ينعقد فى هذه الأيام ملتقى القاهرة للرواية فى دورته السابعة، فى المجلس الأعلى للثقافة، بمشاركة 250 كاتبا «مؤلفين ونقاد» فى عرس اعتادت أن تقدمه لنا وزارة الثقافة منذ نهاية القرن الماضى.
20 عاما مرت على انطلاق الملتقى الذى قال عنه الدكتور جابر عصفور، إن الكاتب العالمى نجيب محفوظ السبب فى وجوده، فقد كان اقتراحه بعد مرور 10 سنوات على فوزه بجائزة نوبل 1988.
المهم أن هذا الملتقى عرس ثقافى حقيقى، وقد اطلعت على البرنامج المعد وعدد المشاركين والمساحة المتاحة للتعبير، وحقيقى هى أمور جيدة ومفيدة ودافعة للأمام، ودالة على استمرارية العمل الثقافى والتفاعل الفكرى فى الشئون التى تميز مصر وتؤكد مكانتها، ونتمنى أن يكمل الله أيام الملتقى على خير.
كما أبدى إعجابى برفع قيمة جائزة الإبداع التى تمنح لمبدع كبير فى عالم الرواية، فى نهاية الملتقى، إلى ربع مليون جنيه، وأشكر الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة على التفكير الدائم على رفع القيمة المادية للجوائز، كذلك على محاولة فتح الباب لجوائز إقليمية.
جانب آخر أود الإشارة إليه هو أن الكتاب العرب يعرفون قيمة ملتقى القاهرة للرواية، وربما المتابع لكبار الكتاب على صفحات التواصل الاجتماعى، سوف يشهد الاحتفاء الذى يبديه المبدعون العرب قبل وصولهم للقاهرة، والتعبير عن شغفهم بالمدينة الثقافية الكبرى التى حتما لها أثر كبير فى تكوينهم الثقافى وبنائهم المعرفى.
وبالنسبة لنا فإن المحافظة على مكانة ملتقى القاهرة للرواية أمر ضرورى يصل لدرجة الحياة والموت الثقافى، فالمتابع لما يحدث فى العالم العربى ثقافيا يعرف أن كثيرا من الدول العربية صارت تملك جوائز خاصة بفن الرواية ذات قيمة مادية كبرى، وطبعا لا تستطيع المؤسسات المصرية أن تجاريها فى ذلك، لكن تستطيع أن تحافظ على ما لديها بالفعل وأن تمنحه اهتماما حقيقيا يظهر فى الإعداد والتنظيم واختيار المكرمين بشكل دقيق.
كما يمكن فتح الباب بقوة أمام المجتمع المدنى كى يشارك فى هذه الفعاليات الثقافية الكبرى، بالشكل الذى يحفظ للمؤسسات الثقافية مكانتها، ويساعد على تحسين الخدمة المقدمة، والمحافظة على معايير معينة من الحس «الفعل الثقافى» لا يجوز المساس به.
نعم نحتاج إلى كثير من الجهد فلو كل شىء تعبنا فيه وقدمناه بصورة تليق به سوف نحافظ على وضعنا الذى يليق بنا بل سوف نكسب أرضا جديدة تعيد إلينا ريادتنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة