تحبس إيران أنفاسها عشية قرار أمريكى مرتقب إدراج مؤسسة الحرس الثورى النافذة فى السياسة الإيرانية على لائحة الإرهاب، بعد أن كشفت تقارير في صحيفة وول ستريت جورنال عن اعتزام الإدارة الأمريكية الاعلان غدا، الاثنين، في إجراء من شأنه أن يزيد الضغوط على هذه القوة العسكرية، ويرفع من حدة التوتر بين طهران وواشنطن، الأمر الذى يثير التساؤل: ماذا لو أقدمت الولايات المتحدة على هذه الخطوة؟.
والحرس الثورى الإيرانى أو "باسداران" أو "سپاه"، بحسب ما يطلق عليه بالفارسية يعد جيشا عقائدى موازى للقوات المسلحة النظامية، أنشئ في 1979 بأمر من مؤسس الجمهورية آية الله الخمينى، لحماية الثورة الإيرانية من التهديدات الداخلية والخارجية، ويتمتع بنفوذ سياسي ودعم قوى من المرشد الحالى آية الله على خامنئى، ونفوذ اقتصادي كبير حيث يسيطر على ثلث الاقتصاد، من خلال إدارة عدد من المؤسسات والصناديق الخيرية والشركات الفرعية، ويقدر عدد أفراده بنحو 125 ألف عنصر، ولديه قوات أرضية، بالإضافة إلى وحدات بحرية وجوية، ويمتلك سلطة الإشراف على أسلحة إيران الاستراتيجية، ويسيطر أيضا على قوات تعبئة شبه النظامية (الباسيج)، وهي قوة من المتطوعين قوامها حوالي 90 ألف رجل وامرأة، ولديها القدرة على حشد حوالي مليون متطوع عند الضرورة.
الحرس الثورى
ومنذ بداية الثورة ونشأته يضع الحرس نفسه فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية الذى يرى أن تدخلاتها فى إيران أدت إلى القيام بالثورة على الشاه محمد رضا بهلوى حليف الأمريكيين، وبالتالى يرى نفسه الحارس الأمين على البلاد من "الشيطان الأكبر"، وعليه من شأن القرار المحتمل للولايات المتحدة بوضع هذا الكيان على قائمة الارهاب أن يجعل الجنود والقواعد الأمريكية فى المنطقة فى مرمى قوات الحرس.
وقال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري "سنرد بالمثل لو ارتكبت أمريكا هذه الحماقة وهددت أمننا القومي.. القوات العسكرية والأمنية الأمريكية في غرب آسيا لن تنعم بالهدوء مستقبلا لو ارتكبت واشنطن هذه الحماقة".
فضلا عن أن القرار المحتمل سيفرض قيود على تحركات الحرس وسلوكه الإقليمى، ولاسيما على قوة "فيلق القدس" التى تعد قوات النخبة في الحرس والذراع الخارجية لهذه القوة شبه العسكرية، التى تقاتل للحفاظ على مايسميه حلفاءه بمحور المقاومة وفى مقدمتهم الرئيس السورى بشار الأسد، الذى سانده بقوة فى الحرب الدائرة فى بلاده، والوكلاء المواليين له فى العراق ولبنان كحزب الله.
وحتى اليوم لم تدرج الولايات المتحدة المؤسسة برمتها على لائحة الارهاب لكن أدرجت العشرات من الكيانات والأشخاص فى قائمة سوداء لانتمائهم للحرس الثورى، وبالاضافة إلى فرض عقوبات اقتصادية مشددة عليه في عام 2018، وفى حال ادراج المؤسسة سيكون قرار غير مسبوق اتخذته إدارة الرئيس دونالد ترامب فى إطار استراتيجيته لتقويض سلوك طهران فى المنطقة وعرقلة برنامجها الصاروخى الباليستى الذى يقوده الحرس الثورى ويرى فيه تهديدا لحلفاءه وفى مقدمتهم إسرائيل.
وقالت ويندى شيرمان وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية السابقة والمسئولة الرئيسية فى فريق التفاوض مع إيران إن هذه الخطوة لها تبعات على القوات الأمريكية.وأضافت: تمت بالفعل معاقبة الحرس الثورى الإيرانى بشكل كامل وهذا التصعيد يعرض بالتأكيد جنودنا فى المنطقة للخطر. وتشير تقارير إلى أنه من شأن القرار أن يمنع المواطنين الأميركيين والكيانات الأمريكية من القيام بأي تعاملات مع هذه القوة العسكرية، وذلك تحت طائلة الملاحقة القانونية.
وعشية القرار المحتمل استبقت طهران بإعداد البرلمان لمشروع قانون يعتبر الجيش الأمريكي منظمة إرهابية، وقال حسين نقوي حسيني عضو لجنة الأمن والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني الأحد خلال جلسة للبرلمان إنه تم إعداد مشروع قانون يعتبر القوات العسكرية الأمريكية والقواعد الأمريكية في المنطقة أنها إرهابية.
وأضاف حسيني أنه سيجري التصويت على هذا المشروع في حال أدرجت واشنطن الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب.
بدوره هدد النائب علي رضا سليمي خلال كلمته في البرلمان باستهداف إيران للقواعد الأمريكية في المنطقة في حال اتخذت واشنطن هذه الخطوة.
وعشية القرار كشف 3 مسئولين أمريكيين عن أنه من المتوقع أن تصنف الولايات المتحدة الحرس الثورى الإيرانى على أنه منظمة إرهابية.
وأوضح المسئولون لوكالة رويترز للأنباء أنه من المتوقع أن تعلن وزارة الخارجية الأمريكية هذا القرار غدا الإثنين.
وامتنعت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون عن التعليق على هذه الأنباء، كما امتنعت وزارة الخارجية والبيت الأبيض أيضا.