التفجيرات الانتحارية فى كنائس وفنادق سريلانكا، تكشف المزيد من الأوراق عن تحركات وخرائط الإرهاب فى العالم، وربما تكشف بعض المفاتيح عن العلاقات العابرة للإرهاب المعولم، وإعادة انتشار داعش بعد الهزائم التى تلقاها فى سوريا والعراق.
يضاف إلى ذلك أن تفجيرات سريلانكا، تكشف المزيد عن خيوط التمويل خاصة بعد ظهور دور فاعل لعائلة يونس إبراهيم تاجر التوابل المليونير، وولديه الانتحاريين إلهام وزهران اللذين فجرا نفسيهما فى رواد فندقين، نزل الشابان فى فندقى شانجرى، وسينامون جراند، وبينما ينتظر الرواد دورهم لتناول الفطور فجرا نفسيهما كل فى مكانه، ليحولا الرواد إلى أشلاء، وفجرت زوجة أحد الانتحاريين نفسها وهى حامل فى الشرطة عندما اتجهت لتفتيش منزل العائلة.
واتضح أن الشقيقين إلهام وزهران من بين من أعلن تنظيم داعش عن قيامهم بالتفجيرات، وهما ابنان لعائلة معروفة بالتمييز الدينى والتحريض على الكراهية، العائلة ثرية والابنان متعلمان جيدا يعيشان فى ثراء، ومع هذا شاركا فى اغتيال مسيحيين أبرياء بناء على قناعات وفكر داعش، مع الأخذ فى الاعتبار أن المسلمين فى سريلانكا يشكلون 10% من السكان، والمسيحيين أقل، فى بلد أغلبيته بوذية، ولا توجد دلائل على أن المسلمين مضطهدون من المسيحيين، وهو ما يكشف عن مفارقة، تضاعف من تعقيد البحث فى العقليات التكفيرية لداعش أو جماعة التوحيد هناك.
الشابان الثريان شريكان فى التجارة المربحة لوالدهما يونس إبراهيم مليونير التوابل، ولايعانيان الفقر أو الاضطهاد،، ومع هذا اعتنقا مع والدهما والأسرة بأفكار داعش وجماعة التوحيد، التى تعتبر قتل الأبرياء جهادا، ولهذا شاركوا فى قتل 359 وأكثر من 500 مصاب.
كان انضمام شباب أوروبى إلى داعش، وقبلها القاعدة، يشكك فى تحليلات سابقة ربطت بين الإرهاب والفقر أو القمع والاضطهاد، الشباب والشابات من أسر ثرية أو متوسطة، وبعضهم درس بجامعات أوروبية، وعاش أغلب عمره فى مجتمعات منفتحة، ومع هذا تم تجنيدهم واعتنقوا الفكر البدائى للتنظيمات المتطرفة، وهو ما يتكرر مع الأخوين يونس، الأمر الذى يضيف المزيد من التفاصيل على مفاتيح فهم التنظيمات التكفيرية.
التحول الآخر هو البحث عن علاقة جماعة التوحيد التى تمثل فرع داعش فى سريلانكا، ويوسف القرضاوى مفتى الإخوان وأحد كبار منظرى تنظيمات الإرهاب فى سوريا والعراق، وما إذا كانت هناك علاقة للقرضاوى وقطر بتمويل مثل هذه التنظيمات، أم أنها مجرد علاقة لتنظيمات متطرفة، خاصة أن داعش أعلن عن تبنى تفجيرات سريلانكا الانتحارية، وسط توقعات بانتقال فلول التنظيم إلى نقاط ضعيفة فى آسيا وأوروبا، خاصة أن الكشف عن علاقة إلهام وزهران ووالدهما بالتفجيرات ربما تعيد فتح ملفات التمويل والدعم الذى تقدمه دول وأجهزة لتجار وأثرياء محليين يمولون العمليات الإرهابية.
خاصة أن هناك تقارير تكشف أن زهران هو العقل المدبر لتفجيرات سريلانكا، سبق أن نشر مقاطع فيديو على يوتيوب يحرض فيها على المسيحيين وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى.
وكل هذه الأوراق قد تقود إلى كشف المزيد من الخيوط عن علاقات تنظيم داعش العابرة للحدود، تتجاوز كونه تنظيما إقليميا، إلى أن يصبح وجها لإرهاب معولم، عابرا للحدود.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة