وأوضح أنه "فى ذلك الوقت، كان من الالتزام بمبادئ الأخلاق فى الولايات المتحدة ألا يتم التعامل مع الشئون الخاصة للرجال البارزين باعتبارها أخبار. وهذا ما كان يحمى جون إف كينيدى أيضًا. "
وهو يعتقد أن ملفات مكتب التحقيقات الفدرالى تبين أن العملية الاستخباراتية التى استهدفت كينج كانت لا مثيل لها تقريبًا، ولم تنافسها إلا مراقبة إلايجا محمد، زعيم أمة الإسلام والحزب الشيوعى الأمريكى.
ومع ذلك، فإن معظمها لم ير النور. فى النهاية، لجأ هوفر إلى عميل لإرسال "رسالة الانتحار" سيئة السمعة إلى كينج، حيث هددت بفضح سلوكه "القذر والشاذ" وحثته على قتل نفسه قبل عيد الميلاد.
وأوضحت "الإندبندنت" أن الرسالة أرسلت بشكل مجهول من قبل أحد نواب هوفر، متظاهرًا بأنه ناشط مستاء، فى الأسابيع التى سبقت استلام كينج لجائرة نوبل للسلام فى ديسمبر 1964.
بحلول ذلك الوقت، أصبح كينج مشهورًا عالميًا كزعيم رمزى لحركة الحقوق المدنية الأمريكية بعد قيادته للمظاهرات غير العنيفة مثل مقاطعة حافلات مونتجمرى التى استمرت لمدة عام وحملة اعتصامات ومسيرات 1963 فى برمنجهام احتجاجًا على الفصل العنصرى فى مدن آلاباما.
لكن تسجيلات مكتب التحقيقات الفيدرالى ربما تؤدى إلى إعادة تقييم رجل ألهم إيمانه المسيحى المسالم، حركة العصيان المدنى السلمى، بحسب الصحيفة.
وقال مايكل موسباكر، رئيس تحرير مجلة "ستاندبوينت"، التى تنشر مقال جارو عن تلك الملفات، أن الملفات تكشف عن مارتن لوثر كينج كان أشبه بـ "هارفى وينشتاين حركة الحقوق المدنية".
وكتب موسباكر فى عدد يونيو: "إذا كانت تخضع الشخصيات العامة جميعها الآن للتدقيق، فلا ينبغى أن يكون هناك استثناء لمارتن لوثر كينج، مهما كانت أنشطته الأخرى ".
واعتبر جارو، أن الوقت حان لإعادة تقييم زعيم الحقوق المدنية. وقال "فى المستقبل، سنرى الدكتور كينج شخصية أكثر اضطرابًا ليست كتلك التى تحظى باحترام الجميع.. وسيتعلق النقاش بالثمن الذى دفعه نظير شهرته غير المرغوب فيها؟"
وقال جارو، أن كينج كما اعترف هو نفسه، كانت لديه شخصية "جيكل وهايد"، مرجحا أنه ربما كان يعانى من اكتئاب هوسى نقل على إثره إلى المستشفى بانتظام فضلا عن إصابته الدائمة بالإرهاق والإجهاد والانغماس فى شرب الخمر.
قال المؤرخ: "كان كينج ناقدًا للذات". فهو لم يكن شخصا يستمتع بالشهرة، بل كان قاسيًا بشكل لا يصدق على نفسه حيث أدرك عيوبه تمامًا ".
ولكن هذا لا يعفى سلوكه المزعوم، يضيف جارو قائلا: "أنا متعاطف للغاية مع كينج - ولكن فى الوقت نفسه الاغتصاب هو اغتصاب" .
ويظهر تسجيل الاغتصاب المزعوم، الذى يُفترض أنه أُخذ فى فندق ويلارد فى يناير 1964، موقف مكتب التحقيقات الفيدرالى تجاه النساء والجنس فى الستينيات.
وقال ملخص الـFBI المكتوب: "اجتمعت المجموعة فى غرفته وناقشت أى من النساء بين أبناء الرعية سيكون مناسبًا لممارسة الجنس بشكل طبيعى أو غير طبيعى. وعندما احتجت إحدى النساء على أنها لم توافق على ذلك، قام القس على الفور باغتصابها بالقوة".
وأضافت مذكرة مكتوبة بخط اليد، من المحتمل أن يكون أضافها رئيس عمليات الاستخبارات فى مكتب التحقيقات الفيدرالى: "نظر كينج وضحك وعرض عليه المشورة".