جدلا جديدا وواسعا، أثارته النائبة الأمريكية من أصل صومالى إلهان عمر، عبر تغريدة، على حسابها على تويتر، تتهم فيها القوات الأمريكية بقتل الآلاف من الصوماليين خلال معركة مقديشيو بين ميليشيا محمد فرح عيديد المتمردة والقوات الأمريكية والأممية عام 1993.
التغريدة التى تعود إلى أكتوبر 2017، والتى اكتشفها الصحفى الأمريكى جون روسوماندو، وسلط الضوء عليها، أمس الاثنين، عبر حسابه، كانت رد من إلهان عمر على أحد متابعيها الذى كتب أن أكثر من 12 جنديا أمريكيا قتلوا وجرح 73 آخرين فى معركة مقديشيو وهو أسوأ هجوم إرهابى فى تاريخ الصومال.
وإلهان عمر، النائبة عن الحزب الديمقراطى وهى فى الأصل لاجئة صومالية حصلت على حق اللجوء إلى الولايات المتحدة مع أسرتها عندما كانت طفلة وقت الحرب الأهلية فى الصومال، ردت فى تغريدتها إن الآلاف من الصوماليين قتلوا على أيدى القوات الأمريكية، فى إشارة إلى العملية التى استهدفت الطابق مقر عبديدى حسن عوالى قيبديد، أمير حرب ووزير دفاع محمد عيديد، حيث تشير التقديرات إلى سقوط قتلى تصل أعدادهم بين 300 و500 شخص، وتقول تقديرات أخرى أنهم 150 قتيلا.
وكتب إلهان عمر، التى كانت آنذاك عضو مجلس ولاية مانسوتا، ردا على تغريدة المتابع الأمريكى: "فى ذاكرته الانتقائية، نسى أن يذكر أيضا آلاف الصوماليين الذين قتلوا على أيدى القوات الأمريكية فى ذلك اليوم". وتابعتها بهشتاج "ليس اليوم يا شيطان".
وشنت الولايات المتحدة وقوات الأمم المتحدة عملية للقبض على محمد عيديد، وهو أمير حرب خلال الحرب الأهلية فى الصومال، لتنفيذ قواته فى 5 يونيو 1993 عملية أودت بحياة 24 جنديا باكستانيا من قوات حفظ السلام. كما أنه أثناء الاشتباكات فى أكتوبر من العام نفسه أسقطت قوات عيديد طائرة مروحية "بلاك هوك" أمريكية وقتل 19 جنديا أمريكيا وتم أسر جثة أحد الجنود وسحلها فى شوارع مقديشيو أمام كاميرات التليفزيون.
تغريدة عمر دفعت الكثير من متابعيها للتساؤل عما إذا كانت تدعم أمير حرب تسبب فى إشعال الحرب الأهلية فى بلاده، فيما شكك آخرون فى ولائها للولايات المتحدة بصفتها نائبة فى الكونجرس الأمريكى وعضو لجنة العلاقات الخارجية، وطالب الكثيرون بالتحقيق معها فى هذه التعليقات وإقالتها من منصبها.
وهذه ليست التعليقات الأولى المثيرة للجدل من جانب النائبة الأمريكية، ففضلا عن تعليقاتها المعادية لليهود الأمريكيين، فإنها قللت من ضحايا هجوم 11 سبتمبر 2001 فى تعليقات اعتبرت مسيئة للضحايا وعائلاتهم. حيث قالت فى خطاب أمام مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير"، وهو منظمة مشبوهة على صلة بتنظيم الإخوان الإرهابى، "إن المنظمة تأسست بعد 11 سبتمبر 2001 لأنهم أدركوا أن بعض الناس فعلوا شيئا ما وأننا جميعا بدأنا نفقد إمكانية الحصول على حرياتنا المدنية".
ورأى الكثيرون أن وصف إلهان عمر الهجمات الإرهابية الوحشية بأن "بعض الناس فعلوا شيئا ما" كانت إهانة لضحايا الهجمات. ذلك فضلا عن أن "كير" تم تأسيسه منذ التسعينيات وليس بعد هجمات 11 سبتمبر للدفاع عن المسلمين فى أمريكا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة