التسول جرائم اجتماعية تضرب مجتمعنا وتشوه بلادنا، فى ظل جنوح عدد كبير من المواطنين لها بحثاً عن المال بطريقة سهلة وسريعة.
إذا كنت تسير فى شوارع القاهرة وميادينها، يستوقفك حتماً متسول أو اثنان أو أكثر، فلا يمكن أن تسير لعدة كيلومترات دون أن يستوقفك متسول، بعدما أصبحت مهنة يتبارى عليها عدد كبير من الأشخاص.
وسائل المواصلات بيئة خصبة للمتسولين لجمع الأموال، من خلال سيناريوهات و"حواديت خيالية" يلقيها المتسولون على مسامع الركاب لاستعطاف قلوبهم وجمع الأموال، وتكتشف بعد القبض عليهم أن هذا المتسول يسوق إليك الإفك، فلا يجهز ابنته ولا يعالج والدته المريضة ولا تحاصره الديون كما يزعم فى رواياته المدعمة بدموع التماسيح.
آلاف الجنيهات يجمعها المتسولون جراء عملهم لساعات قليلة، فإذا طالعت الصحف والمواقع الخبرية تكتشف أن المتسولين الذين تضبطهم الشرطة بصفة لحظية من خلال جهود أمنية متواصلة عثر بحوزة بعضهم على آلاف الجنيهات، كان أبرزها ضبط متسول بحوزته 70 ألف جنيه.
اللافت للانتباه، أن جريمة التسول تطورت شأنها مثل كل شىء حولنا، فلم يتوقف التسول على التواجد على أرض الواقع، وإنما انتقل إلى العالم الافتراضى "الإنترنت"، فتجد نشاط للمتسولين عبر السوشيال ميديا خلال رمضان، من خلال منشورات تطالب بجمع تبرعات لحالات مريضة أو متعثرة مادياً، وتكتشف بعد ذلك أن كل هذا سراب، ويقف خلفه نصابين ومحتالين.
ما أسوقه لك هنا ليس حديثاً يفترى ولكن وقائع حقيقية، حيث ضبطت الشرطة مؤخراً شخص يجمع تبرعات لمطلقات وأرامل فى شهر رمضان عبر السوشيال ميديا، وتبين أنه محتال ويستولى على الأموال لنفسه.
جميل أن تفعل الخير، لكن الأجمل والأفضل أن تتحرى وتدقق قبل أن تخرج الخير، حتى يصل هذا الخير لمن يستحقه، خاصة هؤلاء الأشخاص الذين يحتاجون للمال لكنك تحسبهم أغنياء من التعفف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة