كشفت المواجهة الحالية بين الولايات المتحدة وطهران عن توتر العلاقة بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وأقرب مساعديه، مستشار الأمن القومى جون بولتون، فى ظل غضب ترامب مما تردد عن أن مستشاريه يقوده نحو حرب لا يرغب بها.
فقد ذكرت شبكة "سى إن إن" الأمريكية أن ترامب أصبح غاضبًا من الانطباع الناشئ بأن مستشاريه للأمن القومى المنتمين للصقور يقودونه نحو حرب مع إيران على الرغم من ميوله الانعزالية، بحسب ما أفاد أشخاص مطلعون على الأمر.
وبدلاً من ذلك، أشار ترامب إلى نيته للحديث مع الإيرانيين مع صعود التوترات مع طهران، واتخذ فريقه للأمن القومى خطوات يأملون أنها قد تسهل انفتاحًا دبلوماسيًا جديدًا.
لكن الشبكة الأمريكية تستبعد احتمالات هذا الانفتاح، ورغم ذلك فقد قلق ترامب من الخطاب المتصاعد، معتقدًا أن التدخل العسكرى واسع النطاق سيكون مدمرًا له سياسيًا، بحسب ما قال أشخاص مطلعون على الوضع.
وقال الرئيس الأمريكى لفريقه الاستشارى، إن بدء نزاع جديد سيكون بمثابة كسر للوعد الذى قطعه أثناء حملته الانتخابية بالتخلص من التشابكات الخارجية. وقد استاء ترامب من الإشارة إلى أن مساعديه بقيادة مستشار الأمن القومى جون بولتون يقوده بطريقة أو بأخرى إلى الحرب.
وحتى أيام قليلة مضت، كان ترامب يهاتف مستشارين خارج إدارته ليشكو من بولتون، بحسب أشخاص مطلعين على هذه المحادثات. ويشعر ترامب بالإحباط من أن بولتون سمح للوضع الخاص بإيران بالوصول التى نقطة بدا فيها أن النزاع المسلح احتمال حقيقى، إلا أن إحباطاته من مستشاره للأمن القومى بدأت فى وقت سابق بسبب فنزويلا، عندما ألمح بولتون ومساعدون آخرون إلى الخيارات العسكرية، مما أدى إلى تحذير ترامب لفريقه بضرورة التخفيف من حدة لهجتهم.
وقد ذكر تقرير سابق لصحيفة "واشنطن بوست" أن ترامب شكك فى استراتيجية إدارته فى فنزويلا بعد فشل الإطاحة برئيسها نيكولا مادورو، وشكا من أنه تم تضليله بشأن مدى سهولة الإطاحة بحكومته وتغييره بزعيم المعارضة، وانصب غضب ترامب على بولتون وموقفه الذى يميل إلى التدخل فيما يتعارض مع رؤيته الشخصية بضرورة أن تخرج الولايات المتحدة من المستنقعات الخارجية.
وكان ترامب قد نفى يوم الأربعاء أن يكون هناك أى اقتتال داخلى حول سياسته المتعلقة بالشرق الأوسط، إلا أن أكد رغبته فى فتح محادثات مع إيران، وكتب تغريدة على "تويتر" قال فيها: إن هناك آراءً مختلفة يتم التعبير عنها، وأنا أتخذ قرارًا نهائيًا وحاسمًا، هى عملية سهلة جدا. فكل الأطراف والآراء والسياسات يتم تغطيتها، وأنا متأكد أن إيران سترغب فى الحديث قريبا.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" قد نقلت عن مسئولين بالإدارة الأمريكية قولهم، إن ترامب أبلغ القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان بأنه لا يريد خوض حرب مع إيران، وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب بعث بذلك برسالة إلى مساعديه من الصقور بأنه لا يريد أن يكثف حملة الضغوط الأمريكية ضد الإيرانيين لتصل إلى صراع مفتوح.
وسلط الإعلام الأمريكى على التوتر والخلاف فى المواقف بين ترامب وبولتون، وقالت صحيفة واشنطن بوست إن بولتون الذى كان قد دعا إلى تغيير النظام فى إيران قبل انضمامه إلى البيت الأبيض العام الماضى فى مكان مختلف عن ترامب بالنسبة لإيران، على الرغم من أن الأخير كانت منتقدًا قويًا لطهران حتى قبل تعيين بولتون فى منصب مستشار الأمن القومى.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسئولين قوله، إن ترامب لا يشعر بالارتياح للحديث عن تغيير النظام، التى يعتبرها مشابهة لمناقشة تغيير النظام فى العراق قبل الغزو عام 2003.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة