تحيى الشعوب الأفريقية يوم 25 مايو من كل عام ذكرى الاحتفال بيوم أفريقيا، وهو اليوم الذى شهد تأسيس مُنظمة الوحدة الأفريقية فى عام 1963، والتى تبلورت مبادئها من منطلق إيمان صادق بقدرة القارة الأفريقية على التوصل لرفاهيتها وتنميتها المُستدامة، وتحقيق تطلعات وآمال شعوبها، وذلك عبر توحيد الرُؤى والأهداف بين كافة الدول الأفريقية.
وتتزامن احتفالات هذا العام بيوم أفريقيا مع الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقى، وعلى الرغم مما تحقق فى سبيل تلبية التطلعات الأفريقية المُشتركة، إلا أنه لا يزال الكثير من العمل المُشترك ينتظر دول القارة الأفريقية، وهو الأمر الذى تسعى مصر إلى تقديم إسهامها فيه يداً بيد مع كافة الأشقاء الأفارقة، وصولاً إلى توفير مُستقبل أفضل لأفريقيا على كافة المناحى، وعلى رأسها تحقيق التنمية المُستدامة، وتعزيز السلم والأمن، فضلاً عن تمكين الشباب الأفريقى، وتحسين الخدمات الصحية فى أفريقيا.
و تتزين شوارع دول القارة الأفريقية، بالألوان المبهجة فى الأزياء وجدران المنازل، وترتفع الأعلام والأناشيد الوطنية، مع ارتفاع دقات الطبول، وأصوات الموسيقى بالأغانى الوطنية، احتفالًا بيوم أفريقيا، الذى يمثل الذكرى السنوية لتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية فى 25 مايو 1963، حين وقعت 32 دولة أفريقية مستقلة فى ذلك اليوم الميثاق التأسيسى فى أديس أبابا بإثيوبيا، وفى عام 2002، أصبحت منظمة الوحدة الأفريقية تعرف باسم الاتحاد الأفريقى، حيث يحتفل بيوم أفريقيا فى جميع أنحاء العالم.
وتتوج أفريقيا فى هذا اليوم، معبرة عن استقلالها وحروبها من أجل التحرير من قبل الإمبرياليين الاستعماريين، وكان تعزيز هذا التحرير أول اتحاد للبلدان الأفريقية على الأراضى الأفريقية، بتأسيس منظمة الوحدة الأفريقية.
وحيث تجسد القارة الأفريقية التنوع الثقافى، تنطلق كل الشعوب متفاعلين مع مختلف السفارات والفنانين والمجموعات الثقافية الأفريقية، لتبادل المعلومات بين المواطنين فى النزاع والحروب وتعزيز روح الوحدة والتسامح؛ ويستمر الاحتفال بيوم أفريقيا فى أفريقيا وحول العالم، منذ اليوم الأول لشهر مايو وحتى 25 من الشهر، وبعض الدول تحتفل بفترات أطول، وهو يوم تلتقى فيه ثقافات مختلفة من الناس من جميع الخلفيات الأفريقية للاحتفال.
كما تعترف الدول الأفريقية بما فيها غانا وزيمبابوى وزامبيا ومالى بيوم أفريقيا يومًا تاريخيًا ويعتبر لديهم عطلة رسمية، بينما تشارك مدن عالمية، مثل نيويورك ودبلن وملبورن ولندن وواشنطن فى التجمعات الأكاديمية والمعارض الثقافية للاحتفال باليوم. وتبرز الاحتفالات التضامن الأفريقى والوحدة فى التنوع والإبداع والتحديات والنجاحات والإمكانيات الثقافية والاقتصادية للقارة، حيث يعد هذا اليوم، احتفال بالسلام والصداقة والوحدة.
وبالتزامن مع اليوم الأفريقى، نفذ الاتحاد الأفريقيى عدة مخططات استهدفت تحسين حياة جميع الأفارقة، أولها أجندة 2063 كخارطة طريق أفريقية مشتركة للتنمية القارية، وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان، والالتزام ببناء الدولة والوحدة الاجتماعية، والتأكيد على أن القارة السلمية الخالية من الإرهاب، هو شرط للاستثمار والتكامل الإقليمى والنمو الاجتماعى والاقتصادى.
ويؤكد الأفارقة فى هذا اليوم، للعالم كله، إدانة الهجمات ضد الرعايا الأجانب، واعتبار اليوم فرصة لإعادة التواصل مع الشعوب، وإعادة الالتزام بدعم جميع التدخلات الحكومية لتطوير أفريقيا موحدة وعالم أفضل. ويعود تاريخ الاحتفال باليوم الأفريقى، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حيث شهدت جهوداً مفرطة من جانب الأفارقة بشأن عملية إنهاء استعمار القارة الأفريقية من أجل المزيد من الحقوق السياسية والاستقلال عن الحكم الاستعمارى، وهكذا بين عامى 1945 و1965، حصل عدد كبير من الدول الأفريقية على استقلالها من القوى الاستعمارية الأوروبية، وأصبحت غانا أول دولة أفريقية فى جنوب الصحراء تحصل على استقلالها فى 6 مارس 1957 ،تحت قيادة كوامى نكروما، وكان استقلال غانا، بمثابة مصدر إلهام للبلدان الأفريقية الأخرى التى تقاتل ضد الحكم الاستعمارى، وبعد مرور عام على استقلالها، عقدت غانا أول مؤتمر للدول الأفريقية المستقلة ومن بين الدول الأفريقية المشاركة فى المؤتمر إثيوبيا وليبيا والسودان وليبيريا ومصر وتونس والمغرب، مع ممثلين عن جبهة التحرير الوطنى، الجزائر واتحاد الشعوب الكاميرونية، وكان المؤتمر بمثابة منصة جماعية للتأكيد الصريح لرفض أفريقيا للهيمنة الاستعمارية والإمبريالية على القارة، ليصبح أول مؤتمر للتحرير لعموم أفريقيا يعقد فى القارة، ويجمع مختلف البلدان الأفريقية. علاوة على ذلك، فى الاجتماع، تم الاحتفال بأول يوم للحرية الأفريقية، والذى تم الاعتراف به فيما بعد ليوم أفريقيا.
وبعد خمس سنوات فى 25 مايو 1963، بعد مشاعر المؤتمر الذى عُقد فى غانا، تم تشكيل منظمة الوحدة الأفريقية فى أديس أبابا، إثيوبيا، استضافها إمبراطور إثيوبيا، هيلا سيلاسى، تشكلت منظمة الوحدة الأفريقية فى اجتماع يضم أكثر من ثلاثين دولة أفريقية بهدف التأثير على إنهاء استعمار البلدان الأفريقية بما فى ذلك أنجولا وجنوب أفريقيا وموزمبيق وروديسيا الجنوبى، وتعهدت المنظمة بدعم المقاتلين من أجل الحرية وإزالة إمكانية الوصول العسكرى إلى الدول المستعمرة، وتم وضع ميثاق لتحسين مستوى معيشة الدول الأعضاء فى جميع أنحاء أفريقيا.
وفى الذكرى الخمسين للاتحاد الأفريقى، عام 2013 احتفل رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقيى بيوم أفريقيا من خلال إطلاق جدول أعمال 2063، من أجل رؤية طويلة الأجل لأفريقيا.
كما قام الاتحاد عام 2017، بإطلاق وكالة الصحة العامة على مستوى القارة الأفريقية، والمراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والتى تم إنشاؤها لمساعدة الدول الأفريقية الأعضاء فى الاتحاد الأفريقى على الاستجابة لحالات الطوارئ الصحية العامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة