تجاوزات وانتهاكات تنظيم الحمدين وتميم ضد الشعب القطرى والوافدين والعمال فاقت كل التصورات، وأصبحت نموذجا عالميا فى الاستبداد والتنكيل بالعمالة الوافدة والخصوم وقمع المعارضة على السواء، الأمر الذى يستوجب تدخل المجتمع الدولى لوقف تلك الممارسات، إما بتوقيع العقوبات أو بالتدخل المباشر، خاصة أن النظام القطرى مدموغ بدعم التنظيمات الإرهابية وجماعات التطرف فى العالم أجمع، وهو ما يشكل خطرا على الأمن والسلم الدوليين ، لكن العجيب والمريب هو الصمت والتواطؤ الدوليين مع تنظيم الحمدين وتميم الأمير المعجزة الذى يتصور أنه قادر على شراء كل مراكز الثقل والتأثير فى العالم بالمال ما دام مدعوما بتزكية نتانياهو وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية ودعم اللوبى الصهيونى فى الولايات المتحدة.
خلال الأيام الأخيرة ، انفجر العمال الوافدين فى قطر وبدءوا إضرابا مفتوحا عن العمل، احتجاجًا على عدم دفع رواتبهم وتردى أوضاعهم المعيشية، وخرجوا فى مظاهرات حاشدة غاضبة مما أسفر عن تكسير عدد من الحافلات فى الطرق العامة ، وكالعادة واجهت الشرطة القطرية المدعومة بالمرتزقة هجوما واسعا على مظاهرات العمال وأسقطت عددا كبيرا منهم جرحى
انتفاضة عمال السخرة من الوافدين فى قطر لها ألف سبب وسبب ، أبرزها ضياع حقوقهم وحرمانهم من رواتبهم واستعبادهم والظروف السيئة التى يعملون فيها ، فهم بلا رعاية صحية ولا مساكن آدمية وممنوعون من السفر أو استقدام ذويهم للعيش معهم ، كما أن السلطات القطرية تجبرهم على العمل الشاق فى درجات حرارة مرتفعة للغاية أو فى الليل القارس البرودة دون توفير الحد الأدنى من الطعام والشراب ، الأمر الذى أدى إلى وفاة عدد كبير من العمال الوافدين
ولم تكن تلك الاحتجاجات هى الأولى خلال السنوات الماضية ، بل سبقتها انتفاضات عديدة للعمال وفى كل مرة كانت الشرطة القطرية والمرتزقة المعاونة لها تتدخل بالقمع والسحل والسجن للعمال المنتفضين مع حرمانهم من حقوقهم ، مما دعا عدة دول آسيوية إلى منع توريد العمالة إلى قطر ، كما أصبحت سياسات السخرة التى تتبعها قطر فى التعامل مع العمالة الوافدة أسلوبا مدانا وعلامة على انتهاك حقوق الإنسان فى العالم
ورغم توثيق الانتهاكات القطرية ضد العمال وأبرزها نظام الكفالة الذى يوفر ظروفا للعمل أشبه بالعبودية ، تستغلها الشركات العاملة فى إنشاءات كأس العالم ، لتجبر العمال على العمل فى ظروف قاسية لساعات طويلة دون توفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية أو ظروف المعيشة الآمنة ، مع تواطؤ السلطات الحاكمة القطرية التى لا يهمها أرواح العمال أو حصولهم على مكتسباتهم ، بل كل ما تسعى إليه هو الانتهاء من الإنشاءات المخصصة لكأس العالم ، رغم التكهنات العديدة إلى عدم السماح للدوحة باستضافة هذا الحدث العالمى الكبير أو مشاركة أكثر من دولة فى هذا الحدث لضمان خروجه بالشكل اللائق .
العالم الآن عليه أن يتحمل مسؤولياته، وأن يبدأ بردع تنظيم الحمدين ووقف عمليات القمع و الانتقام من العمال الوافدين ومنع انتهاك حقوقهم، إلا إذا كان يعتبر الالعمال الوافدين ليسوا ضمن الجماعة الإنسانية ولهم كل الحقوق المنصوص عليها فى العهود الدولية،وهنا لابد وأن نتساءل : أين المنظمات الحقوقية الكبرى فى العالم ؟ أين هيومان رايتس ووتش ؟ أين منظمة العفو الدولية ؟ وأين المفوض السامى لحقوق الإنسانالتابع للأمم المتحدة ؟ أم أن الرشاوى القطرية وصلت إلى شرايين المنظمات الحقوقية كما وصلت إلى الصحف الكبرى والقنوات التلفزيونية
العالم لابد وأن يكرس عيدا جديدا للعمال ، يحتفى فيه بنضال العمال ضد كل أساليب السخرة والعبودية فى قطر ، ويقيم نصبا تذكاريا لكل الشهداء الذين سقطوا فى ظروف العمل القاسية وكان يمكن أن يتم المحافظة على حياتهم لو توفرت لدى الطغمة الحاكمة فى قطر الحد الأدنى من الإنسانية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة