آمون، إله الشمس والريح والخصوبة؛ أبو الأرباب عند المصريين القدماء، واختلف العلماء والباحثون فى نطقه الصحيح، هل يٌنطق «آمون أم أمِن»، فى ظل أن اللغة المصرية القديمة «الهيروغليفية» كانت تستعمل الحروف الساكنة، ولذلك يميل معظم العلماء إلى نطقه «أمِن» بكسر حرف الميم، كما أجمعوا على أن كلمة «أمون» معناها «الخفى».. ولم يكن الاسم هو الخفى فحسب، ولكن شكله لا يمكن إدراكه، وأن حالة الغموض المحيط به سببه كماله المطلق، وأن قداسته منفصلة عن الكون المخلوق، وكان مرتبطًا بالهواء والقوة الخفية، وخلق نفسه بنفسه، لذلك أصبح الإله الأعلى، وأبو الأرباب..!!
وحسبما قال عالم المصريات، الألمانى، يان أسمان، فى كتابه «الذاكرة الحضارية» إن هناك «إله» فى كل حضارة، بمسميات مختلفة، لكن الذات واحدة، فالإله فى الحضارة الأشورية هو «أشور»، بينما الإله فى الحضارة البابلية، هو «مردوك» وفى الحضارة الفينيقية «بعل»، وفى الحضارة المصرية «آمون».. وأن أول من نشر هذا الخلط بأن العالم القديم متعدد الآلهة، هم اليهود، وسار على دربهم أتباع كل الرسالات السماوية، المتتابعة، والحقيقة أنه ورغم تعدد المسميات، إلا أن الذات، ما يؤكد أن كل الشعوب القديمة ليست وثنية ولا مشركة وجميعها عبدت إلهًا واحدًا ذا مسميات مختلفة، لكن الذات واحدة..!!
تأسيسًا على هذا الاجتهاد من جانب العلماء والباحثين فى علوم الأديان والتاريخ والآثار، فإن هناك محاولة من بعض الباحثين للربط بين كلمة «أمين» التى يرددها المسلمون فى خاتمة سورة «الفاتحة» وبين الإله «آمون» أو «أمِن».. مستندين على أن كلمة «أمين» ليست كلمة «عربية»، وبالتالى ليست من كلمات القرآن الكريم، عكس ما يعتقده البعض، وهم كثر..!!
وأجمع جمهور الفقهاء على استحباب أن يقولها الإمام إذا قرأ الفاتحة، وأن يمد بها صوته وأن يقولها المأمومون، كما يُستحَب للمُصلى المنفرد أن يقولها كذلك، معتمدين على حديث ابن ماجة: كان النبى، صلى الله عليه وسلم، إذا قال: «غير المغضوب عليهم ولا الضالين»، قال: «أمين»، حتى يسمعها جميع المصلين.
والسبب الجوهرى الذى استند إليه الباحثون والعلماء على أن كلمة أمين فى ختام سورة الفاتحة، مستمدة من كلمة «آمون أو أمِن» ليست كلمة عربية، واستخدمها اليهود أولًا، ثم المسيحيون من بعدهم، وذلك قبل ظهور الإسلام بقرون، واستخدمها الجميع فى صلاتهم وبنفس المعنى أيضًا، إلى حد التطابق.
بينما يرى فريق آخر، أن التشابه بين الأديان الثلاث السماوية، فى استخدام كلمة أمين، مرجعه أن الإبراهيمية الثلاثة جاءت من مشكاة واحدة، استنادًا على أن أول ظهور لكلمة أمين كان مع اليهود، فالشريعة اليهودية تطالب اليهودى ترديد كلمة أمين فى الصلاة وعند الدعاء.
ثم جاء السيد المسيح مناديًا بتعاليم دين جديد، وأعلن أنه لم يأتِ ليدشن ديانة جديدة على أنقاض «التوراة»، وإنما مُتمِّمًا ومُكملًا لها؛ فلهذا لم يكن غريبًا استخدامه كلمة أمين فى صلاته عدة مرات، وشاع استخدام الكلمة فى «الإنجيل»، فقد وردت فى رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل كورنثوس: «نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم، أمين»...!!
ونصل للسؤال اللغز، هل الأديان الثلاث أخذت كلمة أمين من اسم الإله «آمون أو أمِن» عند المصريين القدماء، مع الوضع فى الاعتبار أن «آمون» إله متعدد الأسماء، فى الحضارات القديمة ولكن الذات واحدة..؟!
وللحديث بقية إن شاء الله.. إن كان فى العمر بقية..!!
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل الشريف
ماذاتقول
انا اصدق كل ما قيل
عدد الردود 0
بواسطة:
أ. يعقوب
** و لماذا لا يسأل الهواة الجهلة أسيادهم العلماء المتخصصين ؟؟؟ (2) **
السلام عليكم . اللغة العربية هي اللغة السامية الأم و أقدم نص مكتوب مكتشف في العالم هو باللغة العربية و بالخط العربي القديم ؛ و منها خرجت اللغات السامية الفرعية مثل السريانية و الفينيقية و الأمهرية و المصرية القديمة و القبطية الحديثة . . اللغة هي المنطوق المأخوذ شفاهةً ....... و كتابة النصوص تختلف شكلها و قواعدها باختلاف الحضارة و الثقافة و لكن النطق و المعنى واحد أو قريب و هذا أمر طبيعي جدا و بشري جدا . . مرة أخرى .... " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " . صدق الله العظيم .