يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، فى ظل استعدادات عسكرية من الطرفين فى مياه الخليج تنذر باشتباك عسكرى قد يكون وشيكا مع التصعيد فى اللهجة والتهديدات المتبادلة، وباتت جميع السيناريوهات مفتوحة، ففى طهران بات النظام يعلم أنه دخل مرحلة جديدة غير مسبوقة فى صراعه مع واشنطن، وتتواصل الاجتماعات خلف الغرف المغلقة بين قيادات النظام ودوائر صنع القرار، وإحدى هذه الجلسات كانت بين أعلى قيادة بالحرس الثورى، اللواء حسين سلامى حيث هدد فيها حاملات الطائرات الأمريكية المتواجدة بالخليج لكنه استبعد فى الوقت نفسه نشوب حرب.
وردا على إعلان البنتاجون أول من أمس الجمعة أرسل سفينة هجومية برمائية وبطارية صواريخ باتريوت إلى الشرق الأوسط، لتعزيز قدرات حاملة طائرات تم إرسالها فى وقت سابق من أجل التصدى لتهديدات إيران، وعقد مجلس الشورى (البرلمان) الإيرانى اليوم الأحد، جلسة مغلقة مع قائد الحرس الثورى، وقال اللواء سلامى الذى حضر الجلسة، لتقديم تقريره حول استعداداته للفترة المقلبة "الولايات المتحدة لا تملك القدرة أو الجرأة على شن حرب على إيران، وإن حاملات الطائرات الأمريكية ليست محصنة".
حسین سلامی
وقال سلامى إن "القوات الأمريكية فى المنطقة تقع بالكامل فى مرمى الصواريخ الإيرانية، وهدد "أى تحرك حقيقى للقوات الأمريكية ضد إيران سيقابل بضربات مباشرة، السفن الحربية الأمريكية هدف سهل لنا وصواريخنا قادرة على تدميرها".
ونقل عضو البرلمان محمد علي بورمختار قوله إن اللواء سلامى، أكد أن إرسال حاملة طائرات أمريكية إلى المنطقة ليس سوى حرب نفسية، تسعى أمريكا من ورائها لتخويف الشعب وبعض المسئولين العسكريين من وقوع الحرب.
ووفقا للنائب بورمختار، فأن سلامى يرى أن الحرب الأمريكية ضد إيران غير ممكنة، إذ لا تملك الولايات المتحدة القدرة أو الجرأة على شن الحرب، موضحا أن "ما يمنع ذلك هو قوة القوات المسلحة الإيرانية من جانب، ونقاط ضعف حاملات الطائرات الأمريكية من جانب آخر، لذا فأن أمريكا لن تقدم على مثل هذه المخاطرة".
قيادات الحرس الثورى داخل البرلمان
من جانبه أعرب رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإسلامى حشمت الله فلاحت بيشة عن اعتقاده بأن أمريكا لن تدخل فى حرب تدرك بأنها ستخرج خاسرة منها ضد إيران على حد تعبيره. زاعما " الأمريكيين يعلمون أنهم لايمتلكون إمكانية الحرب مع إيران".
وأكد فلاحت بيشة بأنه لا أحد فى إيران سيتصل هاتفيا بترامب. وقال فلاحت بيشه على هامش جلسة البرلمان الإيرانى إنه "لن تحصل حرب لأن استراتيجية أمريكا ليست الحرب"، وأوضح أن "ما يسعون لتحقيقه هو حرب نفسية ويحاولون فرضها إلى جانب العقوبات الضغوط الاقتصادية".
وفى الوقت نفسه، أشار فلاحت بيشه إلى أن "إيران لديها القدرة على وضع أهدافها التى تبعد 2000 كيلو متر ضمن سياستها الدفاعية، وفى حال حاولت السفن الأمريكية القيام بأى عمل فهى تبعد عنا 500 كيلو متر كحد أقصى".
وقال فلاحت بيشه، إن أمريكا استنفذت آخر أوراقها أما إيران ما تزال تحتفظ بأوراقها.. ولدينا اعتقاد أن الأمريكيين سيغيرون مواقفهم فى المستقبل".
وفى السياق نفسه أرسل المسئول الإيرانى إشارات متناقضة للولايات المتحدة، قائلا "إذا كان من المقرر توفير أجواء للتفاوض فعلى الأمريكيين التراجع عن بعض سياساتهم".
فى الوقت نفسه، قال الرئيس الإيراني حسن روحانى، خلال لقاء مع نشطاء سياسيين، إن بلاده "تواجه ضغوطا سياسية واقتصادية من جانب الأعداء، تمثل حربا سافرة لا سابقة لها فى تاريخ الثورة الإسلامية". وشدد روحانى على ضرورة تعاضد جميع القوى الثورية وتوحدها فى هذه الفترة.
أما أوروبا تغيرت نبرتها مع إيران بعد تهديدات الأخيرة لها بتعليق تنفيذ بعض التعهدات التى كانت قطعتها فى إطار الاتفاق النووى المبرم عام 2015 وإمهالها 60 يوما، حيث وصف وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان تهديد إيران بأنه رد فعل سيئ من جانبها، داعيا طهران إلى إظهار "نضج سياسى".
وقال لودريان فى مقابلة مع صحيفة لوباريزيان الفرنسية، إن "رد فعل إيران كان سيئا فى مواجهة القرار الأمريكى السيئ بالانسحاب من اتفاقات فيينا وزيادة العقوبات". وحذر وزير الخارجية الفرنسى من أى "دوامة عدوانية"، متحدثا عن "مسئولية" للأمريكيين، مشددا على ضرورة الحوار مع إيران.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة