كل شىء هنا مباح، فأنت في عالم إفتراضي لا يحكمه شىء، ولا يعرف ثقافة الـ"عيب"، ولا يفرق بين الغث والسمين، فما عليك إلا فتح صفحتك الشخصية على الفيس بوك وتكتب أي شىء، نعم أي شىء، ومن الممكن ألا تكلف نفسك عناء الكتابة، وتلجأ لـ"كوبي..بست"، فالأمر سهلاً وبسيط، في هذا العالم الإفتراضي الذى يخترق الحواجز الجغرافية للدول.
أعتقد أنك مثل كثيرون، ممن يشاهدون الإعلانات عبر الفيس بوك، هذه الإعلانات الصاخبة، عن أى شيء، تارة عن مفروشات، وأخرى عن ملابس، وثالثة عن إكسسوارات، فالكل هنا "يُقلب عيشه"، فلا مكان للذوق العام، ولا مراعاة للمساحات الشخصية للأشخاص، فالأهم هنا المكسب.
للآسف..تجد ما بين السلع المعروضة على صفحات السوشيال ميديا، أدوية مهربة وأخرى مجهولة المصدر، يتم ترويجها على المواطنين بشكل كبير، بغض النظر عن خطورة هذا الأمر صحياً في ظل عدم الوقوف على مصدرها.
أدوية التخسيس والمنشطات الجنسية، هي الأكثر رواجاً على صفحات الفيس بوك، فلا تتعجب عندما تشاهد عبارة على غرار "لو عايز تبقى أسد..اشتري كذا"، و"لو عايزه تخسي..اشتري كذا"، فهنا يباع كل شىء، ويتم استغلال كل شىء.
الأجهزة الأمنية لم تقف مكتوفة الأيدي حيال هذه الجرائم، وإنما ترصد وتضبط، ضبطت العديد من قضايا بيع الأدوية مجهولة المصدر والمهربة جمركياً عبر الفيس بوك، وستضبط كل ما يخل بالأمن العام ويخرج عن سياق القانون.
الدور الأمني الرائع، الذي تقوم به وزارة الداخلية في هذا الصدد لمنع مثل هذه الجرائم، لابد أن يوازيه دور شعبي وتوعوي، من خلال التنبيه بضرورة عدم شراء الأدوية مجهولة المصدر من السوشيال ميديا، وضرورة الحصول عليها من خلال منافذها الشرعية والمعروفة، حتى لا نندم جميعاً ـ أنا وأنت ـ فى وقت لا يفيد فيه الندم، فربما يكون دواء السوشيال ميديا به سم قاتل.