العمل على مشروع طوال 9 سنوات من الجهد المستمر والضمير اليقظ يستحق أن ينال مرتبة الشرف بامتياز، وهذا ما حدث مع المشروع الثقافى الضخم الذى قدمته إمارة الشارقة لمنظمة اليونسكو للحصول على لقب عاصمة العالم للكتاب، وبالفعل أصبح بجدارة، أول دولة خليجية تحصل على اللقب.
وقبل ساعات من بدء الاحتفال باختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، حيث سيخرج للعالم مشروع ثقافى متطور طلت الإمارة تعمل عليها منذ قرابة العام، وبساعات تدريبية وصلت إلى 500 ساعة، كان لـ"اليوم السابع" لقاء مع سلطان بن أحمد القاسمى، رئيس لجنة حفل افتتاح الشارقة العاصمة العالمية للكتاب.
وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، إن إمارة الشارقة ظلت تعمل على مشروع عاصمة العالم للكتاب، 9 سنوات، وفى السنة التاسعة وصلت وتم قبول الملف، وأصبحت أول دولة خليجية تحصل على اللقب، والثالثة عربية، وحتى تستحق الشارقة هذا اللقب استلزم عمل كبير قدم لمنظمة اليونسكو.
وأوضح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، أنه تم البدء فى إعداد العمل والتجهيز له منذ قرابة العام، وبساعات تدريبية وصلت إلى 500 ساعة عمل، لافتا إلى أن فريقا كبيرا عمل بكل دقة، وكل ذلك تحت رعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، خاصة بالفعاليات الخاصة بالكتاب، ونحن فى حقيقة الأمر كنا نرى أن الشارقة كانت تستحق اللقب قبل 9 سنوات وليس بعد، ولكن المنافسة كانت قوية، لأنها كانت عالمية، ولا تقتصر على منطقة معينة.
وحول تأثير حصول الشارقة على الأجيال القادمة، قال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، فى تصريحات لـ "اليوم السابع"، أن الشيخ الدكتور حاكم الشارقة، أكثر من يرى هذا التأثير نتيجة الحراك الثقافى منذ 40 عاما من خلال معرض الكتاب وغيره من الفعاليات، ونحن واثقين من هذه الخطوط، وأن هذا الأمر يضيف لرصيد مدينة الشارقة، وتحفيز الأجيال القادمة يأتى من خلال المبادرات التى تطرح هذا العام والتى نحاول أن نجعلها تستمر لسنوات طويلة، وهذا اللقب لمدة عام، ولكن سنجعل تأثيره ممتدا حتى نعزز الثقافة فى الوطن العربى.
وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، إلى أنه تم بدء العمل على نشاط سيتم افتتاحه اليوم، لاستلام الراية من أثينا، وكنا نفكر فى عمل ثقافى يتعلق بالكتاب العالمى، وركزنا على كتاب معروف حول العالم هو "ألف ليلة وليلة"، وأردنا أن نعرضه بطريقة إمارة الشارقة ولكن فى نفس الوقت يصل للجميع، بغض النظر إلى جنسية معينة أو دين معين، وثقافة معينة، فهذا العمل يصل للكل، وسوف يطرح بثلاثة لغات، والعمل تم من خلال فريق عمل كبير من الكتاب والفنانين وعدة جهات مختصة بهذا المجال، وكتبنا بنفسنا الفصل الأخير منها وهو ما يحدث بعد ما تنتهى "ألف ليلة وليلة".
ولفت سلطان بن أحمد القاسمى، أن عرض "ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير" يقدم رسالة الشارقة إلى العالم فى عمل فنى يستعيد ذاكرة الأدب الإنسانى ويعرض الحكاية التى قامت عليها كل حكايات الأميرة شهرزاد، والتى لم تروَ بعد، موضحاً أن الإمارة ومن على مسرح المجاز أرادت أن تسجل تاريخاً جديدا للعروض الفنية المتكاملة فى المنطقة.
وأكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى أن الرسالة التى يقدمها العرض لا تتجسد فى قصة أبطاله ومغامراتهم وحسب، وإنما تتجسد فى الرؤية التى ينطلق منها، وطاقم العمل القائم عليه، وفريق الموسيقيين المشاركين فيه، إضافة إلى أنواع الفنون التى تجتمع فيه، إذ يقدم العرض 13 فناً مختلفاً من فنون، التمثيل، والأداء، والعزف، والأكروبات، والضوء، والظل، ويجمع فنانين من وفنيين وتقنيين من 23 بلداً، كلهم يلتقون فى رسالة الكتاب وجمال المعرفة.، ويرسم العرض لوحات بصرية احترافية تشترك فيها عروض الضوء، والليزر، وأزياء الممثلين والعارضين، حيث سيرتدى الفنانون 75 ريا مختلفاً تعكس حضارات عالمية مختلفة، استهلك 27 خبيراً ومصمماً كندياً فى صناعتها ألف متر من الأقمشة المتنوعة.
وتمت الاستعانة بالأفضل كل فى مجاله، بحيث يخرج العمل على مستوى عالمى، ولم نعتمد على جنسية بعينها ولكن هناك العديد من الجنسيات المشاركة بالعرض، كون العرض متخصص، يتطلب مهارات معينة غير التمثيل والغناء، فتم استقطاب الشخصيات بناء على المهارات وليس على الجنسيات، وتم تجهيز الأوركسترا لعرض سيمفونى ملحمى مباشر، إذ جاء أفرادها من أرمينيا وسوريا والعراق ولبنان، لتقديم لوحات موسيقية إبداعية يترجمها 51 عازفاً يحملون فى أوتارهم وايقاعاتهم سحر حضارة الشرق، فيما يتولى تجهيز ديكورات خشبة المسرح 30 تقنياً ومصمماً كندياً، بمعدات من كندا والإمارات والمملكة المتحدة.
وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، إلى أن أسباب اختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، كثيرة، أبرزها معرض الشارقة الدولى للكتاب، الذى يبلغ 37 عاما من دورته، وإصرار الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، على نجاح المعرض هو ما جعله من أهم المعارض على مستوى العالم، وربما هناك العديد من المشاريع التى تقوم بها الشارقة مثل ثقافة بلا حدود ومكتبة فى كل بيت تحتوى على 50 كتاب، وكانت هذا المبادرة من أهم الأسباب التى جعلت اليونسكو تعطى الشارقة لقب عاصمة العالم للكتاب، إضافة للاهتمام بالمسرح والتراث، وفى النهاية أعطت الشارقة صورة متكاملة عن الثقافة.
وأوضح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، أن إطلاق الشيخ الدكتور سلطان القاسمى، حاكم الشارقة، لمعرض الشارقة الدولى للكتاب، كان ليس بهدف حصول الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، ولكن بهدف نشر الثقافة وفكرة القراءة، واللقب مهم بالنسبة لنا، ويضعنا على الخارطة العالمية ويطلب مننا المزيد، فبعد هذا اللقب نريد أن نكون أفضل على مدار الوقت.
وقال الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، إن جميع فعاليات ومشاريع الثقافة فى إمارة الشارقة تهدف إلى تحفيز الناس على القراءة، واختيار الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، يركز على هذا الهدف بشكل أوسع ويفتح المجال لعمل العديد من الفعاليات المختصة بتشجيع الشباب والأطفال على القراءة، لأن الكتاب العمل به واسع فمن الممكن أن يكون من خلال المسرح والموسيقى، أو فى القصص والرويات، ومن خلال معرض الكتاب شاهدنا العديد مقبلين على الكتاب وهذا يشجعنا أن نستمر فى هذا الأمر، حتى لا نفقد حب القراءة فى الوطن العربى.
وأوضح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، أن الرسالة الواضحة من خلال المشاريع الثقافية، أن الهدف من العرض الذى يتم عرضه اليوم على مسرح المجاز، يهدف لحب الثقافة والقراءة فهو عمل إنسانى لا يعرف حدود لغة، وتعزيز ثقافة القراءة هو أهم هدف لهذا العمل وتحفيز لمن يشاهد العمل أن يقرأ وأن يكتب.
وأوضح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، أن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، حاكم الشارقة كونه مثقفا يتعامل مع الفنون جميعها، لكن هناك جوانب أخرى يهتم بها حاكم الشارقة حتى لا يخرج الجيل قارئا فقط بل يصبح فعالا فى المجتمع، سواء من الناحية التواجد فى مجلس شورى الأطفال، ووجود مراكز للشباب والنشء، فنحن لا نركز على الجانب الثقافى فقد بل يركز حاكم الشارقة على جوانب أخرى حتى فى الجوانب الاقتصادية وغيرها من الجوانب، ولذلك تمتع بناحية اقتصادية واجتماعية وثقافية متميزة، والتركيز الآن على الثقافة لأننا فى عام حصول الشارقة على هذا اللقب.
يشار إلى أن قائمة فنانى العمل الذى بدأ التجهيز له منذ قرابة العام، وبساعات تدريبية وصلت إلى 500 ساعة عمل، ويقدم العروض الاستعراضية والفنون البهلوانية فريق يتألف من 32 فناناً استعراضياً منهم 22 فناناً كندياً، واثنين من كل من المملكة المتحدة، والبرازيل، والمكسيك، وواحد من كلّ من بيلاروسيا، وسلوفينيا، وأمريكا واليابان، وعلى صعيد اللوحات المسرحية والغنائية وفرق التسجيل، فيقدمها 90 مبدعاً ومبدعة بين ممثل مسرحى ومغنى وراقص وأخصائى صوت من المكسيك، والمملكة المتحدة، والبرازيل، وبيلاروسيا، وسلوفينيا، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، إضافة إلى جهود 20 متخصصاً فى مجال المحتوى الإبداعى من أستراليا، واثنين جنوب أفريقيا واثنين من الهند، وعلى صعيد الإنتاج والتقنيات فيتولى مهمتها مبدعون من فرنسا وكندا.
ويتوزع العرض على سلسلة فصول تتحول فيها سينوغرافيا المسرح إلى ممثلين وعارضين يجسدون العوالم التى يعيش فيها أبطال العرض، على إيقاع الضوء وتتبدل المشاهد بحركات احترافية ينفذها الممثلون على الأرض، وعلى الحبال، وهم متراصون يتسلقون أجساد بعضهم بحركات فنية بهلوانية رياضية.
ويروى العرض الذى يقدم خلال الفترة من 23 حتى 27 من أبريل الجارى بثلاث لغات هى العربية والإنجليزية والفرنسية، العالم الغامض لحكايات ألف ليلة وليلة حيث تظهر شخصيات وطاقات خارقة، وأشكال ورموز خيالية، يخرج فيها أبناء شهرزاد فى مهمات تكلفهم فيها أمهم، للوصول إلى سر معرفتها وحكمتها وخلاصة كل الحكايات التى روتها.
ويفتح العرض أبوابه لكافة محبى الفنون والموسيقى من مختلف الجنسيات والأعمار لمتابعة "ألف ليلة وليلة: الفصل الأخير" خلال الأيام الخمسة المقررة للعرض، عند الساعة التاسعة مساءً..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة