محمد عبدالرحمن زغلول

فى رحاب "رئيسة الديوان"

الإثنين، 08 أبريل 2019 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى زمرة القلوب العاشقة على ضوء الأضواء المبهجة، على مرأى الوجوه الباسمة، على مسمع الأناشيد الساحرة، تناجت الأرواح وابتهلت فى رحاب "الطاهرة"، مجسدة معاناة المريدين ومسرات الهائمين.
 
أمام مسجد عقيلة بنى هاشم "زينب بنت على" رضى الله عنها، على الطرقات الممتدة حول مخدعها الشريف، كان آلاف المحبين والمريدين، المتصوفة العاشقين، على موعد ليحيوا الليلة اليتيمة من مولد رئيسة الديوان، متقربين إلى الله الكريم، ومتباركين بنسل خاتم المرسلين.
 
فى تلك الليلة الساهرة كان المشهد بهيجًا، فالجميع تراص حول مسجد "أم هاشم" آلاف جاءوا أفواجًا من جميع محافظات المحروسة، من القرى والنجوع والحضر، والبعض من الأقطار العربية المجاورة، الصغار والكبار، النساء والرجال، الجميع وقف يناجى "الطاهرة" قلوب التائهين، وعيون الحائرين، والمساكين السائلين، والمتصوفة الزاهدين، جميعهم وقفوا فى حضرتها.
 
المشهد البديع كان أشبه بكرنفال، لا احتفال دينى رسمى، الصغار لعبوا، الشباب تراصوا على المقاهى، البائعون افترشوا الأرصفة، الكبار والعجائز تجمعوا ووقفوا داعين أمام المقام الشريف، المارة نالوا من نفحات أحباب أم العارفين، والجميع وقف يسأل الله الفرج من بين الزحام السحيق.
 
الملابس الخضراء والرايات البيضاء، المميزة للمتصوفة الزاهدين تصدرت المشهد، ووقفت النجمة المحمدية الكبيرة المتلألئة بالأضواء متراقصة فى قلب الميدان، جاذبة أنظار الجميع، وبينما المريدون وقفوا أمام مقام "السيدة"، سائلين وداعين ومتباركين بحفيدة خاتم النبيين، وفى خارج المسجد كانت منصات المنشدين تصدح بأجمل التراتيل، فى الجانب الأيمن من مسجد العارفة، الواقف فى قلب الميدان الذى يحمل اسمها المبارك، وقف المنشد جمال سالم، مبتهلاً بأروع القصائد الصوفية، وفى الجانب الأيسر كان المنشد محمود التهامى ينشد أناشيد العارفين.
 
وفى إحدى الساحات الخلفية كانت الرؤوس والأجساد تتمايل على أنغام، عميد الإنشاد الشيخ ياسين التهامى، أمام آلاف من محبيه ومريديه، وقف الرجل ذو السبعين عامًا لينشد ما يريح القلوب، بدأ التهامى بلغته الفصحية وقصائده البهيجة، وبصوت شبابى الصدى، مستلهما من رصيده الكبير لدى الحاضرين، الذين تمايلوا طربًا على أناشيده، صدح التهامى فى الساحة، وتعالت المعازف، الناى يطرب آذان الحائرين و"الرق" يضرب أشواق المحبين والكمان يلعب على أوتار قلوب العاشقين راقصًا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة