منذ ظهور أبوبكر البغدادى فى فيديو مصور قبل أسابيع، تتواصل التكهنات عن مكانه، بين توقعات بأنه ما يزال فى سوريا أو العراق أو انتقل إلى كشمير أو أفغانستان، فيما تشير بعض التقارير الاستخبارية إلى أنه ربما يكون انتقل لليبيا، مع بعض فلول التنظيم بحثا عن نقطة انطلاق جديدة.
وقد أعلنت قوات الأمن العراقية أنها شنت عملية عسكرية واسعة لملاحقة خلايا «داعش»، غربى محافظة صلاح الدين «شمال»، بعد يوم من مقتل 3 مدنيين على يد عناصر التنظيم الإرهابى، وهناك تقارير تشير إلى أن «داعش» يحتفظ بخلايا نائمة فى أرجاء العراق، وأنه بدأ يعود تدريجيا لأسلوبه القديم فى شن هجمات خاطفة مثلما كان يفعل قبل عام 2014.
وبعد أن رجحت المخابرات العراقية أن يكون البغدادى فى صحراء محافظة الأنبار العراقية أو صحراء حمص شرقى سوريا، تذهب تحليلات إلى أن البغدادى ربما يكون غادر سوريا والعراق إلى أفغانستان، ونقلت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية عن الباحث زيد حميد بمركز دراسات باكستانى، ترجيحه فرار البغدادى إلى أفغانستان، وقال إنه بنى توقعه على تحليل الفيديو الأخير للبغدادى، حيث ظهر فى منطقة جبلية يرجح أنها خراسان الأفغانية، وقالت «تايمز» إن هناك قلقا دوليا بشأن انتقال عناصر داعش الفارين من العراق وسوريا إلى الدول الآسيوية، ضمن محاولات داعش التوسع فى مناطق جديدة، وإقامة علاقات مع متطرفين محليين.
وهذا الاحتمال يرتبط بوجود جهات ساعدت البغدادى ليقطع هذه المسافة فى طرق خطرة، حيث يتحتم عليه أن يمر عبر إيران ليصل إلى أفغانستان، فى ظل مطاردة فرقة من القوات الخاصة الأمريكية تتعقبه من شهور.
لكن صحيفة «ديلى إكسبريس» البريطانية، تقول فى تقرير لها إن بريطانيا ودولا غربية أخرى تبحث عن أبوبكر البغدادى فى ليبيا بعد ورود أنباء عن احتمال انتقاله إليها، ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكرى بريطانى قوله إن «المعلومات الاستخباراتية عن مكان البغدادى جاءت من مصدر موثوق لكن يجب التحقق منها».
وأشارت الصحيفة إلى أن سلاح الجو البريطانى عاد الآن إلى ليبيا وأن المقاتلات البريطانية، وطائرات حربية إيطالية وأمريكية، تنفذ طلعات جوية بحثا عن البغدادى.
وفيما يتعلق بتنظيم داعش فإنه بعد إعلان هزيمته فى سوريا والعراق، حيث كان يسيطر على نحو ثلث أراضى البلدين أعلن التنظيم عن «ولاية الهند»، فى إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان، بعد أيام من اشتباكات وقعت بين مسلحين من «داعش» وقوات الأمن فى كشمير، قتل خلالها عدد من الجنود الهنود.
وهذا الإعلان يثير مخاوف من أن يكون داعش انتقل إلى آسيا، خاصة وأنها المرة الأولى التى يعلن فيها عن وجوده فى كشمير، حسب صحيفة «تايمز» البريطانية، خاصة أن هذا الإعلان يأتى بعد أسابيع من إعلان «داعش» مسؤوليته عن التفجيرات الانتحارية التى استهدفت فنادق وكنائس فى سريلانكا ، وأسفرت عن مقتل أكثر من 250 شخصا فى عيد الفصح، وقالت قوات الأمن السريلانكية، إن بعض منفذى التفجيرات زاروا كشمير للتدريب.
وكانت آسيا أحد الوجهات التى توقعت التحليلات، أن ينتقل إليها الدواعش بعد هزيمتهم فى سوريا والعراق، وأيضا ليبيا كوجهة للتنظيم، حيث أعلن اللواء أحمد المسمارى الناطق باسم الجيش الوطنى الليبيى أن قوات الجيش قصفت مواقع داخل طرابلس تتبع داعش، لافتا إلى أن الميليشيات الإرهابية تستخدم طائرات تركية بدون طيار فى قصفت مواقع الجيش الوطنى، وكل هذه المؤشرات تضاعف من توقعات بأماكن تمركز داعش فى ليبيا، وارتباط مصائرها بما يجرى على الأرض فى ليبيا.