- أسس جيش التحرير بـ10 آلاف جندى وأجبر فرنسا على الانسحاب من بلاده بعد خسارة 75 ألف قتيل
- أمريكا تدخلت للإطاحة بحكمه وغرقت فى مستنقع فيتنام وأطلق الثوار اسمه على عاصمة الجنوب بعد انسحابها
دور الفرد فى التاريخ
مضت مواكب التاريخ تتقدمها دول وتتأخر فيها غيرها، وبين حقبة وأخرى تتبدل المواقع، ويتقدم المتأخرون والعكس. ولأن الدول تتأسس على ركائز اجتماعية عمادها البشر، فحركة التاريخ إنما هى فى جوهرها توثيق لحركات البشر.
وعلى امتداد كتاب الزمن المفتوح لمعت بلدان وتألق نجمها، وكان لبعض أبنائها فضل فى هذا اللمعان، بقدر تميزهم الفردى الواضح وقدرتهم على الاندماج فى جماعتهم وسياقهم. وعلى امتداد أيام رمضان نفتح تلك المساحة لاستضافة باقة من رموز التاريخ القديم والحديث، ممن لعبوا أدوارا عظيمة الأهمية والتأثير، وقادوا تحولات عميقة الفعل والأثر فى مجتمعاتهم، وربما فى العالم وذاكرته ووعيه بالجغرافيا والزمن والقيم، فكانوا مصابيح مضيئة فوق رؤوس بلدانهم، حتى أننا نراها اليوم ونستجلب قبسا من نورها، تقديرا لأدوار فردية صنعت أمما وحضارات، ولأشخاص امتلكوا من الطاقة والطموح والإصرار ما قادهم إلى تغيير واقعهم، وإعادة كتابة التاريخ.
«ولما ذاع الخبر واتأكد الإثبات
صاح السلاح فى الحرس
قال هوشى منه مات
الحاكم اللى زهد فى الملك واللذات
والزاهد اللى حكم ضد الهوى والذات
مات المسيح النبى
ويهوذا بالألوفات
مات الصديق الوفى
للخضرة والغابات»
فى نهاية الستينات كانت مصر لم تغادر جراحها من آثار النكسة البغيضة حيث الأرض مسلوبة والدم المصرى يسطر البطولات فى حرب الاستنزاف على الجبهة، ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة، كانت الأيام تمضى كئيبة على كل الطامحين الذين واجهوا قوى الاستعمار العالمى، مشروع عبد الناصر يحاصر فى صحراء سيناء صيفًا، وفى الخريف يظفر جنود أمريكا بجثة جيفارا رمز الثورة فى أمريكا اللاتينية، لكن بصيصًا من الضوء ينبعث من هناك فى فيتنام، حيث تأتى أخبار الخسائر التى تتكبدها القوات الأمريكية، ويبدو للعالم كله أنها سقطت فى مستنقع لا تعرف كيف تخرج منه.
وفى العام 1969 يأتى الخبر الحزين مات زعيم فيتنام قاهر الفرنسيين والأمريكان نفوين اى كوك الذى عرف باسم «هوشى منه»، وهى تعنى بالعامية الفيتنامية «المشرق»، أو «المنير»، هنا رأى شاعر العامية العملاق أحمد فؤاد نجم فى مصر، رغم الهم المصرى وآلاف الأميال التى تفصيل بين البلدين، أن الإنسانية منيت بخسارة كبيرة تستحق الرثاء، فكتب الأبيات السابقة ضمن قصيدة طويلة حملت اسم مؤسس الجمهورية الفيتنامية.
طفل متمرد.. فى العام 1890 ولد الطفل نفوين اى كوك فى قرية هونغ ترو لعائلة فقيرة، مات أحد أبنائها فى سن الرضاعة، وتوفيت والدته فى سنوات الصبا الأولى، بينما والده وعائل الأسرة مفصول من عمله كقاضى بأمر قوات الاحتلال الفرنسى، وشقيقته فى المقابل كاتبة لدى الجيش الفرنسى، ولا مجال هنا للحديث عن أى تناقض، ففى زمن الاحتلال الجميع يعمل فى خدمة المحتل، والجميع ينتظر العقاب منه.
تعلم الطفل الصغير الكثير فى طفولته، درس تعاليم كونفوشيوس، أتقن اللغة الصينية، أصبح صيد السمك واللعب بالطائرات الورقية هواياته المفضلة، وعندما بلغ الـ10 من عمره رفض الالتحاق بالمدارس الفرنسية، كان قد شارك قبلها فى تظاهرة ضد الضرائب التى فرضها المستعمر على الفلاحيين من أهل بلاده، المدرسة المحلية بسبب نشاطاته ضد الاحتلال، قدم كثيرا من التظلمات لكنها لم تجدى نفعًا، هنا لم يجد أمامه سوى السفر إلى فرنسا لاستكمال دراسته.
طباخ فى المنفى.. على متن سفينة متجهة إلى مارسيليا عمل الشاب الفيتنامى نفوين طباخا حتى يتمكن من توفير نفقات السفر، وصل إلى فرنسا فى ديسمبر 1911 وتقدم بطلب للاتحاق بالتعليم، لكن طلبه قوبل بالرفض، عاد إلى السفينة مرة أخرى، وأبحر هذه المرة إلى نيويورك، هناك استكمل عمله كطباخ، إلى جانب مهن أخرى امتهنها منها على سبيل المثال، خادم لعائلة ثرية وأعمال فندقية، الأهم أنه فى أمريكا استعاد نشاطه السياسى، وبدأ التواصل مع القوميين الفيتناميين، اختمرت لديه الأفكار الثورية فى الفترة من 1911 إلى 1913، حيث كان قد سافر إلى بريطانيا، وعمل فى نفس الأعمال الفندقية، ومن الصدف الغريبة أنه كان يخدم فى نفس الفندق الذى كان يقيم فيه القائد العسكرى البريطانى ونستون تشرشل، لم يكن أى منهما يدرى أنه سيصبح زعيمًا لبلاده فى غضون سنوات قليلة، لكن هكذا هى الحياة ودورتها.
إلى فرنسا من جديد .. إلى أرض المحتل عاد الفتى نفوين مرة أخرى بعد أن تنامى وعيه الثورى، وجد فى الشيوعية ضالته، كان يرى أنها السبيل الوحيد لتحرير بلاده، نهل من مؤلفات لينين، خلال عام واحد من إقامته فى فرنسا صار أحد مؤسسى الحزب الشيوعى الفرنسى فى 1920، تاريخيًا صار هو أبو الشيوعيين فى فيتنام، لأنه ببساطة أول من اعتنق هذا الفكر فى بلاده، كان العالم يعيش مرحلة ما بعد معاهدة فيرساى، حيث حصلت كثير من شعوب العالم، ولو على الورق، حقها فى تقرير مصيرها، استغل وجوده فى فرنسا فأرسل إلى كثير من زعماء العالم يلتمس منهم الاعتراف بحقوق الشعب الفيتنامى.
من بين هؤلاء الذين راسلهم وودر يلسن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية القوى الجديدة فى عالم ما بعد الحرب العالمية الأولى، طلب منه أن يساعد بلاده فى نيل الاستقلال من المحتل الفرنسى، تجاهل الرئيس الأمريكى رسالته، أو لم يرسل له ردًا فى وقتها، لاحقًا ستصير الولايات المتحدة الأمريكية داعمًا لطموح بلاده فى الاستقلال عن فرنسا، ولاحقًا أيضًا ستتدخل الولايات المتحدة للإطاحة به عندما يصبح رئيسًا لفيتنام الشمالية ويسعى لضم فيتنام الجنوبية إلى بلاده، إنها السياسة التى لا تعرف صداقة دائمة، أو عداوة مستمرة، المصالح فقط هى التى تحكم.
معارض فى المنفى.. استغل الشاب نفوين وجوده فى الحزب الشيوعى الفرنسى وأسس لجنة مكافحة الاستعمار، داخل الحزب كان هدفها هو فضح السياسة الاستعمارية لفرنسا أمام العالم كله، فظهر جانب جديد من شخصيته، صار كاتبًا فى صحيفة الحزب الشيوعى الفرنسى وركزت كتاباته على فضح جرائم فرنسا فى فيتنام، ثم أسس جريدة حملت اسم «لوباريا» أو «المنبوذ» ولاقت رواجًا فى فرنسا ومستعمراتها فى أسيا، إلى أن ألف كتابًا مهمًا فى 1925 حمل عنوان «الاستعمار الفرنسى تحت المجهر».
تنقل بعد سنوات قليلة من إقامته فى فرنسا إلى الاتحاد السوفيتى، حيث الأرض الأم للشيوعية، كانت الأممية الشيوعية أو «الكومنترن» لازالت منظمة ناشئة لكنها تنمو بقوة بعد الثورة البلشفية أكتوبر 1917 وصعود الشيوعيين إلى الحكم فى روسيا، شارك فى أعمال مؤتمرها الخامس ممثلًا عن الحزب الشيوعى الفرنسى، كتب فى «البرافدا» لسان حال الحزب الشيوعى السوفيتى والصحيفة الشيوعية الأشهر على مستوى العالم إلى يومنا هذا، شارك فى جنازة لينين زعيم الثورة الشيوعية وملهمه ومفكره الذى أخذ بيده إلى طريق الشيوعية.
محطته التالية فى المعارضة من الخارج كانت الصين، وهى محطة قريبة نسبيًا من بلاده، وهناك أسس جيلًا من المناضلين الفيتناميين سيخوض فيما بعد حرب الاستقلال ضد فرنسا، والحرب ضد أمريكا فى المستقبل، ألقى عليهم محاضرات فى الاشتراكية، شكل منهم حركات ثورية شيوعية تواجه المحتل الفرنسى، لكنه اضطر لمغادرة الصين بعد حملات من السلطة تستهدف لاستئصال الشيوعيين من البلاد، قبل أن يرحل من الصين كان قد تزوج من امرأة صينية اسمها تسنغ اوكسيمينج.
تجول فى الخارج كثيرًا بين ألمانيا، سويسرا، موسكو، استقر به المقام طويلًا فى تايلاند، لكنه رحل فى النهاية إلى الهند، وهونج كونج، هناك بحث دمج التنظيمات الشيوعية فى فيتنام تحت لواء تنظيم واحد، تطورت الفكرة لاحقًا إلى تأسيس اتحاد شيوعيى الهند الصينية وحددوا أهداف الاتحاد الجديد فى طرد المستعمرين وتحقيق الاستقلال الوطنى لفيتنام وتوزيع الأراضى على الفلاحين وتأسيس جيش وطنى وإقامة حكومة العمال والفلاحين، حصل على اعتراف من الشيوعية الأممية بالاتحاد الجديد.
سنة أولى سجن.. فى هونج كونج لم تسترح السلطات البريطانية لنشاطه الشيوعى، فتم إلقاء القبض عليه لمدة عام فى الفترة من 1932 إلى 1933، خرج من السجن إلى الاتحاد السوفيتى، حيث درس فى معهد لينين، وأمضى عدة سنوات للعلاج من مرض السل كانت الأوضاع فى الصين قد أصبحت آمنة بصورة مؤقتة بعد التحالف الذى عقده الشيوعيون وأنصار الديكتاتور الصينى تشان كاى شيك عدو الشيوعية الأول فى الصين، لمواجهة الغزو اليابانى للصين، هناك عمل مستشارًا للقوات المسلحة الشيوعية، واضطر لتغيير اسمه من نفوين اى كوك إلى الاسم الذى صار معروفًا به إلى الأبد «هوشى منه».
حرب عالمية وثورة ضد المحتل.. طبول العالمية تقرع للمرة الثانية، الأحداث تتلاحق، تسقط باريس فى يد الألمان، الوقت إذن ملائم للثورة فى فيتنام ضد فرنسا التى تتهاوى أمام النازى، لاسيما أن الحزب الشيوعى الفيتنامى قد مهد الأرض للثورة عبر سنوات من العمل السرى بين الفلاحين فى المزارع والحقول، هنا فقط يجد هوشى منه الوقت ملائما للعودة إلى فيتنام.
مع أنصاره وتلاميذه أسس هوشى جيش فيتنام الشعبى، أو جيش التحرير الذى كان قوامه نحو 10 آلاف جندى، أغلبهم من العناصر الشيوعية، والقومية الذين استمعوا إلى خطبه وتناقلوها قبل سنوات، هنا أعلن الثورة ضد الاحتلال الفرنسى وحليفه اليابانى الذى لم يخف أطماعه فى اقتناص فيتنام تحت السيادة الفرنسية.
وعملًا بمبدأ عدو عدوى صديقى، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتكفل بدعم ثوار فيتنام ضد المحتل الفرنسى وحليفه اليابانى، فيكبد جيش التحرير الفيتنامى فرنسا خسائر فادحة مستخدمًا تكتيك حرب العصابات.
يوميات فى السجن.. «لم أكن أجد ولوعا بالقوافى أبدًا فيما مضى
غير أنى الآن والسجن مقامى
ولعجزى عن أداء الأفضل
لقضاء الوقت فى الأيام أيامى الطوال
أنظم الأشعار ترويحا لنفسى
بانتظار أن أرى حريّتى».
أنفض التحالف بين شيوعيى الصين والديكتاتور تشان كاى شيك، وعادت قواته إلى عادتها القديمة فى ملاحقة الشيوعيين، كان من بين هؤلاء هوشى الذى كان فى هذا التوقيت على مقربة من الحدود الصينية الفيتنامية، وعندما سألته السلطات عن هويته، قال إنه ممثل للوطنيين الفيتناميين، وكان هذا سببًا وجيهًا لتوقيفه وإلقاء القبض عليه.
كان الوضع فى مراكز الاعتقال لا يحتمل، تكبيل الساقين والساعدين، ورائحة العفونة، النوم بين القاذورات، أطنان من الحشرات، لكنه اكتشف موهبته كشاعر فى المحبس، وجمع أشعاره التى كتبها فى السجن فى كتاب مشهور باسم «يوميات فى السجن» من بينها الأبيات المذكورة سلفًا، وصف موقفًا حدث له داخل السجن فى أبيات بليغة قال فيها:
يجرنى حراسى جرا
ويحملون فى الدرب خنزيرا
الجر للإنسان
والحمل للخنزير
إنك أنت أدنى من ذلك الخنزير
فى عالم التقييم
كم ذا يحط من قيمة الإنسان.
فيتنام الديمقراطية.. جمهورية من طرف واحد .. خرج هوشى من السجن، وجد الجيش اليابانى يتقهقر والثوار يستولون على هانوى، فوجد اللحظة مناسبة للإعلان عن قيام جمهورية فيتنام وعاصمتها المدينة المحررة بأيدى الثوار، غضب الفرنسيون، أعلنوا الأحكام العرفية، لكن هوشى وجد نفسه مضطرًا لعقد صلح معهم لصد أطماع الديكتاتور الصينى الذى أرسل للبلاد 200 ألف مقاتل بغرض احتلالها وتصفية الثورة الصينية، فى هذه اللحظة وجد نفسه بين خيارين كلاهما مر، لكن فرنسا قد يتمكن من مقاومتها، أما الصين لا، فتم إعلان استقلال فيتنام شرط أن تكون تابعة للحكم الفرنسى، على غرار إعلان استقلال مصر وتبعيتها للحكم البريطانى عقب ثورة 1919.
ثورة مسلحة ضد المحتل.. لم يستمر الهدوء كثيرًا مع المحتل الفرنسى، الذى منح فيتنام مجرد استقلالًا شكليًا، كانت الأوضاع تنذر بغضب مكتوم تحت الرماد ينتظر الشرارة ليشتعل، وجاءت الشرارة عندما قامت بارجة حربية فرنسية بقصف مدينة هيفونج لقمع مظاهرات السكان الكبيرة المعترضة والمنددة بسياسات فرنسا، هنا أعلن هوشى الثورة ضد المحتل الفرنسى،عادت التنظيمات الشيوعية المسلحة، هاجم الشعب الفيتنامى مقرات الجيش الفرنسى بالسواطير والسكاكين، استمرت الحرب 8 سنوات، حصل خلالها هوشى على دعم من السوفيت، وتبدلت الأوضاع فى الصين فصار أصدقاء الأمس فى المعارضة هم حكام الصين اليوم، فكان أن دعمه الزعيم الصينى ماو تسى تونج بـ70 ألف مقاتل صينى للقتال إلى جوار الفيتناميين، بدأ الجيش الفرنسى يتقهقر وحسمت معركة «بيان ديان فو» الأمر لصالح ثوار فيتنام وانسحبت فرنسا بعد أن خلفت وراءها 75 ألف قتيل.
هوشى منه رئيسًا للجمهورية.. انتهت الحرب وقسمت فيتنام إلى شطرين جنوبية رأسمالية ترعاها أمريكا، وشمالية شيوعية يرأسها هوشى منه، صار الأديب الشيوعى رئيسًا للجمهورية، وضع أفكاره موضع التنفيذ، نفذ الإصلاح الزراعى، رفع أجور الفلاحين وأسس مزارع جماعية من أجل توفير السيولة النقدية والعملة الصعبة لتمويل الخطط الخمسية للتنمية التى كانت نموذجًا معمولًا به فى دول الكتلة الاشتراكية على مستوى العالم كله.
أمريكا تتحرك وتغرق فى مستنقع فيتنام.. لم يقتنع هوشى منه بتقسيم بلاده إلى شمالية وجنوبية، دعم الثوار فى الجنوب، ثم تحرك عسكريا بالقرب من الحدود الجنوبية عام 1959، لم تسترح الولايات المتحدة لهذا الأمر، لاسيما وأن زعماء الجنوب قد دخلوا فى مفاوضات مع هوشى منه لتوحيد فيتنام، لم تجد أمريكا بدا سوى التدخل العسكرى فى فيتنام، ومواجهة نفوذ هوشى منه فى الشمال والجنوب، استمرت الحرب لسنوات طويلة حيث لم تنسحب أمريكا من فيتنام إلا فى 1975، وخلال هذه السنوات ارتكبت القوات الأمريكية الكثير من الفظائع تم توثيق نحو 360 مجزرة منها، كان هوشى منه رغم المرض الذى نخر فى جسده يقود الحرب، ويشعل حماس المواطنين بالخطب، وهو الذى دعا الثوار لأن يخلدوا اسمه بعد مماته بإطلاقه سايغون عاصمة جنوب فيتنام التى صار اسمها اليوم «هوشى منه».
رحيل الطباخ الثائر.. كانت الحرب فى أشدها عندما توفى هوشى منه عن عمر ناهز 79 عامًا فى صباح 2 نوفمبر 1969 فى ذكرى تأسيس جمهورية فيتنام الشمالية، تم تحنيط جسده على غرار لينين وماو تسى تونغ ووضع جثمانه فى ضريح مبنى من الغرانيت فى هانوى، وإلى الآن هو فى نظر أهالى فيتنام الطباخ البسيط الذى هزم جيوش 3 دول.