بعض من أنصاف المواهب الفنية، ولدوا من رحم الزمن الردىء، واعتنقوا أفكارا «شاذة» وأدمنوا تسليط الأضواء عليهم، وسطروا فشلا كبيرا فى السينما، فقرروا تأدية أدوار البطولة فى سلسلة أفلام «العار والخيانة» الواقعية.. بدأوها بفيلم الكراهية المقيتة للجيش المصرى، وساهموا فى تدشين مصطلح العار «يسقط يسقط حكم العسكر»، وارتموا فى أحضان الحركات والجماعات المتطرفة، وعندما وصل الإخوان للحكم توارى هؤلاء خلف ستائر منازلهم خوفا ورعبا، ولم يستطيعوا أن ينبسوا ولو بشطر من كلمة اعتراض، ضد الجماعة ورئيسهم الاستبن محمد مرسى العياط!!
ويأتى عمرو واكد، على رأس الذين أنتجهم الزمن الردىء، واهما أنه يتمتع بإمكانيات تمثيلية كبرى تأسيسا على تأدية بعض الأدوار الهابطة بالسينما، وأيضًا قبوله أن يؤدى دورًا أمام ممثل إسرائيلى، فى مسلسل أنتجته الـ«بى بى سى» تحت عنوان، «بيت صدام بين النهرين».. ومن ثم يمكن له أن يلعب دورا مهما فى الواقع، وأول أدواره الواقعية، تأدية دور «المعذب» والمصور بكاميراته لحفلات تعذيب جماعة الإخوان لمصريين أبرياء، فوق سطح مسجد عمر مكرم، وفى سيارات بميدان التحرير!!
نعم، عمرو واكد، وجد فى خراب 25 يناير 2011، فرصة يجب استثمارها، لتصدر المشهد، وخطف الأضواء، والتأكيد على أن الفنان يمكن له أن يلعب دورا مهما على المسرح السياسى، دون إدراك حقيقى بأن التمثيل على خشبة المسرح الفنى، يختلف كليا عن التمثيل على المسرح السياسى، من حيث الثقافة والموهبة والقدرة..!!
وبما أن عمرو واكد ومن خلال تغريدته على تويتر عقب الاستفتاء على التعديلات الدستورية، التى دشن فيها معادلة رياضية جديدة، من نوعها، بأنه جعل من النسبة المتعارف عليها 100% كأنها لم تكن، مستحدثا نسبة جديدة وهى 103%.. فإنه بذلك كشف للمصريين جميعا، محدودية قدراته الذهنية والثقافية، ولا عزاء للعلم، والثقافة..!!
عمرو واكد، لم يكتفِ بركوب موجة الثورة، والاستمتاع بحفلات التعذيب وتصويرها فى ميدان التحرير، وإنما لم يجد غضاضة فى أن يشارك فى مسلسل بيت صدام «House Of Saddam» وهو المُسلسل التاريخى الذى يُوثق الأحداث الداخلية لمنزل الزعيم العراقى صدام حسين، وأُسرته، وعلاقاته بالمستشارين المقربين منه، وتم عرضه فى التليفزيون الإسرائيلى.
واحتفت الأوساط الإسرائيلية حينها، بهذا الحدث، وأثنت أيما ثناء بإشادة عمرو واكد بقدرات الفنانين الإسرائيليين الذين شاركوه البطولة وهم «أورى جبرائيل» و«يجئال نائور»، ومدى انبهاره الشديد بأداء «أورى جبرائيل» على وجه الخصوص، وقال عنه نصا: «لن يجسد ممثل عربى هذه الشخصية أفضل من هذا الرجل».
وسائل الإعلام الإسرائيلية ألمحت جميعها إلى خلاصة مهمة من وجهة نظرها تتمثل فى أنه من الصعب حجب الأفلام والمسلسلات عن الجمهور فى أيامنا هذه، كما أن الانفتاح فى العالم على الشراكات ودمج الكفاءات من مختلف العالم بات محورا مهما فى المشهد السينمائى العالمى لا يمكن غض الطرف عنه، وفى نهاية المطاف فإن الفنان يسعى لتحقيق ذاته والتألق فى أدواره باحثا عن فرص حقيقية تعرض عليه.
الخلاصة الإسرائيلية هنا، هو الهدف الأسمى لتل أبيب ووسائل إعلامها بمختلف ميولها وتنوعاتها، أن يكون هناك تطبيع فنى وأدبى على أعلى مستوى، وأن الفن الإسرئيلى يخترق البيوت المصرية، وبواسطة فنانين مصريين، مثل عمرو واكد وخالد أبوالنجا وبسمة وكريم قاسم، وياللغرابة، أن هؤلاء الفنانين يرتدون أقنعة الثورة والثوار، ومن داعمى 25 يناير، ويهاجمون الدولة المصرية.
ولم يكتفِ عمرو واكد بتأدية كل هذه الأدوار، من معذب ومصور لحفلات التعذيب، والكاره للجيش المصرى، ثم مطبع مع إسرائيل، وإنما أراد التجويد والإبداع فى استدعاء الخارج للتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، عندما توجه فى مارس الماضى إلى أمريكا، وجلس فى قاعات الكونجرس، وطالبه بمنع المعونة العسكرية عن مصر، وضرورة إدانة الاستفتاء الدستورى، وعدم الاعتراف بنتيجته.. ونسأل عمرو واكد، هاجمت مبارك ومرسى واعتبرتهما فى مقام الخونة لارتمائهما فى أحضان أمريكا، فماذا تحكم على نفسك وزميلك خالد لا مؤاخذة أبوالنجا..؟ وهل اللجوء للكونجرس والاستقواء بالبيت الأبيض تعتبره عملًا وطنيًا خالصًا؟
الخلاصة من هذا السرد المبسط، أن عمرو واكد ورفاقه من الفنانين المرتدين لأقنعة الثورة والثوار، ومن داعمى 25 يناير، ويهاجمون الدولة المصرية، نجدهم على النقيض، يطنطنون بالتطبيع مع إسرائيل، ويرون فى فنها وفنانيها عباقرة، ويقيمون حفلات تعذيب للأبرياء فى التحرير، ويؤلبون أمريكا ورفاقها ضد مصر، ويظهرون فى جميع أبواق الإخوان، والمنابر المعادية فى تركيا وقطر، والمشاركة فى المنتديات التى تهاجم مصر، وتشوه صورتها، وتحاول النيل من أمنها واستقرارها..!!
عمرو واكد، مثال صارخ للزمن الردئ الذى يرتكب كل الموبقات الوطنية، ثم يخرج علينا مرتديا عباءة الواعظ، ويعطينا دروس فى الوطنية والحرية..!!
ولك الله يا مصر..!!
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد إبراهيم
أحسنت أستاذ دندراوي
أحسنت أستاذ دندراوي وبورك في قلمك ونفع بك.