على رأس وفد مصرى رفيع المستوى، حرص الرئيس عبد الفتاح السيسى، على دعم عوامل نجاح المبادرة الصينية مبادرة الحزام والطريق، والتى تعرف أيضاً بطريق الحرير، ففى بكين الآن، يكمل الرئيس قصة نجاح مصر ودورها الاستراتيجى لتحقيق التنمية ليس فقط على المستوى الإقليمى، ولكن على المستوى الدولى أيضاً، خاصة أن "المحروسة" تعد "محور" الصين فى طريق الحرير، والذى سيمر عبر 65 دولة، مصر محورها فى الشرق الأوسط.
أُطلقت مبادرة الحزام والطريق، عام 2013 ضمن الرؤية الاستراتيجية لجمهورية الصين الشعبية لإحياء وتطوير طريق الحرير التاريخى، من خلال تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى والثقافى والسياحى للصين بما يحقق تنمية مستدامة لها وللعالم، وتنقسم تلك المبادرة إلى طريقين "طريق الحرير البرى"، و"طريق الحرير البحرى"، كما تشمل المبادرة الصينية تشييد شبكات من الطرق والسكك الحديدية وأنابيب الغاز والنفط وخطوط الطاقة الكهربائية والإنترنت ومختلف جوانب البنية التحتية.
علاقة مصر بمبادرة "الحزام"
تتمثل علاقة مصر بمبادرة الحزام والطريق الصينية، فى الخطوط الرئيسية الثلاثة التى تستهدفها المبادرة فى طريقها البرى "طريق الحرير البرى" والذى تظهر مصر فيه بدور كبير علاوة على دول أخرى متعددة، فالخط الأول لطريق الحرير البرى الذى تستهدف الصين تنفيذه، يربط بين شرق الصين عبر آسيا الوسطى وروسيا إلى أوروبا، أما الخط الثانى، فيبدأ من الصين مرورا بوسط وغرب آسيا ومنطقة الخليج وصولاً للبحر الأبيض المتوسط.
فيما يمتد الخط الثالث من الصين مرورا بجنوب شرقى آسيا وآسيا الجنوبية، هذا بجانب عدد من الممرات البرية فى إطار المبادرة، منها "ممر الصين وشبه القارة الهندية"، و"ممر الصين وباكستان"، وعن الطريق الآخر للمبادرة "طريق الحرير البحرى"، فيتكون من خطين رئيسيين، الخط الأول يبدأ من الساحل الصينى مروراً بمضيق مالَقَة إلى الهند والشرق الأَوسط وشرق أفريقيا وصولاً لسواحل أوروبا، فيما يربط الخط الثانى الموانئ الساحلية الصينية بجنوب المحيط الهادئ.
استفادات الدول من مبادرة "الحزام"
تتضح علاقة مصر بالمبادرة الصينية الآن، فى أن مصر تعد إحدى الدول الواقعة على طريق الحرير البرى الخاصة أحد خطوطه بربط الصين بالشرق الأوسط وأفريقيا، وتتمثل تلك العلاقة أو تنفيذ المبادرة فى ضخ استثمارات صينية بكل دولة وتنفيذ بنية تحتية بشكل يخدم ربط الصين بتلك الدولة، وهو بالفعل ما حدث ويحدث فى مصر الآن، من خلال المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتى تعد مركز تنفيذ المبادرة الصينية بمصر عن طريق المنطقة الصناعية الصينية بالمنطقة الاقتصادية للقناة.
"قناة السويس" كلمة السر فى موقع مصر بمبادرة "الحزام"
فى بداية تنفيذ المبادرة، وعند اختيار المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتكن هى منطقة التنفيذ، لم يكن السبب الوحيد هو وجود منطقة قناة السويس كنقطة محورية ضمن المبادرة الصينية "مبادرة الحزام والطريق" فقط، ولكن لأن قناة السويس تعد أيضاً، الجسر الرابط بين طريقى الحرير البرى والبحرى بكل من أوروبا وأفريقيا وصولا إلى الأمريكتين، أى أن قناة السويس نقطة الوصل بين الصين والعالم، فبوجود قناة السويس أصبحت أهمية مصر فى مبادرة "الحزام والطريق" كمحور لطريق الحرير فى الشرق الأوسط.
تنفيذ مبادرة "الحزام" على أرض الواقع بمصر
جاءت الخطوات التنفيذية لمبادرة الحزام والطريق فى مصر، بإنشاء المنطقة الصينية بالجزء الجنوبى للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس "العين السخنة"، بإجمالى مساحة تبلغ 7 كيلو متر مربع وتكلفة استثمارية تصل لنحو 350 مليون دولار، فيما تبلغ القيمة الإجمالية للاستثمارات المستهدف تنفيذها بالمنطقة الصينية 6.1 مليار دولار، اجتذبت المنطقة منها حتى الآن 1.1 مليار دولار، هذا بجانب، الاستثمارات الجديدة التى تم توقيعها اليوم ببكين من قبل الهيئة الاقتصادية لقناة السويس بقيمة 5 مليارات دولار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة