حالة من الجدل شهدها الوسط الثقافى بعد تداول مقاطع من رواية "الصبى سارق الفجل" للكاتب الصينى الحائز على نوبل فى الآداب لعام 2012، من ترجمتها للعربية مبدين انزعاجهم من رداءة الترجمة التى جاءت بالعامية المصرية.
و"الصبى سارق الفجل" هى أول رواية قصيرة تصدر لأديب نوبل الصينى "مو يان"، صدرت ترجمتها العربية عن سلسلة الجوائز (بالهيئة المصرية العامة للكتاب) عام 2015، وقت أن كانت تترأس "السلسلة" الدكتورة سهير المصادفة، الرئيس الحالى للإدارة المركزية النشر بالهيئة، ومن ترجمة الدكتور حسنين فهمى حسين، أستاذ الأدب الصينى بكلية الألسن بجامعة عين شمس.
وبعد مرور سنوات عادت الرواية لإثارة غضب عدد كبير من الكتاب والمثقفين ضد الترجمة المقدمة فى الرواية، حيث قال الشاعر سامح محجوب: "لقد بلغت المأساة ذروتها فى هذه الترجمة العبقرية!!"، وعلق الشاعر عباس عامر: "هى ترجمة فى رواية.. لكنها فعلا ركيكة أقل من مستوى لغة الشوارع".
كما علق أحد القراء على صفحة الرواية على موقع تقييمات الروايات العالمية الأدبية "جود ريدز" قائلا: "رواية سخيفة جداً، لا أعلم هل يعود هذا للترجمة، أم أنها كذلك بلغتها الأم، زاد من سوئها ذكر الحوارات باللغة العامية المصرية، ما أشعرنى أننى أقرأ رواية عن الصعيد المصرى، وليس فى الصين!".
وتناول عدد من التقارير النقدية الرواية، وذكرت أن المترجم سعى إلى تمصير الحوار العامى، ليكون مقربا من القارئ، ومع حالة التقريب التى سعى إليها إلا أنه وقع فى مزالق الكتابة بالعامية حيث الأخطاء الإملائية كثيرة، والتعبيرات الغريبة لمن يجهل العامية المصرية.
بدورنا حولنا التواصل مع الدكتورة سهير المصادفة، رئيس الإدارة المركزية بالنشر، ورئيس سلسلة الجوائز وقت صدور الرواية، إلا أنها رفضت التعليق على الأمر، مكتفية بالتوضيح أن الترجمة كانت برؤية من المترجم وبعلم من الأديب الصينى، كما حاولنا التواصل مع الدكتور حسنين فهمى حسنين، مترجم الرواية عبر حسابه الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" إلا أن حتى كتابة هذه السطور لم نتلق تعليقا منه على ردود الأفعال الغاضبة من الرواية.
بينما تواصلنا مع المترجمة الدكتورة دينا مندور، رئيس سلسلة الجوائز الحالى، حيث أكدت إنها لا تسطيع أن تحكم على اللغة المستخدمة فى الرواية، لكنها ليس ضد استخدام العامية فى الترجمة طالما تتفق ولا تخالف النص الأصلى، لكنها أكدت أنها لا تستطيع الحكم نظرا لإنها لم تطلع عليها ولم تكن المسئولة عن السلسلة وقت إصدار هذه الرواية.
وأوضحت رئيس سلسلة الجوائز بالهيئة المصرية العامة للكتاب، أن هناك نصوصا تصعب ترجمتها إلى العامية، خاصة الوصف الروائى، أما الحوارات التى تدور بين أبطال القصة فيمكن أن تترجم إلى العامية.
وأضافت "دينا مندور" كما أن الأمر يقف حول استخدام أى لغة عامية، لأن كلمة "عامية" كلمة فضفاضة، مشيرة إلى إنها ليست ضد استخدام العامية فى الترجمة، حتى وإن لم تقم هى بذلك من قبل، لكنها تبقى ضمن خططتها فى مشاريع الترجمة المقبلة، لافتة إلى أن العامية تعتبر لغة ثرية جدا، وهناك أجانب يطلقوا عليها إنها لغة متكاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة