذه الفئة العمرية تعتبر عملية في غاية الصعوبة لا سيما مع التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، والذي جعل الطفل أكثر إدراكاً، وهو ما يجعل الكاتب أمام تحدي كبير يتمثل في نجاحه في تقديم مادة إبداعية تجذب الطفل في هذا العمر إلى القراءة والكتب".
وأضافت الزرعوني: "فئة القراء التي تستهدفها كتاباتي تحتاج لنوع معين من الكتابة واللغة، فالطفل في مرحلة ما قبل المدرسة يتميز بخيال واسع، فعلى سبيل المثال يحب أن يرى الأشجار تتحرك والحيوانات تتكلم، وتأثير الرسومات والصور والألوان في نفسيته يكون أكبر وأعمق من تأثير الكلمة، ومن هنا تنبع صعوبة الكتابة لهم، حيث يتوجب على الكاتب تقديم محتوى متميز يلبي خيال الطفل ويعزز شغفه وفضوله لاستكشاف الحياة بطريقته الخاصة".
ومن جهته قال عبدالله الكعبي: "طفل اليوم يختلف جداً عن طفل الأجيال السابقة، فالتطور التكنولوجي والمجتمعي أسهم بشكل كبير في صناعة أجيال تتسم بذكاء حاد، كما أن هذا الواقع ساهم في تعدد المصادر التي يستقي وينهل منها معارفه، وهذا الأمر يفرض تحديات كبيرة بالنسبة لكُتاب أدب الطفل حيث يتوجب عليهم إنتاج أعمال إبداعية تساهم في إقبال الصغار على الكتب والقراءة، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة لدينا الكثير من الأقلام التي نجحت في تحقيق هذا الشئ".
وحول دور الكاتب في الترويج والتعريف بكتاباته قال الكعبي: "أرى أن مهمة ومسؤولية الترويج للإصدارات لا تقع فقط على عاتق دار النشر الكاتب له دور في هذه العملية، والكاتب الذي يحرص على التفاعل والتواصل مع الأطفال في المدارس ومعارض الكتب من خلال جلسات القراءة وحفلات التوقيع يكون أكثر قرباً من القراء الصغار، كما تزداد فرص انتشار أعماله على نطاق أوسع".
خشبة مسرح مهرجان الشارقة القرائى للطفل، الذى تقام فعاليات دورته الـ 11 حالياً في مركز إكسبو الشارقة، عرضاً مسرحياً باللغة الأوردية، حمل عنوان "بج بى"، وشهد العرض الذى قدمته فرقة ركة بزم أردو، جمهور غفير من طلبة المدارس الهندية ومن الناطقين باللغة الأوردية.
وبأسلوب فكاهي ودرامي تناول العرض المسرحي المقتبس من قصة Bade Bhi Shib الشهيرة، النظام التعليمي في الهند، وذلك من خلال تسليط الضوء على الحياة الطلابية لشقيقين مختلفين في طباعهما.
وتدور فصول ومشاهد المسرحية في منزل الشقيقين الذي يشهد على نقاشاتهما وحديثهما المضحك الذي لا يتوقف أبداً، وعادة ما ينتهي بتدخل والدهم الذي لا يكف عن حثهم على القراءة من دون شجار ونقاش حاد، وكل ذلك في قالب وأسلوب لا يخلو من روح الفكاهة والدعابة والطرفة أدخل الجمهور فى فواصل من الضحك المتواصل.
ويعتبر مهرجان الشارقة القرائي للطفل واحداً من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل، يسهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.
وتزخر الدورة الحالية من المهرجان التي تستضيف 198 ضيفاً، من 56 دولة عربية وأجنبية بالفعاليات المتنوعة التي تصل إلى 2546 فعالية، كما تتميز هذه الدورة بتنظيمها للمرة الأولى في تاريخها، معرضين جديدين هما "السفر عبر طريق الحرير"، ومعرض "رحلة إلى الأعماق".
صغار "الشارقة القرائي" يتعلمون مهارات رسم تعابير الوجوه
شهدت محطة القصص المصورة، ورشة عمل بعنوان (كيف نرسم وحشاً) مخصصة للفئة العمرية بين 7 و11 عاما، قدمتها الرسامة الأسترالية أسكا.
وشرحت أسكا للأطفال المشاركين فى الورشة كيفية الرسم باستخلاص التعابير من المخيلة، وقدمت إرشادات ساعدتهم على تعلم المبادئ الأولية للرسم، كما شرحت المراحل المختلفة لتطور تعابير الوجه الإنساني عن طريق الأشكال الأساسية (المربع والمثلث والدائرة).
وأشارت إلى أهمية الأشكال، وكيف يمكن للطفل عند النظر إلى شكل معين بأن يكتشف أنه شرير أو لا، كما دربت الأطفال على كيفية رسم الطيور من خلال الأشكال الهندسية.
وعلمت أسكا الأطفال بأن المربع يوازى القوة والدائرة تعبر عن اللطف والمثلث يشير إلى الخطر، وكان من المدهش سعة ترجمة الأطفال لدروس المدربة أسكا على الورق في غضون بضع دقائق.
الأطفال يرسمون شخصياتهم الكارتونية ويروون قصصهم بالألوان في "الشارقة القرائي للطفل"
تمكن الأطفال من مختلف الأعمار من ابتكار شخصياتهم المحببة مستخدمين حدسهم، وإبداعهم الفذّ، من أجل ترجمة ما يشعرون به على الورق مستخدمين أبسط الأدوات وأجمل الألوان، وذلك خلال ورشة عمل فنية استضافتها محطة القصص المصورة.
واستطاع المشاركون في الورشة التي قدمها الفنان السوداني شهاب الدين المشرف المتخصص في رسوم قصص الأطفال والقصص المصورة وقصص المانغا من أن يبتكروا شخصياتهم المحببة بعد الاستعانة بخطوات أساسية قدمها لهم المدرب في أول الورشة، ليخوض الصغار مغامرة لونية ابتكروا من خلالها شخصياتهم الفذّة وحلّقوا في فضاءات من الإبداع والجمال الفني.
وأشار المشرف إلى أن الفنون تلعب دوراً مهماً في توجيه الأطفال نحو تبني مفردات الجمال والإبداع، فهي قادرة على لفت انتباههم إلى ترجمة خيالهم على أرض الواقع من خلال ابتكار لوحات جمالية تعكس قدراتهم ومواهبهم، وقال: "أحب كتابة القصص منذ صغيري وأنا شغوف في ترجمة ما يدور في خاطري إلى لوحات فنية ولأنني لم أتمكن من صياغة ما أريد بالكلمات لجأت للرسم فكان الفضاء الذي انطلقت منه لأقول ما أرغب به".
وأضاف": مهرجان الشارقة القرائي للطفل منصة مهمة تنطلق منها الإبداعات المحلية والعالمية لتخاطب الأجيال من مختلف الأعمار، وتخصيص منصة خاصة تطلعهم على فنون متنوعة مثل المانغا والرسومات الرقمية وغيرها أمر غاية في الأهمية يقودهم نحو التعرف على جماليات وإبداعات من مختلف المذاهب ويرشدهم نحو اتباع حدسهم الإبداعي وتوظيفه ليكون مرتكزاً لهم في المستقبل يرشدهم نحو طريق الفن بمختلف تفاصيله وجمالياته".
ويعتبر مهرجان الشارقة القرائي للطفل واحداً من أهم الفعاليات الثقافية والمعرفية الموجهة للأطفال واليافعين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، وقد تجاوز دوره من كونه معرضاً للكتاب إلى حدث متكامل، يسهم في إغناء معارف الزوار بالعلوم والآداب النافعة، بمشاركة نخبة من المؤسسات والجمعيات والمراكز المعنية بالأطفال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة