تجمع زعماء لبنان السياسيون وآلاف آخرون اليوم الخميس لحضور جنازة البطريرك الماروني السابق الكاردينال نصر الله صفير، الذي ضغط من أجل رحيل القوات السورية عن لبنان بعد الحرب الأهلية اللبنانية.
وحمل عشرة قساوسة يرتدون أوشحة أرجوانية كفنه الخشبي الذي يحمل علامة الصليب خارج كنيسة وعبر حشود من المعزين فيما تصاعدت رائحة البخور في الجو.
وكان يقودهم البطريرك الحالي بطرس الراعي، الذي كان يرتدي قلنسوته وردائه الأحمر ويحمل صليبا كبيرا، بالإضافة إلى قساوسة آخرين يحملون ثياب صفير الذي توفي يوم الأحد عن عمر يناهز 98 عاما.
وقال الراعي في تأبينه "الشهادات عنه تُجمع على أنه خسارة وطنية وهو بطريرك الاستقلال الثاني والبطريرك الذي من حديد وقُد من الصخر وبطريرك المصالحة الوطنية والبطريرك الذي لا يتكرر".
وفي وقت سابق، ترددت الترانيم الدينية المتناغمة تحت أشعة الشمس الساطعة على مقعد الكنيسة الشرقية وسط غابة من الصنوبر تطل على البحر المتوسط على الساحل الشمالي لبيروت.
ولد صفير في قرية ريفون الجبلية عام 1920، وانتخب لمنصب البطريرك الماروني في عام 1986 وعينه البابا يوحنا بولس الثاني كاردينالا عام 1994 قبل أن يعتزل منصب البطريركية عام 2011.
وبعد أن قدم نفسه كمدافع عن الحقوق المسيحية خلال الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990، لعب دورا فعالا بعد ذلك في تحقيق المصالحة بين المسيحيين والطائفة الدرزية.
وفي أعقاب انسحاب القوات الإسرائيلية في عام 2000 بعد احتلال دام 18 عاما لجنوب لبنان، طالب صفير سوريا أيضا بسحب قواتها التي كانت موجودة في البلاد منذ عام 1976.
وجلس الرئيس ميشال عون، وهو ماروني، ورئيس الوزراء السني سعد الحريري ورئيس البرلمان نبيه بري وعدد من زعماء الأحزاب السياسية وسط المشيعين اليوم الخميس.
كما حضر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان والعديد من السفراء الأجانب وممثل البابوية.