فى 21 مايو 1972 ، دخل رجل مختل عقليا إلى كاتدرائية القديس بطرس وهاجم تمثال الرحمة لمايكل أنجلو، بالتحديد هاجم العذراء، فعل ذلك بمطرقة كان يحملها وهو يصيح "أنا المسيح، أنا المسيح"، وقد خضع التمثال بعد ذلك الهجوم إلى سلسلة من عمليات الترميم المكثفة أعيد بعدها إلى وضعه السابق كما أحيط من وقتها بلوح سميك من الزجاج المضاض للرصاص.
يعرف العالم كله التمثال باسم "بيتتا" ومعناها الرحمة، موجود فى كاتدرائية القديس بطرس بمدينة الفاتيكان، ويجسد العمل تصويرا للسيد المسيح وهو فى حضن أمه مريم العذراء بُعيد إنزاله عن الصليب.
ويتشكل التمثال من كتلة واحدة من الرخام واستغرق العمل فيخ حوالى سنتين وأتمه مايكل أنجلوا فى عام 1501 وعمره لم يتجاوز العشرون عام.
وعد التمثال بعد إنجازه تحفة نادرة تنم عن عبقريـة واقتـدار كبيـرين ومـن بـين كافـة أعماله النحتية، اختار مايكل أنجلو أن يحفر اسمه عليه وأطلق عليه اسم "بييتا" وهى كلمـة لاتينيـة تدل على التقوى الممزوجة بالشعور بالحزن والشفقة وأصـبحت المفـردة بعـد ذلك تشير إلى كل عمل فنى يعالج حادثة الصلب وحزن العذراء على ابنها.
وفيـه حـاول مايكل أنجلو تـصوير العـذراء فـى هيئـة سـيدة شـابة وعلـى محياهـا علامـات الخـشوع والـسكينة بينمـا تحتـضن فـى وقـار جثـة ابنهـا الميـت فـى اللحظـات التـى أعقبـت صـلبه، وفكــرة هــذا العمــل ارتبطــت بالكاردينــال (جــان دى بيليــريس) منــدوب فرنــسا فــى رومــا الذى كلف ( مايكل انجيلو) بنحت التمثال كى يعرض أثناء جنازته.
وفى منتصف القرن الثـامن عـشر، تـم نقل التمثال إلـى حيـث هـو اليـوم فـى مـدخل كاتدرائيـة (سـانت بطـرس) وأثنـاء نقلـه فـى إحــدى الـسنوات لغـرض ترميمـه، تعرضـت أربـع مـن أصابع العذراء للكسر وقد أمكن إصلاحها بعد ذلك.