تعود قضية التعاملات التجارية بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ودويتشه بنك إلى الأضواء مرة أخرى بعدما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا قالت فيها مُختصّى مكافحة غسل الأموال لدى "دويتشه بنك"، أوصوا بتقديم معاملات تتعلق بكيانات مملوكة للرئيس الأمريكى دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر، إلى وكالة أمريكية مُختصّة بالتحقيق فى الجرائم المالية.
وأضافت الصحيفة، فى تقرير نشرته اليوم الاثنين، أن موظفى "دويتشه بنك" أبلغوا عن معاملات جرت بين عامى 2016 و2017، وأن أحد التقارير على الأقل كان يتعلق بمؤسسة دونالد ترامب، التى أُغلقت حاليا. وتقول الصحيفة إن المسؤولين التنفيذين فى البنك رفضوا مشورة أخصّائييهم، ومن ثمّ لم تُقدّم البلاغات مطلقًا إلى شبكة مكافحة الجرائم المالية التابعة لوزارة الخزانة الأمريكية.
وأشارت نيويورك تايمز، التى تحدثت مع خمسة من موظفى "دويتشه بنك" الحاليين والسابقين، إلى أن طبيعة المعاملات "لم تكن واضحة"، رغم أن الصحيفة أضافت أن بعضها على الأقل ينطوى على "تدفقات مالية ذهابا وإيابا مع كيانات أو أفراد فى الخارج" اعتبرها موظفو البنك "مشبوهة".
ومع ذلك يقول التقرير إن الأعلام الحمراء التى أثارها الموظفون "لا تعنى بالضرورة أن المعاملات كانت غير لائقة". وكانت شركات ترامب قد اقترضت أكثر من 300 مليون دولار من "دويتشه بنك" لتمويل ملعب لجولف فى ولاية فلوريدا وفنادق فى شيكاغو وواشنطن، وفق البيانات المالية والإيداعات العامة من 2012 إلى 2015.
إلا أن متحدث باسم المصرف نفى لوكالة الأنباء الفرنسية ما ورد فى تقرير "نيويورك تايمز"، وقال إن البنك لم يمنع أى محقق فى أى وقت من رفع الأنشطة التى كانت تعتبر مشتبهة. وأضاف أن "الإشارة إلى أنه تم نقل أو إقالة أي شخص في مسعى للقضاء على مخاوف مرتبطة بأي عميل هو أمر كاذب بشكل قاطع".
من جانبه، جدد الرئيس ترامب هجومه على وسائل الإعلام الأمريكية فى سلسلة من التغريدات له على تويتر بعد نشر تقرير نيويورك تايمز.
وقال ترامب فى البداية: إن صحيفة نيويويرك تايمز الفاشلة (التى ستموت عندما أغادر منصبى فى غضون 6 سنوات" وغيرها من وسائل الإعلام الكاذبة، تظل تكتب قصصا مزيفة عن عدم استخدامى العديد من البنوك، لأنهم لم يرغبوا فى العمل معى. وهذا خطأ فالسبب هو أننى لم أحتاج لأموالهم.
وتابع قائلا: أسلوب قديم للغاية لكنه حقيقى. عندما لا تحتاج أو ترغب فى المال، لا تحتاج أو ترغب فى البنوك. فالبنوك كانت دائما متاحة لى، ويريدون أن يجنون أموالا. الإعلام الكاذب وحده هو من يقول هذا للتقليل من القيمة، ودائما ما تستخدم مصادر مجهولة لأن مصادرهم غير موجودة.
وفى تغريدة ثالثة، قال ترامب إن وسائل الإعلام لم تكن أبدا فاسدة ومختلة مثلما هى اليوم. فالأخبار الكاذية هى القصة الأكبر لها جميعا وهى العدو الحقيقى للشعب. ولهذا السبب يرفضون تغطية خدعة روسيا الحقيقية. لكن الشعب الأمريكى حكيم ويعرف ما يجرى.
وواصل ترامب التغريد قائلا: والآن الخبر الأهم هو أن ترامب جنى الكثير من الأموال واشترى كل شىء نقدا، ولا يحتاج للبنوك. لكن من أين حصل على كل هذه الأموال النقدية؟ هل يمكن أن يكون من روسيا؟ لا، لقد بنيت عملا هائلا ولم أحتج للبنوك، ولو احتجتها فإنها موجودة. وكان دويتشه بنك جيد جدا ومحترف للغاية للتعامل معه. ولو لم أعجب بهم لأى سبب، لذهبت أى مكان لآخر. فكان هناك دائما الكثير من الأموال والكثير من البنوك لاختار منها. وكانوا ليكونوا سعداء جدا لأخذ أموالى.
ولم تكن هذه المرة الأولى التى يثار فيه الجدل بشأن ترامب ودويتشه بنك، فقد سبق وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز" فى مارس الماضى أن ترامب حصل على قروض بأكثر من مليارى دولار من دويتشه بنك، على مدار عقود خلال عمله كمطور عقارى وقبل أن يصبح رئيسا.
وذكرت الصحيفة فى هذا الوقت أن البنك قدم قروض لترامب مرارا، على الرغم من العديد من "الإشعارات الحمراء" التى لها صلة بالعمل التجارى.
ومن بين ما كشفت عنه الصحيفة، أن ترامب وأثناء محاولاته لتأمين القروض من البنك، بالغ فى الأغلب من حجم ثروته، وقالت إنه عندما سعى للحصول على قرض من البنك لبناء ناطحة سحاب فى شيكاغو، ذكر أن ثروته تقدر بـ 3 مليار دولار، لكن البنك توصل إلى أن ثروته تقدر بـ 788 مليون دولار فقط.
لكن البنك وافق فى عام 2005 على إقراض ترامب أكثر من 500 مليون دولار للمشروع، وهو القرار الذى جاء بعدما استخدم ترامب رحلات طيران على متن طائرته الخاصة فى محاولة للتودد لمسئولى البنك.