محمود عبدالراضى

ثقافة الطمع

الثلاثاء، 21 مايو 2019 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

إذا كنت من متابعى صفحات الحوادث بالصحف أو أقسام الجريمة بالمواقع الخبرية، ربما تلحظ أن معظم الجرائم تتكرر، مع اختلاف أسماء مرتكبيها والأماكن الجغرافية التى وقعت فيها والوقت الزمني.

عزيز القارئ..وأنت تدقق التفاصيل وتقرأ المعلومات ربما تتخيل أن هذه الجريمة التى أمامك قد قرأتها من قبل، فالجرائم متكررة بصورة ملفتة للانتباه، وهذا يرجع لثقافة الطمع.. نعم الطمع والجشع التى تقود الضحايا للوقوع فى نفس "الفخ"، فمن البلادة أن يقع شخص ضحية لجريمة سبق تكرارها.

بصفتى أحد محررى الحوادث، لا يكاد يمر يوم واحد، دون رصد جريمة توظيف أموال، وقع خلالها عشرات الضحايا، الذين يلقون بأموالهم بين أيادى المجرمين، ممن يطلق عليهم لقب "مستريحين" نسبة لـ"أحمد المستريح" الشاب القنائى أشهر من نصبوا على المواطنين فى جرائم توظيف الأموال.

الجرائم تتكرر، والضحايا تزيد، ومع ذلك يذهب يومياً أشخاص جدد يلقون بآلاف الأموال بين أيادى النصابين كلما ظهر "مستريح" جديد، طمعاً فى المال وبحثاً عن فائدة أكبر من البنوك، لكن تتبخر أحلامهم عند اكتشافهم وقوعهم ضحايا لهؤلاء النصابين.

وبالرغم من التحذيرات التى نسوقها فى تحقيقاتنا الصحفية من خطورة التعامل مع "المستريحين" إلا أن شريحة كبيرة من المواطنين "ودن من طين وودن من عجين"، حيث لا يفوق الشخص إلا على كارثة، فتنهش الأمراض الجسد حزناً على الأموال المفقودة، وربما يصل الأمر لانفصال الأزواج ووجود قتلى وسجناء.

بواقع عملى كصحفى حوادث، أرى أن ما ينشر من جرائم فى الصفحات المتخصصة للجريمة، ليس الهدف منه التسلية والسرد الممتع والجذاب، بقدر الهدف منه التوعية وتجنب الأخطاء التى وقع فيها الغير، وتعلم الدروس المستفادة، حتى لا نكون فى يوم من الأيام مكان "مستريح" طماع أو ضحية أكثر طمعاً.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة