تبدو المواجهة التى اشتعلت فى الآونة الأخيرة بين إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ، وإيران، أشبه بالنهج الذى سبق أن سلكه فى التعامل مع كوريا الشمالية من حيث التصعيد الكبير فى الحرب الكلامية ورفع حالة الاستنفار، قبل أن يقوم بتهدئة التهديدات فى محاولة لردع الطرف الآخر ، و علقت شبكة "سى إن إن" الأمريكية على هذا التشابه، وقالت إنه لو أن الحرب الكلامية الحالية بين إيران والولايات المتحدة لها أصداء غريبة فى عام 2017، ذلك لأن نفس الإستراتيجية الأمريكية تعمل.
تستخدم إدارة ترامب الطريقة التى انتهجتها مع كوريا الشمالية على إيران، والتى تتلخص فى استخدام حملة أقصى حد من الضغوط، وهو نفس النهج لطهران وبيونج يانج، لوضع الخصم فى زاوية، ثم محاولة التفاوض. والرد على التهديد بتصعيد التهديد ثم التفاوض للتخفيف من حدة التوتر، وإدعاء الفوز.
وفى حالة كوريا الشمالية، كان إنذار الرئيس ترامب " النار والغضب" الذى أصبح شهيرا الآن هو الذى أطلق أكبر توتر، فقال ترامب ، فى هذا الوقت: "من الأفضل لكوريا الشمالية ألا تقوم بأى تهديدات أخرى للولايات المتحدة، فإنها ستواجه بالنار والغضب بشكل لم يشهده العالم من قبل". وكان ترامب يهدد إلى مدى أكبر من المعتاد.
وكذلك، فإن تهديده ضد إيران جاء على شكل تغريدة يوم الأحد الماضى قال فيها: "إذا أرادت إيران القتال، فستكون هذه هى النهاية الرسمية لإيران. لن تهدد الولايات المتحدة أبدا".
ويقول فان جاكسون، المسؤل السابق فى وزارة الدفاع الأمريكية فى عهد أوباما ومؤلف كتاب "على الحافة: ترامب وكيم وتهديد الحرب النووية" إن ترامب قام بمقامرة تهدف إلى توجيه تهديدات كبرى للولايات المتحدة، ولم يدفع ثمن لهذا حتى الآن، والآن يعتقد أنه مقامر جيد ، مضيفا إن ترامب ، ليس لديه فكرة بأن الأزمة لنووية الأمريكية كانت أقرب أزمة تتعرض لها الولايات المتحدة منذ عام 1962. وهذا الجهل يقوده لتكرار نفس الأخطاء التى كادت تؤدى إلى كارثة فى عام 2017.
لكن أمام الكاميرات، تبنى ترامب ، لهجة أقل حدة فى مقابلة مع فوكس يوم الأحد، حيث قال إننى فقط لا أريدهم أن يمتلكوا أسلحة نووية، ولا يمكن أن يكونوا مهددين لنا... وتابع قائلا: من بين كل الأشياء التى تحدث ، لست الشخص الذى يريد أن يذهب إلى الحرب لأن الحرب تضر الاقتصاد والحرب تقتل الناس وهذا هو الأكثر أهمية.
وردا على نفس السؤال، أشار ترامب إلى كوريا الشمالية كانتصار دبلوماسى، فقال إنه عندما ذهب إلى كوريا الشمالية ، كانت هناك اختبارات نووية طوال الوقت، وكانت هناك إطلاق للصواريخ طوال الوقت، وكان الوقت صعبا للغاية، ثم حدث التقارب، وسنرى ما سيحدث الآن.
وتابع ترامب قائلا : إنه فى الوقت الراهن لا يعتقد أنه قال لهم متى غادر فيتنام، عندما عقدت القمة الثانية، قلت للرئيس كيم، أنهم ليسوا مستعدين لاتفق لأنه أراد أن يتخلص من موقع أو اثنين، لكن لديه خمس مواقع، فقلت له ماذا بشأن المواقع الثلاثة الأخرى، هذا ليس جيدا. فلو كنا سنعقد اتفاقا، دعنا نعقد اتفاقا حقيقيا. لكنهم لم يجروا أى اختبارات طوال العامين الماضيين.
ويقول الخبير فى التسلح النووى بمعهد ماسوشستس للتكنولوجيا فيبين نارانج ، إنه من الخطر استخدام نفس إستراتيجية كوريا الشمالية ، مع إيران على أساس اعتقاد خاطئ بأنها نجحت مع مع كوريا الشمالية، عندما يكون الدليل مختلطا ما لم يكن متناقضا تماما.
ويشير البعض إلى أن جون بولتون، مستشار الأمن القومى الأمريكى ، يكرر ما فعله مع كوريا الشمالية مع إيران. ففى عام 2002، كان بولتون مساعد لوزير الخارجية للحد من الأسلحة والأمن الدولى ، وكان أساسيا فى جعل الولايات المتحدة تنهى الاتفاق الإطارى مع كوريا الشمالية، الذى أوقف سعيها للحصول على سلاح نووى من البلوتنيوم. حيث قامت الولايات المتحدة بوقف إمدادات خام النفط لكوريا الشمالية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة