محمد فودة

محمد فودة يكتب.. رمضان .. شهر الانتصارات الكبرى

الأربعاء، 15 مايو 2019 04:14 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى حياة الأمم والشعوب أيام خالدة وتواريخ لا يمكن بأى حال من الأحوال نسيانها أى تجاهلها او أن ندعها تمر امامنا مرور الكرام دون ان متوقف امامها ونتعامل معها بحفاوة تليق بها .. ومن بين تلك التواريخ المهمة والمحفورة بذاكرتنا يأتى يوم العاشر من رمضان الذى نعيشه الآن بروحانياته التى يفوح منها عبق التاريخ حيث تطل علينا هذه المناسبة كل عام حاملة معها ذكرى غالية على نفوسنا جميعاً  هى ذكرى الانتصار العظيم فى عام ١٩٧٣ الذى كلما استدعيناه بداخلنا فإنه يبعث بداخلنا الشعور بالعزة والكرامة والإحساس برد الاعتبار .

والحديث عن الانتصار والعبور العظيم له طعم خاص فى رمضان حيث الايام المباركة وحيث الروحانيات التى لا تنقطع والتى أرى أنها كانت وماتزال بل وستظل لها تأثيرها القوى فى النفوس .

واللافت للنظر ان هذا الانتصار العظيم لم يكن هو الانتصار الوحيد الذى يرتبط فى وجدان الامة العربية والاسلامية بشهر رمضان فحينما يهل علينا شهر رمضان نجد أنه وعلى الفور قد لاح لنا فى الافق هذا الانتصار العظيم الذى حققه المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام فى غزوة بدر التى حدثت فى السابع عشر من شهر رمضان فى السنة الثانية للهجرة وقد وقعت هذه الغزوة التى  أطلق عليها القرآن الكريم “يوم الفرقان” لذا فقد ارتبطت فى اذهان الامة الاسلامية باسم غزوة بدر الكبرى خاصة أنها كانت تمثل أولى المعارك المهمة فى التاريخ الإسلامى حيث كان عدد المسلمين فيها ٣١٣ رجلاً وعدد المشركين ٩٥٠  رجلاً وفيها حدث أول مواجهة مسلحة بين الرسول عليه افضل الصلاة والسلام والمشركين وفيها انتصر المؤمنين على المشركين لتتحول هذه الغزوة بحق أول ملحمة عسكرية وانتصار تاريخى فى سجل الدولة الإسلامية التى الرسول الكريم يرسم ملامحها ويقوم بتشكيلها لتسود العالم فيما بعد .. وتتوالى الايام الخالدة فى وجدان الامة المرتبطة بالشهر الكريم فقد شهد يوم ٢٠ رمضان فى العام الثامن من الهجرة قيام المسلمون بفتح مدينة مكة وضمها إلى دولتهم الإسلامية التى كان مقرها آنذاك المدينة المنورة.

وكأن المسلمون على موعد دائماً مع الانتصارات الكبرى فى الشهر الفضيل حيث يسجل لنا التاريخ انتصاراً اخر فى شهر رمضان وعلى وجه الخصوص فى ٢٦ من شهر رمضان الموافق ٢٧ شهر نوفمبر للعام الميلادى ١١٨٨ وهى الموقعة المعروفة باسم موقعة حطين بقيادة السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى والتى استطاعت أن تنهى الوجود الصليبى فى المشرق وأسفرت عن تحرير مملكة القدس وتحرير معظم الأراضى التى احتلها الصليبيون.

وفى نفس الشهر كانت ايضاً معركة عين جالوت التى وقعت فى ٢٥ رمضان ٦٥٨هـ، التى انتصر فيها المسلمون انتصاراً ساحقاً قضى على اطماع المغول فى المنطقة خاصة انه بهذا النصر انحسر نفوذهم فى بلاد الشام وبالتالى خروجوا منها نهائياً.

وعلى الرغم من كل ما سبق الا أن حرب العاشر من رمضان المبارك التى استطاع خلالها الجيش المصرى أن يعبر قناة السويس محطما خط بارليف، ماتزال هى المعركة الابرز والاكثر ارتباطاً بوجدان الشعوب العربية فها نحن اليوم نتذكر نتائج  هذا الانتصار العظيم الذى كان بمثابة ضربة قاسية للغطرسة الصهيونية وهى الضربة الموجعة التى قصمت ظهر قادة اسرائيل الذين كانوا فى تلك الاثناء مصابون بحالة من الغرور والشعور بالذات والاحساس بالعظمة مما كان له عظيم الأثر فى تحقيق الانتصار  الذى مهد الطريق لتوقيع اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل ليضع حداً لحالة الاحتقان التى كانت تتسم بها الاوضاع بين البلدين .

كما كان من أبرز نتائج تلك الحرب أيضاً أنها أثبتت للعالم أجمع قدرة المصريين على إنجاز عمل عسكرى جسور يستند إلى شجاعة القرار ودقة الإعداد والتخطيط  وبسالة الأداء والتنفيذ مما أكد للجميع أن التفوق العسكرى ليس حكرا على طرف دون الطرف الآخر وأن براعة التخطيط العسكرى المصرى  وبسالة المقاتل المصرى وإيمانه بشرف الأهداف التى يقاتل من أجلها كانت أقوى وأكبر من الفارق الكبير فى القدرة والتقدم فى المعدات والعتاد من جانب اسرائيل.

كما ضرب الشعب المصرى فى حرب العاشر من رمضان أروع صور البطولة حينما تجاوز الصراعات الداخلية ووضع تلك الصراعات فى حجمها الحقيقى وقام بإعلاء شأن المصلحة العليا للوطن ووقف إلى جوار وخلف قواته المسلحة وقفة رجل واحد يشد أزرها ويؤيد خطواتها ويدعم قدراتها التى لم تكن محل جدل او نقاش فى يوم من الأيام.

وها نحن اليوم وبينما نحتفل بذكرى العاشر من رمضان فإننا نعيش أجواء رمضانية خاصة جداً  تنصهر فى بوتقة الانتصارات العظيمة لتصنع للاجيال القادمة  تاريخا مشرفاً سيظل مصدر فخر واعتزاز للأمتين العربية والاسلامي.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة