بالتأكيد هناك علاقه تربط بين كل من قطر وإسرئيل وتركيا فى ملف الإرهاب الأسود الذى لا يستهدف دولة بعينيها، بل يستهدف العالم كله. معروف لدى أغلب الأجهزة الأمنية أن الطريق إلى العمليات الإرهابية يبدأ من تل إبيب ويمر بأنقرة وينتهى بالدوحة، والدول الثلاث دائما ما تذكر أسماؤها فى الدول، إما الداعمه أو الراعية للإرهاب أو التى تحمى الإرهابيين.
ومنذ 11 سبتمبر 2001 تعمل إسرائيل وتركيا وقطر على استغلال الحادث الإرهابى الذى وقع ضد أمريكا، من أجل خدمة عدة غاياتٍ تحاول تحقيقها منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضى، فقد سعت إسرائيل، و«جماعاتها» المتعدّدة فى الأوساط الغربية، إلى إقناع الرأى العام الغربى، أن عدوه الجديد هو العالم الإسلامى، وبأن هذا «العدو» يحمل مخاطر أمنية وسياسية وثقافية، تماماً كما كان الحال مع العدو السابق، الشيوعية وكنت قد كتبت العديد من المقالات حول دور الدول الثلاث خاصة إسرائيل واستندت على عدة أبحاث منها ما كتبه الباحث صبحى غندور مدير «مركز الحوار العربى» فى واشنطن فى دراسته الرائعة والتى حملت عنوان «من حرب أمريكا على الإرهاب.. إلى حرب إسرائيل على العرب والمسلمين».
هذه الدراسة كشفت العديد من الألغاز التى ربطت بين أمريكا وإسرئيل حيث قال غندور فى بحثه إن الغرب يرى فى «الشيوعية» طوال سنوات الحرب الباردة، أنها أكثر من مجرد عقيدة (أيديولوجية) يختارها أفراد أو مجتمعات، فالشيوعية هى أيضاً مجموعة من النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية التى تتناقض مع ما يقوم عليه الغرب من مجموعة نظم معاكسة لمفاهيم الشيوعية، وكان «الوجه البشع» للشيوعية يظهر فى الإعلام الغربى من خلال التركيز على التصادم بين أوجه الحياة المختلفة ما بين «الغرب الرأسمالى» و«الشرق الشيوعى»، خاصةً لجهة الحريات الفردية فى الغرب وانعدام حقّ الاختيار فى الشرق.
وقد نجحت إسرائيل فى السنوات العشر الماضية فى تشويه صورة الإسلام فى العديد من وسائل الإعلام الغربية، وفى إعطاء «نماذج» بشعة عن المجتمعات الإسلامية، وفى التركيز على ظواهر سلبية فى العالم الإسلامى من أجل بناء ملامح صورة «العدو الجديد» للغرب.
وجاءت أحداث 11 سبتمبر لتجعل من واقع أفغانستان تحت حكم نظام طالبان، وكأنه النموذج عن العالم الإسلامى ككل، وعن كيفية فهم الدين الإسلامى وتشريعاته الاجتماعية.
طبعاً، واقع العالم الإسلامى ليس بجنات عدن، لكن حتماً تجربة أفغانستان لا تمثّل إلا نفسها، ولا توجد حالة شبيهة لها فى دول العالم الإسلامى الأخرى، ورغم ذلك فإن الرأى العام الغربى يرى الإسلام الآن من خلال «عيون أفغانية»، ويرى «العرب الأفغان» هم الأسوأ فى هذه التجربة الأفغانية من خلال التركيز على دورهم فى مجموعة «القاعدة»، بحيث أصبح الإسلام الآن فى نظر العديد من الغربيين مزيجا من «التخلف الأفغانى» و«الإرهاب العربى»!! ونواصل فتح ملف العلاقات الشيطانية بين دول محور الشر الجدد قطر- تركيا- إسرائيل.