تمر اليوم الذكرى الـ308 على ميلاد الفيلسوف والمؤرخ الاسكتلندى الراحل ديفيد هيوم، حيث ولد فى 26 أبريل 1711 - توفى فى 25 أغسطس 1776، وهو فيلسوف واقتصادى ومؤرخ اسكتلندى وشخصية مهمة فى الفلسفة الغربية وتاريخ التنوير الاسكتلندى.
اشتهر "هيوم" بداية كمؤرخ، لكن الأكاديميين فى السنوات الأخيرة ركزوا على كتاباته الفلسفية، وكان كتابه تاريخ إنجلترا مرجعا للتاريخ الإنجليزى لسنوات طويلة.
وكان "هيوم" أول فيلسوف كبير فى العصر الحديث يطرح فلسفة طبيعية شاملة تألفت جزئيا من رفض الفكرة السائدة تاريخيا بأن العقول البشرية نسخ مصغرة عن "العقل الإلهى"، وكان صاحب أثر كبير فى العديد من الفلاسفة فى العصور اللاحقة مثل: آدم سميث، آدم فيرجسون، إيمانويل كانت، جيرمى بنثام، جيمس ماديسون، ألكسندر هاميلتون، أرتور شوبنهاور، أوجست كونت، جون ستيوارت مل، بارون دى هولباخ، تشارلز داروين، توماس هنرى هكسلى، ويليام جيمس.
وتذكر دراسة للباحث أحمد إبراهيم بعنوان "النزعة الإنسانية لهيوم"، أن مسيرة هيوم الفلسفية بدأت بشكل مشئوم، نوعًا ما، حيث كانت أولى محاولاته المُبكرة فى وضع نظام فلسفى شامل جديد: رسالة فى الطبيعة البشرية (1939 – 40)، والتى نشرها وعمره 26 عاما، ولقد كان الكتاب على حد تعبيره الفكاهى "عديم الفائدة بالنسبة للصحافة، حيثُ لم يصل إلى درجة تثير الهمهمة بين المتحمسين".
وبحسب كتاب " ديفيد هيوم - الفيلسوف الأديب جزء 24، سلسلة أعلام الفلاسفة" للدكتور فاروق عبد المعطى، فإن أسرة هيوم كانت تهيئه ليسلك سلك المحاماة، إلا أنه كان غير راغب فيها، فأرسل إلى بريستول ليدرس أصول التجارة فلم يمكث بها مدة طويلة، واتبع هيوم هواه فسافر إلى فرنسا سنة 1734، وبعد أن أقام فترة قصيرة فى باريس، استقر بضعة شهور فى مدينة رايمس، ثم اعتكف فى لافلش وانكب على كتابة إنتاجه الأول "رسالة فى الطبيعة البشرية".
وبعودته إلى لندن فى سبتمبر سنة 1737، أخذ يبحث عن ناشر حتى عثر عليه، ولكن الكتاب لم يصادف الرواج والنجاح ما توقعه له صاحبه، وظهر الجزآن الأولان منه سنة 1739، ومع أن ظهورهما قد أثار انتباه النقاد الإنجليز، بل واهتمام النقاد الأوروبيين أيضا، إلا أن هيوم لم يكن راضيا عن مصير كتابه، وبلغ السخط حد ذكر أن هذا الكتاب خرج سقطا من المطبعة.