يعتبر زواج هنرى الثامن (1491- 1547) من كاثرين هوارد فى يوليو 1540 واحدا من العديد من الحلقات المظلمة التى لا يعلمها الكثيرون، لذا قدم الكاتب روبرت هتشينسون كتاب "هنرى الثامن.. تراجع وسقوط طاغية".
فى هذا الكتاب يتم تسليط الضوء على السنوات السبع الأخيرة من حكم هنرى، ويقول الكتاب عن علاقة هنرى وكاثرين: "كانت عروسة فى التاسعة عشر من عمرها، صغيرة الحجم، مرحة وجذابة، لديها شعر طويل ينسدل على ظهرها، وكان العريس فى الثلاثين من العمر سمينًا للغاية، منتفخا، يمتلك مزاجًا بركانيًا وله ساقان متقرحتان متعفنتان بحيث يمكنك استنشاق رائحة كريهة للغاية منبعثة منهما.. كان الملك فى وقت سابق وسيما وجذابا ورياضيا، لكنه أصبح محاكاة ساخرة بشعة لنفسه عندما أصبحا بدينا، وعندما كان ينجذب إلى كاثرين كان يشعر بالحيوية".
ويضيف الكتاب: "عرف عن الملك أنه كان مغرما بكاثرين لدرجة أنه كان لا يستطيع أن يعاملها معاملة حسنة، ولم يستغرق الزواج وقتا طويلا فى غصون عام كثرت القيل والقال عن كاثرين، حيث قيل إنها نامت مع معلمتها وكانت لها صداقة حميمية مع رجل آخر، ولم تكتف كاثرين بما فعلته، بل وقعت فى يد الملك رسالة بعنوان (لك طوال الحياة) كتبتها إلى توماس كولبيبر، وهو رجل من الغرفة الملكية ومن أصدقاء هنرى".
وأوضح الكتاب: "وجاء رد فعل الملك بمزيج من الغضب والشفقة على نفسه، حيث إنه أمر بإحضار السيف حتى يتمكن من قتل كاثرين بيديه، وكان يجهش بالبكاء وهو يلعن (سوء حظه مع زوجاته)، وبالفعل قُتلت كاترين داخل برج لندن، كما قُتلت آن بولين زوجة هنرى الثانية، حيث قطعت رأسها بعد إعدامها، ووضعت جثة كاثرين على بعد أمتار من جثة آن".
قراءة هذا الكتاب تجعل المرء سعيدًا للغاية لعدم العيش خلال عهد هنرى، وكانت كاثرين محظوظة نسبياً فى موتها بهذه السرعة. فى السنوات الأخيرة من حكم هنرى ازدادت قبضته الحديدية على إنجلترا وويلز وإيرلندا بقوة، وتوسعت قوانين الخيانة العظمى بشكل كبير، حتى من يقوم بإخراج نكتة أو أغنية تغنى فى حالة سكر تسخر منه قد تؤدى إلى عقوبة الإعدام.
كما أن أتباع هنرى كانوا متحمسين للتعذيب لانتزاع الاعترافات، سواء كانت حقيقية أم اختراعات. وإذا لم يتم إلقاؤك إلى السجن فهناك خطر دائم ينتظرك وهو الطاعون، الذى يمكن أن يقتلك فى غضون 24 ساعة، فإذا تخطيت ذلك ستكون عرضة للإصابة "بمرض التعرق الإنجليزى" أو الالتهاب الرئوى الفيروسى المحتمل أو غير ذلك من الحصبة أو التيفوس أو الجدرى أو حتى الملاريا.
كان هنرى مصابًا بنقص الغدد الصماء، وفى أوقات مختلفة كان قد أصيب بالجدرى، ونجا من أربع نوبات من الملاريا، وكان يعانى من قرحة الساقين.
وبعد وفاة كاثرين هوارد وضع هنرى نصب عينيه على كاثرين بار، لم تكن جميلة، لكنه أعجب بشخصيتها المفعمة بالحيوية وذكائها الهادئ ورقصها الجميل، والعقبة الوحيدة هى أن كاثرين كانت تحب بشدة توماس سيمور، شقيق زوجة هنرى الثالثة.
توفى هنرى الثامن فى يناير 1547 عن عمر يناهز 55 عامًا، حيث ظل ملكًا لمدة 38 عامًا تقريبًا، خاض حروب ضد اسكتلندا وفرنسا وأفلس البلاد بالكامل، وسيستغرق من سيخلفه عقدين لوضع الاقتصاد على قدم وساق مرة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة