بينما يتبادلا شاب وفتاة الحب فى سيارة على أحد جانبى الطريق، القريب من الغابات، يأتى شخص بكل هدوء سيرا على الأقدام، يضع سماعة فى أذنه لسماع الأغانى، يقترب من السيارة وبكل برود يخرج مسدسه ويطلق النار عليهما، ذلك هو مشهدا من الفليم الشهير "زوديك"، وهو نفس ما كان يفعله السفاح الحقيقى "زوديك".
قاتل متسلسل لم يعرف هويته حتى الآن، بالرغم أنه كان يتصل بالشرطة بعد كل جريمة قتل يرتكبها ليبلغ عن الحادث، ويعترف أنه القاتل ثم يعود بكل هدوء إلى منزله يحتسى مشروب دافيء، ويكتب رسالة بخط يده بها تفاصيل الجريمة والضحايا يرسلها إلى أحد الصحف، وفى نهاية الرسالة يكتب رموزا مشفرة ويخبرهم بانهم اذا استطاعوا حلها سيكتشفون شخصيته، وفى نهاية الرسالة يوقع عليها باسم "زوديك" .
بدأت جرائم زودياك فى الولايات المتحدة الأمريكية، ما بين عام 1968 إلى عام 1969، ولم يتم القبض عليه أو التوصل لهويته حتى الأن، وكان تتراوح أعمار ضحاياه من سن 16 غلى 29 سنة.
اتفق العاشقين "بيتي لو جنسن" و" ديفيد فارادي" على التقابل لحضور حفل عيد ميلاد وأثناء سيرهما بالطريق، أوقف "ديفيد" سيارته فى مكان معروف عنه بتجمع العشاق بالقرب من بحيرة هيرمان، وفجأة ظهر لهما شخصا يجبرهم على الخروج من السيارة، ويطلق عليهم النار من مسدسه ثم ينصرف فى هدوء، حيث أبلغت سيدة تقيم بالمكان الشرطة عن عثورها على جثة شاب وفتاة .
وثبت من تقرير الطب الشرعى، عن إصابة "ديفيد" برصاصة فى رأسه بينما تم استخراج 5 رصاصات من جثة صديقته "بيتى".
ضحيتين جديدتين للسفاح "زوديك"، هما " مايكل رينو و دارلين فيرين" الذين توجها الى متنزه فى الينابيع الزرقاء، بالقرب من مكان الجريمة السابقة، حيث حل الظلام وجلسا "مايكل ودارلين" يتبادلا لحظات العشق بينما، ليأتى شخص ممسك بمصباح يدويا وسلط الضوء على العاشقين، ثم يقترب من الباب الجانبى للسيارة، ويطلق عليهما النار وينصرف كعادته فى هدوء، حيث توفيت "دارلين " بينما نجا صديقها "مايكل" عقب نقله للمستشفى.
تلقت الشرطة اتصالا من مجهول أنه المسئول عن مقتل الضحتين، كما أنه هو من قتل "ديفيد وبيتى" وعندما تتبعت الشرطة الهاتف وجدته أنه كابينة هاتف فى محطة غاز .
احتارت الشرطة الأمريكية فى حل لغز الجرائم التى يرتكبها سفاح طليق لم يستطيعوا القبض عليه، بالرغم أنه يفصح عن نفسه برسائل بعد كل جريمة .
فى أغسطس من عام 1969 أرسل "زودياك " 4 رسائل إلى صحف أمريكية، يخبرهم فيها بأنه المسئول عن سلسلة جرائم القتل التى وقعت مؤخرا، حيث احتوت كل رسالة على 480 رمزا مشفرا لم تستطع الشرطة إلا تفسير رسالة واحدة، عن طريق رجل وزوجته يعيشان فى ولاية كاليفورنيا، وقال فيها السفاح "احب قتل الناس لأنه أمر ممتع للغاية، ممتع أكثر من قتل الحيوانات المفترسة فى الغابات، لن أعطيكم اسمى لأنكم ستحاولون الإمساك بى، وستوقفون المجموعة التى أقوم بها من جمع العبيد من أجل حياتى بعد الموت".
لم تتمكن الشرطة الأمريكية من التوصل إلى القاتل حتى الآن، حيث اغلقت القضية وتم فتحها عام 2004، لكن دون الوصول إلى دليل ثم أعيد فتح القضية عام 2007 بعدما تقدم أحد الأشخاص ببلاغ يتهم زوج والدته، بانها القاتل "زودياك" إلا أن الأدلة لم تكن كافية فتم إغلاق القضية .
وفى عام 2010 عادت القضية مرة آخرى بعدما أدعت فتاة أن والدها هو زودياك ولكن لم يؤخد كلامها بسبب ادعائها من قبل أنها ابنة غير شرعية للرئيس الأمريكى جون كينيدى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة