"سفاح اللص والكلاب" هكذا عُرف "محمود أمين سليمان"، المتهم الذى تحولت قصته لرواية وفيلم سينمائى.
فى بداية خمسينات القرن العشرين ترك محمود أمين سليمان المنيا مع أسرته، وتوجهوا للإسكندرية، ومنها سافر للبنان، حيث عاش هناك عدة سنوات عمل فيها وكون مبالغ مالية وعاد للبلاد مرة أخرى، وتعرف على فتاة جميلة تدعى فاطمة محمود وشهرتها "بطه" وتزوجها فى شقة بمحرم بك، وعندما استنفذ أمواله قرر اللجوء للسرقة.
نجح "محمود" فى سرقة العديد من الشقق بالقاهرة والإسكندرية بمعاونة شقيق زوجته، حتى ارتكب نحو 27 واقعة، قبل أن يحدث خلاف بينه وبين شقيق زوجته بسبب سهر الأخير فى منزله مع أشخاص غرباء، حيث كان "محمود" يغار على زوجته، ووصل الخلاف لدرجة أن شقيق زوجته أبلغ عنه وتم القبض عليهما بعدما اعترفا بجرائم السرقة.
محمود أمين
وكانت زوجته "بطة" تزوره فى السجن، وظل منتظر جلسات محاكماته التى تأخرت كثيراً حتى شك فى محاميه، الذى تعمد تأخير الجلسات بسبب وجود علاقة مع زوجة السجين، الأمر الذى زاد من عذاب "محمود" بالسجن، فهرب للانتقام منهما، والتقى زوجته التى انهارت واعترفت له بخيانتها مع المحامى، فخنقها وأغمى عليها واعتقد أنها ماتت، وتم القبض عليه، وقضى عدة سنوات وخرج من السجن ومازالت روح الانتقام فى دمه، فتوجه لمنزل زوجته "بطه" وقتلها ثم قتل عشيقها.
نجح "محمود" فى الهروب من الشرطة بسبب استبداله ملابسه مع آخرين عدة مرات، حتى عثرت الشرطة على ملابسه واستعانت بكلاب بوليسية والتى حددت مكانه فى مغارة جبلية وحاصرته وتبادلت إطلاق الرصاص معه، وعندما أيقن أنه لا مفر عن السقوط قتل نفسه.
وكتبت الصحف فى اليوم التالي مانشيت بعنوان "مصرع السفاح"، وأسفله عنوان أصغر "عبد الناصر "فى باكستان "، دون الفصل بين العنوانين، مما تسبب فى سوء فهم ومشكلة وقتها.
وفيما بعد، خلد نجيب محفوظ حكاية السفاح فى روايته "اللص والكلاب" اللى تحولت لفيلم قام ببطولته الفنان الراحل شكرى سرحان وشاركة البطولة كلا من كمال الشناوى وشادية.
صور توثق لحظة مقتل محمود أمين
وينشر "اليوم السابع" على مدار شهر رمضان، قصص أشهر 30 مجرم، شغلوا الرأى العام بالجرائم التي ارتكبوها حتى سقطوا فى قبضة العدالة، تأكيداً على أنه لن يفلت أحد من العقوبة حتى ولو كان من عتادة الإجرام.
فيلم اللص والكلاب عن حياة محمود أمين