تمر اليوم ذكرى ميلاد الإمبراطور اليونانى ماركوس أوريليوس أنطونينوس أوغسطس (26 أبريل 121 - 17 مارس 180) هو فيلسوف رواقى والإمبراطور الرومانى السادس عشر، وخامس الأباطرة الأنطونيين الرومان، وهو أبو الإمبراطور كومودوس، كان أحد آخر "خمسة أباطرة جيدين" حكموا الإمبراطورية الرومانية من 96 إلى 180م، كما أنه يُعتبر من أهم وأبرز الفلاسفة الرواقيين.
وبحسب كتاب "فلسفة التاريخ" للدكتور مصطفى النشار فإن النظرية فى تفسير التاريخ الإنسانى تبلغ ذروتها فى الفلسفة الرواقية عند الإمبراطور ماركوس أوريليوس (121 – 180م) الذى كان آخر فلاسفتها الكبار، فقد كتب "أوريليوس" كتابه الشهير "التأملات" متضمنا فى معظم فصوله تلك الرؤية الرواقية للعالم على أنه فى مجموعة متضمن فى عملية "دور"، وقد امتاز عن سابقيه بأنه طبق هذه الرؤية على التاريخ الإنسانى.
ويوضح كتاب "مفاهيم فلسفية التسامح" للدكتور رمضان بسطاويسى، أن الإمبراطور ماركوس أوريليوس، كان يعتبر التسامح فضيلة للسلطة، فقد يكون التسامح مرتبطا بفضائل أخرى للسلطة مثل الرحمة والإحسان، بيد أن مقاربة الرواقية للتسامح لم تكن مرتبطة صراحة بالفكرة العامة حول الاحترام السياسى للاستقلالية وحرية الضمير كما الحال فى التقليد الليبرالى الحديث.
ولفت الكتاب إلى رغم احتواء تأملات ماركوس تحتوى على العديد من المقاطع التى تدعو إلى روح التسامح، إلا أن الأخير كان مسئولا عن استمرار اضطهاد المسيحيين.
وفيما يخص اضطهاده للمسيحيين، فيذكر كتاب "أبوكرايفا.. كلهم للشيطان مستمعون" لـ على مغنم، أنه أثناء حكم الإمبراطور ماركوس، تفشى الطاعون فى الإمبراطورية الرومانية، وقال المسيحيون حينها إنها نهاية العالم لعدم إيمان الناس برسالة المسيح، ووصل الكلام للإمبراطور، فهاج على المسيحيين، وابتدع نظاما جديدا للتعذيب يتم فيه جلدهم بسياط فى أطرافها قطع من رصاص تمزق الجلود وتبرز العظام.
ويشير كتاب "تاريخ أوربا فى العصور الوسطى" تأليف محمد حمزة، عبد المجيد حسين، إلى أنه فى بداية العصور المسيحية اختلط الأمر على الرومان، فظنوا أن المسيحية ليست إلا فرقة من الديانة اليهودية، لاسيما أن المسيحيين رفضوا مثل اليهود تأليه الإمبراطور وعبادته، لافتا إلى أن الحكومات الرومانية اعتبرت اعتناق المسيحية جرما فى حق الدولة، فمنعت اجتماعات المسيحيين وأخذت تنظم حملات الاضطهاد ضدهم، ولم يقم بتلك العمليات الحكام المتعسفين فقط ثل نيرون الذى أحرق المسيحيين فى النار العظيمة التى أشعلها سنة 64م، بل شارك فيها أيضا فئة من خير الأباطرة المصلحين المعروفين على حرصهم بتنفيذ القانون مثل تراجان وهادريان (117-138م)، وأنطونيوس بيوس (138-161م)، وماركوس أوريليوس (161- 180م).
ويلمح كتاب "مسألة الطائفية فى مصر" إلى أن اضطهاد ماركوس أوريليوس بدأ بصورة واضحة سنة 162 ميلادية، حيث أصدر الإمبراطور ماركوس أوريليوس فى هذا العام أمره بإبادة المسيحيين، وقد بدأ بقتل رؤسائهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة