تحدث الكاتب الصحفى خالد صلاح، رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع"، عن "الإسرائيليات" ودخولها لجسد التراث الإسلامى، وكيف استخدمها البعض كأداة سياسية فى الحرب ما بين فقهاء السلاطين عبر العصور المختلفة للدولة الإسلامية.
وقال خالد صلاح، خلال برنامجه الإذاعى "صالون مصر"، على إذاعات راديو النيل والتى تضم (ميجا FM، وهيتس، وشعبى FM، ونغم FM): إحنا اتعملنا ببعبع تاريخى اسمه الإسرائيليات..مبنفيهاش، ومبقلكش إنه فيه إسرائيليات دخلت على كتير جدا من الأحاديث الموضوعة وكتب التراث، ولكن خطرها الأكبر كان فى فترات الفتن ما بين المسلمين.. الفتن إنه كل ما حد يحاجج بكلمة أو قصة وردت عن السلف الصالح، يطلع الطرف التانى يقول له دى إسرائيليات يعنى مدسوسة، فكانت كلمة إسرائيليات رغم أن العلماء ابتكروها لتمحيص السنة والحديث إلا أنها كانت أداة سياسية فى الحرب ما بين فقهاء السلاطين المختلفين عبر العصور المختلفة للدولة الإسلامية، الأمويين يستخدمونها بطريقة وكذلك العباسيين، الذين لم يكونوا على وفاق، وبينهم شقاق ودخلوا بينهم طوائف أخرى، حتى انقسمت الدولة العباسية عدة مرات وكل واحد كانت يستخدم كلمة إسرائيليات على هواه ومزاجه".
وواصل خالد صلاح قائلًا: "طيب هل دا معناه إنه مفيش إسرائيليات فى التراث.. لا فيه وهذا أكبر خطر من الأخطار اللى حصلت فى الكتب التراثية ودا لازم يتم تمحيصه بدقة، مش عشان يستخدم كأداة سياسية.. لا عشان فيه قصص من قصص التراث اليهودى دخلت إلى نسيج الكتب الإسلامية وتم اعتبارها على أنها قصص من الإسلام رغم أن أصلها أصل يهودى بالكامل، بدون أى جدال.. فانت أطمئن على القرآن الكريم لأنه محفوظ بقرار إلهى".
وأضاف: "يعنى أنا هقولك. لاحظ إن فيه كتير جدا من اليهود أسلموا فى فترة وجود النبى وما بعده، مثل كعب الأحبار، وهو من أشهر اليهود اليمنيين وكان موجود وله حوارات مع سيدنا عمر بن الخطاب والسيدة عائشة زوجة رسول الله عليه وسلم، وفيه ناس من يهود المدينة أسلموا مثل عبد الله بن سلام، ورفاعة بن قرظة القرظي، وصفية بنت حيي، و وهب بن منبه، وكان تابعى وفقيه ومؤرخ من يهود اليمن.. يعنى عندك ناس كتير جدا من بنى قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة أسلموا.. اللى حصل أن الإسلام كان له نص قرآنى واحد.. القرآن فقط هو الرسالة وهو فقط الذى يحفظه المسلمون عن النبى، وممنوع منعًا باتًا حفظ أو تدين كلمة تانية بخلاف القرآن.. طيب مين اللى عندهم القصص والكتب والتاريخ مكتوب والتوراة والتلمود والترانيم وعهد قديم وعهد جديد، وعنده قصص من أيام الخروج من مصر ثم الذهاب إلى أرض فلسطين المحتلة اللى هى أرض كنعان، ثم قصص السبى.. كل تاريخ العالم الدينى كان عند اليهود".
وتابع الكابت الصحفى خالد صلاح:" قصص اليهود دخلت فى نسيج الثقافة العامة لدى عرب الجزيرة، وبدأت تتسرب رويدًا رويدا إلى كتبنا الإسلامية وصارت قصص إسلامية.. يعنى مثلًا القرآن فى أصحاب الكهف يحكى القصة فى دلالتها الرمزية العظيمة، لكن بتلاقى مجموعة من الرواة الإسرائيليين دخلوا حكوا قصص عن أصحاب الكهف، مختلفة أو بعيدة عن القرآن التى يشير إليها، يعنى بعض المؤرخين يقولون أن أصحاب الكهف من الروم المسيحيين رغم أن الإسلام نقد العقائد التى كان يؤمن بها الروم فى هذا التوقيت، طيب إزاى هيبقى فيه شباب بهذا المستوى من الرعاية الإلهيه ثم تنتقد عقائدهم بعد ذلك من القرآن نفسه.. خد بالك إن الإسرائيليات دخلت عملت الفتنة لكنها لم تصل إلى نسيج العقيدة ووصلت إلى قصص كثيرة جدا.. وللأسف هتلاقى قصص كتير جدًا فى بداية ونهاية لابن كثير مليئة بقصص لا أصل لها ولمن تروى وكلها جاية من التراث اليهودى اللى كان موجود فى المدينة وبلاد العربى".
وأضاف: "إذا كنا نتحدث عن تجديد الخطاب الدينى.. ياعم أن مش هدخل معاك فى فقه أو تحليل أو أحاديث أو حاجة.. بس صححوا التاريخ وصححوا دخول هذه الإسرائيليات إلى جسد التراث الإسلامى لأنه كثير جدا مما نعرفه عن تفاصيل عن تاريخ الأنبياء أو وقائع حدثت فى التاريخ هى منسوبة إلى رواة يهود من التراث اليهودى.. مش ضد إن يكون فيه رواة يهود لكن أنا ضد أنها تعتمد دون تدقيق تاريخى من علمائنا المسلمين.. فكل اللى فلحنا فيه إننا لما كنا نتخانق مع بعض فى السياسة يطلع واحد يقول النبى قال كذا فى التاريخ.. ونقول له لا دى إسرائيليات، علشان خاطر كل حاكم ينتصر لهواه.. إلى هذا الحد أفسدت السياسة فى عصور ما بعد النبى صلى الله عليه وسلم، كثير جدا من الثقافة الدينية والدين وطاردت الكثير من الأحاديث الصحيحة وتبنت الكثير من الأحاديث الوضعية، وتبنت الكثير من الإسرائيليات على أنها جزء من الدين، وهذه هى خطورة ما نعيشه الآن.. يجب أن نتطهر من الإسرائيليات أولاً.. صحيح قصص ممتعة.. اقروا بن كثير هتندهشوا من كمية القصص الممتعة، لكن نصها تقريبًا مش حقيقى، وهتفضلوا مندهشين معايا لما تقروا الدين بعيون التاريخ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة