توصل بحث حديث إلى إجراء جراحي يمكن أن يحسّن قدرة المشي لدى الأطفال المصابين بالشلل الدماغي.
يتضمن الإجراء -المعروف باسم "بضع الجذور الظهرية الانتقائية"- قطع بعض الأعصاب الحسية من الساقين المرتبطة بالحبل الشوكي من أجل تخفيف تصلب الجلد وتحسين الحركة وتقليل مستويات الألم لدى الأطفال، لكن لم يثبت بشكل كامل من قبل ما إذا كانت قد ساعدت في تحسين نوعية حياة الأطفال أو الآثار الطويلة الأجل.
وبسبب عدم وجود أدلة على فوائد الإجراء، أعد التأمين الصحي في بريطانيا دراسة مبتكرة لتقييم الأطفال المؤهلين المصابين بالشلل الدماغي قبل العملية وبعدها، حيث ينجم الشلل الدماغي عن نمو غير طبيعي أو تلف في الدماغ يحدث قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها بفترة قصيرة، ويؤثر على الحركة والتنسيق.
وفي المملكة المتحدة، يُولد كل عام حوالي 1700 طفل يعانون من الشلل الدماغي، وتشمل العلاجات أدوية لتخفيف تصلب العضلات، وتخفيف الآلام، والعلاج الطبيعي للمساعدة في المشي، وقد تم تكليف فريق من الباحثين لمعرفة ما إذا كان إجراء "بضع جذور الظهر الانتقائي" قد أدى إلى تحسين النتائج لهؤلاء الأطفال المصابين بالشلل الدماغي.
وقالت جانيت بيكوك أحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة: "لقد قرر التأمين الصحي في بريطانيا الآن تمويل هذا الإجراء كنتيجة مباشرة لهذا المشروع المبتكر، إنه لأمر رائع أن نتخذ هذا القرار بحيث يحدث فرقًا للمرضى".
ومن أجل البحث، تم اختيار خمسة مراكز لأداء "بضع جذور الظهر الانتقائي"، حيث تلقى 137 طفلاً الإجراء، ثم قام الباحثون بجمع وتحليل البيانات حول تقدم المرضى لمدة عامين بعد عملياتهم.
وأظهرت النتائج -التي نشرت في مجلة (لانسيت لصحة الأطفال والمراهقين)- أن الإجراء استفاد منه الأطفال بتحسين حركتهم ونوعية حياتهم ومستويات الألم، ووجدت أيضًا أنه لا توجد مخاطر صحية كبيرة على الأطفال من الإجراء.
وأوضح الباحثون أن هذا الإجراء مخصص للأطفال المصابين بالشلل الدماغي الذين يمكنهم المشي ولكنهم يعانون من مشاكل لأن الصلابة في أرجلهم تؤدي إلى الألم وعدم التحكم في الحركة، لأنه ينطوي على قطع الأعصاب.
وأشاروا إلى أن هذه الدراسة توضح بشكل موضوعي أن الإجراء يحسن وظيفة الحركة، وليس له آثار جانبية خطيرة، وبالنسبة لبعض الأطفال المصابين بالشلل الدماغي وعائلاتهم، فإن هذا يمكن أن يحسن بالفعل نوعية الحياة ويساعد الأطفال على المشي بسهولة أكبر ودون استخدام كراسي المشي وغيرها من الوسائل.