التعليم الفنى هو قاطرة التنمية الجديدة لمصر، بعد الاهتمام والعناية به ووضعه على المسار الصحيح من خلال ثقل مواهب الطلاب وتوجيههم التوجيه الصحيح من أجل تصميم ابتكارتهم بطريقة علمية، ووضح ذلك بشكل كبير على طلاب مدرسة البلينا الثانوية الصناعية للبنين والذى أبدع طلابها من خلال ابتكارات ومشروعات تهدف كلها لخدمة المجتمع بتكلفة فى بعض الأحيان 30 جنيها للابتكار الواحد وفى نفس الوقت إذا تم استغلال تلك المشروعات سوف تمثل عائدا وفرصة عمل للشخص نفسه.
وفى البداية، قال أحمد مصطفى جلال من مدرسة البلينا الثانوية الصناعية بنين، إن الابتكار الخاص به هو عبارة عن جهاز إنذار مبكر للأمطار، وهو عبارة عن جهاز مكوناته بسيطة جدا كلها موجودة بالبيئة المحيطة، وهذا الجهاز يهدف للإنذار المبكر قبل هطول الأمطار، متابعًا: "طورت الجهاز من خلال استخدام الليزر للكشف عن هطول الأمطار على مساحة 10 كيلو مترات تقريبًا، وهذا الاختراع يتم الاستفادة به فى مصانع الأسمنت ومصانع الحديد والتى تتعرض لخسائر فادحة فى حالة سقوط أمطار وهذا الجهاز يقلل الخسائر بشكل كبير ويحد منها تمامًا فى بعض الأحيان".
وأضاف الطالب: "الفكرة جاءت لى عقب حدوث غرق منزلى بعد أن تركنا صنبور المياه مفتوحا بالطابق العلوى، عندها فكرت كيف لى أن أحمى منزلا من الدمار بسبب المياه وصممت هذه الفكرة ونجحت بشكل كبير والاختراع لا يستخدم فى الإنذار المبكر عن المطر فقط بل أنه يستخدم فى الإنذار عند عودة المياه المقطوعة عن المنزل حتى لا تتعرض للخطر".
أما الفكرة الثانية فقد نفذها الطالب محمد أحمد عبد اللطيف من نفس المدرسة فكان اختراعه عبارة عن جهاز حساس للكهرباء، وهو متخصص فى الكشف عن وجود كهرباء بالأسلاك الكهربائية دون تكسير بالحوائط وهو يستشعر وجود الكهرباء دون أن نحدث قطعا أو حتى نلمس السلك وهو يوفر كثيرًا ومعرفة الأسلاك التالفة وهو يستخدم أيضا فى الكشف عن الكابلات والموصلات الموجودة تحت الأرض، قائلا: أعمل الآن على تطوير الفكرة فى المستقبل من خلال قرص إلكترونى للكشف عن حالة الأسلاك تحت الأرض بأعماق كبيرة وهذا يوفر فى تكلفة الحفر حيث إنه لا يتم الفحص وقطع إلا الجزء التالف فقط وقد بلغت تكلفة الجهاز 50 جنيها فقط وكل مكوناته موجودة بمحلات الإلكترونيات العادية.
أما الطالب محمد رأفت بمدرسة البلينا الثانوية الصناعية بنين نفذ فكرة بسيطة جدا قائلا: فكرت بها بعد وجود شكاوى متعددة من التلف السريع لجهاز الريموت وهذا الابتكار يقوم بالكشف عن حالة الريموت والتوصل إلى سبب العطل ومنها أقوم بعملية الإصلاح للريموت وهذا الابتكار لم يكلفنى إلا 20 جنيها فقط وأنا بالفعل أقوم بعمل الصيانة لأجهزة الريموت وأتقاضى مبلغا ماليا مقابل التصليح وهذا الأمر أتاح لى فرصة عمل وأنا طالب وأننى أود أن تتم تنمية كل المواهب الموجودة بالتعليم الفنى وتبنيها حتى تظهر اختراعاتها للنور.
وقال أحمد عاطف أمين معلم أول إلكترونيات بمدرسة البلينا الثانوية الصناعية، إننا جمعنا الطلبة من أجل وضع مشروعات إلكترونية، وبدأ الطلاب يضعون مقترحات لهذه المشروعات ونفذنا ما يمكن تنفيذه من تلك المشروعات ونحن نقوم بالعديد من المشروعات القوية جدا والتى حصلت على جوائز وأن تقدم وتطور أى بلد يقوم على التعليم الفنى ونحن نحتاج إلى الدعم من أجل المضى قدما فى التطوير والابتكار.
أما علاء رجب معلم إلكترونيات قال، إن التعليم الفنى فى الفترة القادمة هو نهضة مصر وهذا ما وضح من خلال مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعم التعليم الفنى والصورة تغيرت تمامًا فبعد أن كان من يدخل التعليم الفنى هو الطالب الفاشل أصبح الآن العكس فمن بين طلاب التعليم الفنى من التحق بكليات الهندسة وكليات التعليم الصناعى ومعاهد المساحة وغيرها من الكليات، وأصبحنا ننافس بقوة فى سوق العمل ليس هذا فقط بل أصبحت بعض المصانع الموجودة تقوم بتبنى الطلاب المتفوقين وتلحقهم بها للعمل وأنى أستطيع أن أقول بأن التعليم الفنى هو النهضة الاقتصادية القادمة لمصر.