عادة ما يقترن الأثر الأدبى والثقافى الخالد "الف ليلة وليلة" فى الذاكرة المصرية والعربية عموما بشهر رمضان الكريم فيما تتجلى "الهامات الف ليلة وليلة المتجددة" الآن، فى إبداعات جديدة بالغرب سواء على مستوى الرواية أو السينما حيث يتبدى عملان لافتان أحدهما ينتمى للرواية والآخر "للفن السابع".
ففى رواية صدرت مؤخرا فى لندن بعنوان "99 ليلة فى لوجار" وحظت باهتمام لافت فى الصحافة الثقافية الغربية بدأ مؤلفها الأفغانى الشاب جميل جان كوشاى متأثرا بأجواء "ألف ليلة وليلة" فيما عمد فى تلك الرواية التى أبدعها بالإنجليزية لنوع من المعالجة الحداثية لهذا الأثر الأدبى الخالد.
وهذا التفاعل الإبداعى مع "الف ليلة وليلة" منح مذاقا فريدا للرواية الجديدة "99 ليلة فى لوجار" كما رأى نقاد فى الصحافة الثقافية الغربية معتبرين أنها تشكل إضافة ثقافية جديدة ضمن إبداعات "الواقعية السحرية" بقدر ما تبرهن "الف ليلة وليلة" على أنها تشكل مخزونا ابداعيا لا ينضب ومصدر الهامات متعددة فى ألوان الكتابة والفن.
وهذه الرواية للمؤلف الأفغانى جميل جان كوشاى تدور حول صبى أفغانى يعود مع عائلته التى تعيش فى الولايات المتحدة لأرض الأجداد حيث يلتهم كلب أصبعه فى بداية الزيارة لتبدأ مطاردة مثيرة وطريفة وحافلة بالرموز والدلالات
بين الصبى والكلب فى ارض الأسلاف وتتوالد الحكايات بمذاق حداثى لرائعة "الف ليلة وليلة".
أما فيلم "علاء الدين" الذى أنتجته هوليوود فتدور أحداثه فى أرض عربية كما تخيلها صانعو الفيلم فيما تحول لظاهرة لافتة بعد أن تصدر قوائم إيرادات السينما فى أمريكا الشمالية وبلدان أخرى فى الغرب.
والشاب المصرى الأصل الذى يعيش فى كندا مينا مسعود والبالغ من العمر 27 عاما هو احد نجوم هذا الفيلم الذى يحمل رسالة ثقافية وقيمية مهمة آلا وهى :"أن يكون الإنسان ذاته".
ولن يكون من الغريب أن يقول الفنان المصرى الأصل الشاب مينا مسعود إنه "ارتبط بشخصية علاء الدين منذ طفولته" فكثير من المصريين عبر الأجيال ورحلة الزمان ارتبطوا بهذه الشخصية وغيرها من الشخصيات التى ابدعها الخيال الشعبى الشرقى فى الأثر الأدبى الخالد "الف ليلة وليلة".
فألف ليلة وليلة بشخصياتها حاضرة فى وجدان وذائقة الأجيال المتعددة سواء فى القاهرة التى ولد فيها مينا مسعود او فى تورنتو بكندا حيث يعيش حاليا وحتى فى الهند التى تنحدر منها اصلا الممثلة البريطانية نعومى سكوت التى تقوم بدور "الأميرة ياسمين" فى هذا الفيلم الأمريكى الذى يثير نقاشات جادة بين النقاد فى الغرب ويمنح البهجة بشخصيات "كالجنى الأزرق والقرد آبو" ناهيك عن المصباح السحري.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة