محمد أحمد طنطاوى

أولى ثانوى والاختبار الحقيقى للتابليت

الثلاثاء، 14 مايو 2019 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تتأهب المدارس الثانوية على مستوى الجمهورية، استعدادا لامتحان نهاية العام الخاص بطلاب الصف الأول الثانوى، والمعروف إعلاميا بـ "امتحان مايو الإلكترونى"، الذى يعتبر أول نواة فى النظام التعليمى الجديد، وتجربة يتم تنفيذها للمرة الثانية من خلال جهاز التابليت الموجود لدى الطلاب.

الرهان معقود على قدرة أجهزة الدولة فى إنجاح منظومة التابليت والامتحانات الإلكترونية، التى ستبدأ مطلع الأسبوع المقبل، 19 مايو الجارى، خاصة بعد العراقيل التى واجهت النظام " السيستم" فى الامتحانات التى تم عقدها فى شهر مارس الماضى، وكانت تجربة تعلمت منها الحكومة الكثير، خاصة فيما يتعلق بأوجه القصور فى هذا النظام، وما تحتاج إليه البنية الفنية والتكنولوجية فى مدارس مصر.

لا شك أن امتحانات التابليت الجديدة قضت على ظاهرة الدروس الخصوصية، وضربت أباطرتها فى مقتل، وخففت العبء عن كاهل الأسرة المصرية، التى كانت تنفق الجزء الأكبر من ميزانيتها على هذه الدروس، بالإضافة إلى أنها مستقبلا سوف تقضى على ظاهرة " الغش" وهى العقبة الكبيرة أمام الامتحانات المركزية ، ومشكلة التسريب التى كانت تتجلى فى الثانوية العام ، والنفقات الباهظة التى كان يتم إنفاقها على طباعة وتأمين هذه الامتحانات.

امتحان مايو الإلكترونى يحتاج من الجميع الدعم والرعاية، حتى يستقيم هذا النظام، ويشق طريقه نحو السنوات المقبلة، ويكلل بالنجاح، خاصة أن الرهان الكبير فى تطوير مصر الحديثة لن تأتى إلا من خلال التعليم الفاعل، القادر على تأهيل الشباب المصرى فى مواجهة التحديات والصعاب التى تفرضها الظروف الراهنة، وعلينا ألا نهول الحديث حول إخفاق النظام التعليمى الجديد، أو سقوط السيستم، خاصة أن جماعات الضغط وأصحاب المصالح والمنتفعين من انتكاسة النظام الجديد يتربصون ليل نهار، ويحاولون بكل قوة الدفاع عن مكتسباتهم "الحرام"، التى جمعوها من جيوب المصريين فى الدروس الخصوصية.

النظام التعليمى الجديد لن ينجح بدون أخطاء أو عقبات فى الطريق، حتى يتمكن من تصويب مساره، وتصحيح عيوبه، فالموضوع ليس مجرد استنساخ لتجربة أجنبية، بل النظام مصرى خالص، تم تفصيله – إن جاز التعبير – ليتناسب مع الحالة المصرية، والطالب المصرى، بعد دارسات مستفيضة وخبراء فى التربية والمناهج على أعلى مستوى من الكفاءة والمهارة.

نتمنى أن تنجح تجربة امتحان مايو الإلكترونى فى تثبيت أركان النظام التعليمى الجديد، وتكون نموذجا على تدارك الأخطاء والتصحيح الذاتى داخل هذا النظام، الذى بات الملاذ الوحيد لإصلاح منظومة التعليم فى مصر.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة