استقبلت أرض السلام (شرم الشيخ) منذ أيام قليلة نخبة غير مسبوقة من عمالقة ورواد المسرح المصرى والعربى والعالمى، بالدورة الرابعة لمهرجان المسرح الشبابى الدولى.
حقاً فقد استطاع هذا المهرجان الذى يبلغ عمره أربع سنوات فحسب أن يقدم نموذجاً رائعاً يستحق الإشادة بهذا الدأب والعمل المخلص الطموح الذى يتطور بسرعة فائقة كنتاج لرغبة مؤسسيه القوية فى عودة الروح للمسرح المصرى، الذى ظل عقودا طويلة فى الصدارة على كل المستويات الفنية والجماهيرية، قبل أن يتراجع بشدة وتُطفئ الأنوار وتُسدل الستائر على كل مسارح الدولة العامة والخاصة اللهم إلا قليلا.
فقد سمعت عن انطلاق الدورة الأولى بتفاصيلها لمهرجان المسرح الشبابى الدولى بشرم الشيخ من بعض الحاضرين، وسعدت بهذه الفكرة التى تستهدف ضرب عصفورين بحجر واحد ألا وهما:
أولا: تحريك المياه الراكدة بقطاع المسرح، خاصة أن المهرجان يستضيف روايات مسرحية يقدمها الشباب من عدد كبير من الدول العربية والغربية والذى من شأنه أن يسهم بشكل كبير فى الانفتاح على المسرح العالمى، والاستفادة من تبادل وجهات النظر والرؤى من ثقافات متنوعة ومختلفة عن بعضها البعض، ليستفيد الجميع وخاصة الجيل الواعد من فنانى المسرح المصرى.
ثانيا: يعد المهرجان الذى اختار الفنان والمخرج الشاب مازن الغرباوى كرئيس ومؤسس له مدينة شرم الشيخ من أهم العوامل التى تسهم فى تنشيط السياحة بأرض السلام، خاصة أن الدورة الأولى للمهرجان كانت بأحلك وأشد الظروف قسوة عندما كانت هناك مقاطعة سياحية من قِبل أهم الدول التى تعتمد عليها المدينة سياحيا.
أما عن الدورة الرابعة التى سعدت بوجودى بها ضمن قائمة الضيوف، فقد رصدت دون أدنى مجاملة تطوراً غير عادى للمهرجان الذى سمعت عنه من قبل على كل المستويات.
من حيث التنظيم:
كان على أعلى مستوى من الدقة والالتزام بالمواعيد والاحتفاء بضيوف المهرجان، وتسهيل كل الخدمات واحترام كل الرغبات بسلاسة لم أراها من قبل، فتحية وتقدير لدقة وحسن التنظيم ولمجموعة المنظمين بقيادة رئيس المهرجان والدكتورة إنجى البستاوى المدير التنفيذى للمهرجان ورؤساء اللجان.
من حيث الرموز والمكرمين:
كانت جميع الاختيارات موفقة جداً، بداية من إهداء الدورة وتسميتها باسم الفنان الكبير جورج سيدهم - شفاه الله وعافاه - فى لفتة رائعة تنم عن تقدير الرواد وعدم تجاهلهم بعد أن انحسرت عنهم الأضواء وتكريمهم وهم ما زالوا على قيد الحياة، إضافة إلى اختيار سيدة المسرح العربى سميحة أيوب كرئيس شرفى للمهرجان، والفنان الكبير محمد صبحى رئيساً للجنة العليا، كذلك التوفيق فى اختيار المكرمين من أجيال مختلفة، فقد تم تكريم الفنانة الكبيرة ليلى طاهر، والفنان الكبير محيى اسماعيل، بجانب النجم الشاب مصطفى شعبان الذى حصل على درع المهرجان، إلى جانب تكريم الكاتب المسرحى الإماراتى إسماعيل عبد الله، والكاتب والمخرج المسرحى الدنماركى الكبير يوجينو باربا، والفنانة الفرنسية كاترين مارناس.
وقد كانت أروع الصور التى شاهدتها بفترة وجودى بالمهرجان، هذا الكم غير المسبوق من عمالقة ورواد الفن المصرى الأصيل، فعندما تجتمع بعد حفظ الألقاب سميحة أيوب مع ليلى طاهر وسميرة عبد العزيز وسميرة محسن ومحيى إسماعيل ومحمود الحدينى، فهى بحق صورة للتاريخ وشرف لأى ملتقى أو مهرجان وشهادة اعتراف من هؤلاء العمالقة بأهمية هذا المهرجان ووسام على صدره.
كما أود أن أتقدم بخالص الشكر للواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء الذى حرص ليس فقط على الحضور بل قدم كل وسائل الدعم والمساندة لهذا المهرجان المتخلف شكلاً وموضوعاً، والذى حول مدينة شرم الشيخ إلى عروس تستقبل فرقاً فنية مسرحية من مختلف أنحاء العالم، ليروا بأعينهم وينقلوا لبلدانهم بعد عودتهم ما شاهدوه من سحر الطبيعة وحفاوة الاستقبال والأمن والأمان والإطمئنان على أرض السلام.
نهاية.. كل التحية والتقدير للمهرجان الدولى للمسرح الشبابى بشرم الشيخ، أكثر الله من أمثالكم، وخالص تمنياتنا القلبية بالمزيد من التألق والتحقق والتميز بالدورات المقبلة.