أصبحت كل الاحتمالات مفتوحة على مصرعيها بشأن التصعيد الأمريكى ضد إيران خاصة مع تزايد الأنشطة الإيرانية المعادية، ومليشياتها المسلحة المتمثلة فى جماعة الحوثيين فى اليمن، وهو ما دفع العديد من الخبراء لتوقع رد أمريكى حاسم وقوى وأن تتكاتف الدول العربية لمواجهة هذا الإرهاب الإيرانى.
فى هذا السياق قال خالد الزعتر المحلل السياسى السعودى، إن واشنطن نقلت الخيار العسكرى من مجرد أداة ضغط ظلت على الطاولة الأمريكية لعقود طويلة إلى أداة ضغط على الأرض، موضحا أن هذه الخطوات العسكرية الأمريكية تعكس وجود جدية لدى إدارة الرئيس ترامب فى ردع النظام الايرانى إذا ما حاول اتخاذ خطوات للرد على الضغط وراء التصعيد الأمريكى.
وأضاف المحلل السياسى السعودى، أن النظام الإيرانى ليست لديه جدية فى اتخاذ أى خطوة لترجمة تهديداته على الأرض ومنها إغلاق مضيق هرمز، ولذلك فهو سيحاول التعويل أكثر على أذرعته ووكلاءه فى المنطقة لتخفيف الضغط عنه، وهذا هو ما يتقنه النظام الإيرانى منذ نهاية الحرب العراقية – الإيرانية.
وأوضح المحلل السياسى السعودى، أن هذا التعويل خيار لم يعد من الممكن التعويل عليه أكثر فى ظل حالة الإصرار الأمريكى على الرد على أى خطوة من قبل إيران للإضرار بالمصالح الأمريكية، فالنظام الإيرانى أمام الضغط الأمريكى المتصاعد يعيش فى مأزق، لأن أى خطوة من قبل النظام الايرانى هى ستكون بمثابة " انتحار من قبل النظام الإيرانى " ليس لأن الرد سيكون عسكريا من قبل الولايات المتحدة، بل لأن أى خطوة على سبيل المثال إغلاق مضيق هرمز سوف تؤدى إلى إحداث انقلاب فى الموقف الأوروبى وهذا ما يحاول النظام الايرانى أن يتحاشى الصدام مع الأوروبيين لأنهم بالنسبة للنظام الإيرانى " طوق النجاة " الذى يحاول النظام الايرانى أن يتمسك به للبحث عن مخرج من الأزمة الاقتصادية المتصاعدة التى يعيشها، وتخفيف الضغط الأمريكى عنه.
من جانبه قال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية، إن التصعيد العسكري الأمريكي في الخليج، والذي تم خلال الأيام الأخيرة يمكن اعتباره رسالة ردع حقيقية للجانب الإيرانى لمنع القيام بعمل غير مسئول في المياه الإقليمية، أو أمام سواحل بعض الدول العربية ، ومنها ما جرى فى المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية، وقد سبق العمل التخريبى تحذيرا أمريكيا صدر من الهيئة الفيدرالية للملاحة البحرية، والسفن التجارية الأمريكية، بعد نشر عدد من صواريخ الباتريوت في الشرق الأوسط.
وأضاف فهمى فى تصريح خاص، أن إيران لن تتراجع عن توجهاتها بسهولة، ولن تقدم على خطوات فيها تنازلات إلا من خلال ضغوطات أمريكية حقيقية في التعامل، وليس فقط القيام بحشود عسكرية، ونقل قاذفات صواريخ، أو بوارج عسكرية خاصة وأن الجانب الأمريكي صعد نظريا في مواجهة الجانب الإيراني.
وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن التصعيد أصبح محتملا، وواشنطن تدرس كل الردود الممكنة، سواء من الناحية العسكرية، أو حتى من الناحية السياسية مع التوقع الاستراتيجى بأن سيناريو المواجهة يمكن أن تقودها إيران، إذا تم منعها من تصدير نفطها بصورة كاملة، وأن العناصر المؤيدة لها يمكن أن تبدأ بتنفيذ الهجمة الأولى.
من جانبه كشف الكاتب الكويتى أحمد الجار الله، خيارات إيران لتفادى التصعيد الأمريكى ضدها فى المنطقة، قائلا: إن اثنين لاثالث لها على إيران أن تلتزم بالشروط الامريكية التى هي شروط دولية أو أنها ستواجهه حربآ مدمرة من المعدات العسكريه الأمريكية التي وصلت إلي مياه فالمنطقه بكل أكلاف تحركها لم تأتى عبثآ على إيران التى عليها أن لا تعبث بالإرادة الدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة