تراهن فى شوارع المدن الجديدة يجبن الشوارع فى عز الشمس والصيام خلال أيام رمضان، مرتديات الزى الأخضر، وقلوبهن عامرة بالحياة والعمل والصبر، لكل منهن حكايتها الخاصة، قد يشتركن فى ملامحهن وحكاياتهن، لكن لكل منهن قناعة وحلم يخصها، بعضهن تزوج من كبار بالسن والأخريات يعشن بثقافة ظل الرجل لكن جميعهن يرضين بالرزق الحلال حتى لو كان قليلا.
فى شوارع العاشر من رمضان أقدم المدن العمرانية الجديدة، رصدت كاميرا "اليوم السابع" حكايات عاملات اليومية فى أحد شركات النظافة، وهن مجموعة من النساء جاءت بهم الشركة من قرى ومراكز محافظة الشرقية، وبالتحديد من مدينة مشتول السوق.
وجلست "سامية" على الرصيف تنتظر زملاءها على رصيف الشارع، لعل تقف سيارة تعطيها مساعدة، فكم من أصحاب القلوب يشفقن عليهن ويساعدنونهن بقليل أو كثير حتى تقدر كل منهن على استكمال مشوار حياتها.
وروت سامية محمد نجيب 40 سنة، كيف رزقها الله من زوجها الأول بولدين أصبحا الآن رجلين، محمد دبلوم، وأحمد مريض بالقلب، رغم طلاقها منذ سنوات ، استجابة لحديث أهلها عن ضرورة الزواج منعا لكلام الناس، فتزوجت من رجل يكبرها فى السن ومريض، لكنها أنجبت منه ولد وبنت محمود رابعة وكوثر فى خامسة، وعاشت مع أولادها الأربعة وزوجها الثانى تربيهم بالحلال.
"سامية" تعلم كعاملة نظافة منذ أكثر من 3 سنوات، تحصل على راتب يصل لـ750 جنيه، لكن ما تجمعه خلال عملها يجعل الحياة تسير، قائلة: "ربنا بييسر من باب الله وهناك من يساعدونا خلال مرورهم علينا ونحن نعمل فى الشارع فى الشمس والمطر، وخير بلدنا كتير، وريسنا حاسس بينا كفايا التموين اللى بناخده ببلاش، وبنروح ونجى على ولادنا، ربنا يسترها ونعيش أحسن".
لم تحلم سامية بشقة، أو سيارة، لكنها تتمنى أن يعيش أولادها سعداء، وأن يقدرها الله وتكمل تعليمهم" هكذا اختتمت سامية حديثها مع "اليوم السابع"، بابتسامة تفاؤل وأمل.
أما إيمان عيد رمضان 23 سنة، فلم تختلف حكايتها كثيرا عن صديقتها سامية، فهى جاءت من الفيوم إلى مشتول السوق بالشرقية، بعد زواجها من رجل يكبرها بـ20 عاما، فهى ابنة صياد له 7 أبناء هى أكبرهم، تزوجت وهى فى سن صغيرة ورزقها الله بطفل تربيه مع أبيه الذى يعمل فى مجال الخرسانة، لكن الحظ عاندها وأصيب زوجها بالمرض، فقررت أن تخرج للعمل فى مدينة العاشر من رمضان فى إحدى شركات النظافة وتحصل على راتب 750جنيها.
حين تتحدث مع إيمان يمكنك ببساطة أن تلحظ اليأس الذى يسيطر عليها، ونقمتها على الحياة التى تعيشها وهى ترى نفسها طفلة صغيرة، لكن الله يعينها على تحمل مسئولية طفلها وزوجها المريض.
تحكى إيمان كيف تخرج فى الخامسة والنصف فجرا بعد إنهاء التزامات منزلها وتركب سيارة الشركة الساعة السادسة لتكون فى موقع العمل الثامنة صباحا، لتعمل فى أكثر من موقع طبقا لتوزيع الشركة لهم، وعن أحلامها قالت: "نفسى يبقى عندى مشروع لبيع الخضار أمام منزلى، خمسة آلاف جنيه كافية لبدء مشروعى والمكسب والخسارة من عند ربنا لكن ربنا كبير، وبلدنا حلوة".
هكذا اختصرت النساء أحلامهن فى الستر والصحة والعمل، مهما كانت الظروف.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة