حقائق كثيرة يغفلها البعض عند الحديث عن أسعار تذاكر مباريات بطولة أمم أفريقيا 2019 التى تنظمها مصر فى الفترة من 21 يونيو حتى 19 يوليو المقبلين، بعد إعلان اللجنة المنظمة الأسعار الخاصة بجميع المباريات، وراعت اللجنة أن تكون الأسعار تنافسية قياسا بالأسعار السابقة للبطولات القارية والعالمية.
وأعلنت اللجنة المنظمة أسعار التذاكر خلال الساعات الأخيرة، وحددت 100 جنيه مصرى كسعر لتذكرة الدرجة الثالثة فى المباريات التى لا يكون فيها المنتخب المصرى طرفا، و300 جنيه للدرجة الثانية و500 جنيه للدرجة الأولى.. أما فيما يخص أسعار تذاكر مباريات مصر حددت اللجنة 200 جنيه لتذكرة الدرجة الثالثة و400 جنيه للدرجة الثانية و600 جنيه للدرجة الأولى و500 جنيه للدرجة الأولى العلوية و2500 جنيه للمقصورة الرئيسية.
اللجنة المنظمة وضعت عدة اعتبارات وحقائق على أرض الواقع عند تحديد هذه الأسعار، أولها أن كرة القدم باتت صناعة حقيقية فى عصر الاحتراف الذى نعيشه، بل أن اللعبة الشعبية الأولى وهى لعبة كرة القدم باتت من أهم مصادر الدخل لعدد كبير من الدول وعلى رأسها البرازيل، حيث أصبحت كرة القدم صناعة تدر المليارات على اقتصاد البرازيل وأصبح اللاعب البرازيلى سلعة تُصّدر.
كما أن كرة القدم كصناعة مثلها مثل صناعة الترفيه سواء داخل مصر أو فى الخارج، فإذا عقدنا مقارنة بين أسعار تذاكر مباريات كرة القدم فى مصر سواء للمنتخب الوطنى أو للأندية وغيرها من وسائل الترفيه مثل السينما أو المسرح أو حفلات الغناء، سيظهر الفارق الكبير بين المنتجين وقيمة تسويق كل منهما.
فأسعار تذاكر مباريات كرة القدم فى مصر تتراوح ما بين 10 جنيهات إلى 50 جنيها طوال السنوات الماضية، على عكس الحال تماما حال حضور فيلم جديد فى إحدى السينمات، حيث وصلت قيمة تذكرة السينما مؤخرا إلى 150 و250 جنيها، وقد تزيد عن ذلك كثيرا فى بعض السينمات.. ونفس الأمر بالنسبة للمسرح تتراوح أسعار تذكرته بين 100 إلى 400 جنيه.
أما حال الحفلات الغنائية الكبرى لنجوم الطرب، فيظهر الفارق الشاسع والرهيب بينها وبين مباريات كرة القدم، حيث يصل سعر تذكرة حفلات نجوم الغناء إلى 1000 جنيه وبحد أدنى 300 جنيه، فى الوقت الذى تحتفظ فيه مباراة القدم بسعر تذكرتها الثابت عند 50 جنيها كحد أقصى، رغم ارتفاع تكلفة التعاقد مع اللاعبين وملاعب التدريب والتعاقد مع مدربين وإعداد برامج تغذية وتأهيل بدنى ونفسى للاعبين وغيرها من وجوه الصرف على اللعبة الشعبية الأولى.
وبالنظر إلى ما سبق فهل يُعقل أن تستمر أسعار مباريات منتخب مصر فى بطولة قارية هى الأكبر فى القارة السمراء بنفس السعر القديم، فى الوقت الذى ترتفع فيه قيمة كل وسائل الترفيه الأخرى مثل السينما والمسرح وحفلات الغناء، وهل تتناسب هذه الأسعار القديمة مع قيمة كتيبة النجوم العالميين الذين يضمهم منتخب مصر مثل محمد صلاح ومحمد الننى وأحمد حجازى وتريزيجيه وأحمد حسن كوكا؟.