إبراهيم عاشور فى العقد الرابع من العمر، دخل السجن 11 سنة بتهمة الإتجار فى المواد المخدرة، خرج منه لا حول له ولا قوة، لا يعلم كيف سيوفر احياجه المعيشى اليومى، وأنه يرغب فى العيش الكريم وأن يتقبله المجتمع مرة آخرى كأحد أفراده يتعايش فيه يتزوج وينجب، لكن منذ خروجه من السجن وحتى الآن لا يجد أى طريق أماه يقبله ويمنحه العيش كمواطن عادى مرة آخرى.
وقال " هو كل واحد خرج من السجن مافيش حد يساعده ويسبوهم يموتوا، خلاص لو الأمر كده ميخرجوش من السجن ويموتوا جوه أحس ".
ويضيف إبراهيم لــ" اليوم السابع "، انه عاش تجربة مريرة فى السجن، مضيفا أن سنوات السجن ضاعت من عمره هباء كان من الممكن أن يستفيد بها فى حياته لكن سهم القدر نفذ، لافتا إلى أن مر بالعديد من المشاكل العصيبة التى واجهها خلال فترة سجنه، موضحا أن السجن من الداخل مدرسة مختلفة فى الحياة بها العديد من التجارب التى يستطيع الشخص الاستفادة منها فى حياته ما بعد خروجه إذا أراد أن يصبح شخص صالح فى المجتمع.
ويكمل إبراهيم، أنه بعد قائه مدة عقوبته أصبح شخص خريج سجون، الكل ينفر منه ولا يجد من يساعده، موضحا أنه بسبب ما يعانيه من متاعب ومضايقات الناس التى لا تنتهى له، لافتا على أنه أحيانا يوسوس له الشيطان أن يعود لطريق الانحراف مرة آخرى، لافتا إلى أنه فى كل مره يتمسك بفكرته التى تعلمها فى السجن على يد الباحثين الاجتماعيين ورجال الوعظ الذين كانوا يحاضروهم فى السجن عن القيم والأخلاق الحميدة التى يجب أن يتحلى ويتصف بها الشخص، موضحا أنه ما زال متماسك ولم ولن ينعر وينجرف مرة آخرى لمثل هذا الطريق، لكنه يريد مد يد العون له لتنتشله من ما هو فيه، حيث أنه لا يجد يعمل ثابت يتكسب منه قوت يومه بسبب أن الجميع يرفضه كونه " رد سجون ".
ويضيف إبراهيم، أنه يرغب فى الحصول على أى عمل شريف مهما كان، وأنه سوف يثبت للجميع أنه من الممكن أن يتحول " رد السجون " إلى فرد مفيد وصالح فى المجتمع، مشيرا إلى أنه يتوجب على المجتمع أيضا تهيئة المناخ الملائم له وتقبله فيه بدلا من نبذه والنفور عنه.