أفرح كلما سمعت عن كشف أثرى جديد أو ترميم لأثر كاد يضيع لولا العناية، لأننى مؤمن بأن الآثار المصرية القديمة بأزمنتها المختلف تكشف عن شخصية المصرى القديم المبدع الفنان الذى تحدى الزمن بالمعنى الفعلى وأقام الخلود، وخلال اليومين السابقين، الجمعة والسبت، قام الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، بجولة فى محافظة سوهاج، حدثت فيها تفقدات واكتشافات وزيارات مهمة ومفيدة، ومثلت إضافة حقيقية إلى وجه مصر الحضارى والجمالى.
ومن الأشياء الجيدة أن خالد العنانى لم يكن وحده فى هذه الجولة، بل معه وفدٌ يتكون من نحو أربعين سفيرًا ومستشارًا عربيا وأجنبيا، كل واحد منهم مرآة لدولته التى يمثلها، وبالتالى سوف يعود مفعما بالروح المصرية الخالصة التى رآها فى صعيد مصر، وينقلها إلى بلاده ويصبح دعاية خير لأرض مصر فى أيامها المقبلة، كذلك كان معه محافظ سوهاج وشخصيات عامة وأعضاء برلمان وصحفيون وإعلاميون.
كانت زيارات الوفد متعددة، منها اكتشاف مقبرة توتو مغنية ابنة رمسيس الثانى، وزيارة لحمام الأوزوريون، كذلك زيارة لمعبد سيتى الأول، وزيارة لتمثال رمسيس الثانى، وزيارة لمتحف سوهاج القومى، لكننى أود التوقف أمام الزيارة المهمة والمختلفة لكل من الدير الأحمر والدير الأبيض، والحفاوة والروح الطيبة التى التقى بها الرهبان الوزير والمحافظ والوفد الذى معهما، لقد كانت حفاوة دالة على الروح المصرية الحقيقية، ويكفى أن أقول لك إن آباء الدير الأحمر قدموا مصحفا شريفا هدية للوزير والمحافظ، كما أن الصور كشفت عن السعادة المتبادلة، وقد أحسن خالد العنانى لأنه اصطحب معه هذا الوفد المتنوع فى زيارة الأديرة.
للأسف لم أكن معهم فى سوهاج، لكن الزميل أحمد منصور، كان هناك، يكتب ويغطى كل هذه الحالة التى استمرت لمدة يومين كاملين والكاشفة للكثير، والدالة على أن لدينا ما نبهر به العالم، لدينا تاريخ تم اكتشاف جزء منه، ولدينا إنسان مصرى يقضى حياته فى عمله ثم يذهب إلى مساجد الله وكنائسه وأديرته، رجال يحبون الوطن، ويحملون خصوصية مصرية تجمع بين التباسط والجدية معا، وتبحث عن الجمال أينما كان لأنه جزء من تركيبتهم، لا يعرفون نفى الآخر أو إلغاءه ونبذه.
لا يمكن أن أختصر دلالة زيارة مهمة مثل التى قام بها وزير الآثار فى مقالة، لكننى فقط أردت أن أشير إلى ما يمكن أن تفعله مثل هذه الأشياء الجميلة فى روح الناس وفى مستقبلهم، وأتمنى أن تتكرر فى كل محافظات مصر.